رواية ايمان فاروق الجزء الاول

موقع أيام نيوز

الإله 
هل بعد هذا نفترق من سيشاركني سروري ويواسيني في حزني ويخفف همي في هذا الزمان قدر كان أن نلتقي قدر كان أن نفترق وربما تتكرر الأقدار ونلتقي مجددا من يعتاد على الترحال مثلي يعرف أنه يصل دائما إلى لحظة لا بد فيها من الفراق 
عسى ربي يحفظه بالمسير ويتركني على ڼار السعير وإن فرقتنا الأيام وتباعدت الأجساد فإن في الصدر قلب ينبض بك ويحيى بذكرك ويسترجع لحظات عڈاب ولقاءات الأحباب وبسمات صادقة ونفوس محلقة في سماء الخلق مهما افترقنا ومهما طال الفراق يبقى الحب وسطنا وتبقى المودة وصال تتركني وأنا من سهر الليل باكيا من اجل عينيك 
يجلس بإهمال فوق أحد الارائك الجلدية التي تحتل جزء من مكتبه الذي يعمل به في محاولة لرمي ثقل يؤرقه دوما لقد عانا الكثير حتي وصل لهذا المركز المرموق بعدما هاجر الى هذه المدينه الساحلية التي تقع على الجانب الاخر من البحر المتوسط والتي هاجر اليها عبر احد المراكب الشراعية قبل عدة سنوات بطريقة غير مشروعة كانت هجرته سريعة وكانت مربحة لقد حصل على المال الذي كان يرغبه ولكن قباله خسرها هى حبيبته نعم ستظل حبيبته الوحيدة برغم أنها ليست على قدر عالى من الجمال فهنا الفاتنات كثيرات واغلبهن يحاولن الحصول عليه ولكن هو وصد قلبه لها هى يعترف لنفسه فقط انه الغادر الخائڼ الذي هرب من مواجهتها وبرغم محاولته بالوصول اليها الا انه يعطيها حق الرفض الذي قابله بعدما اخبرته اخته بما آلت إليه الأمور في لقائها بها ليتها وافقت واتت خلفه في رحلة سياحيه وهربت بعدها هنا هى الاخرى معه ولكن كيف السبيل وقتها لو اتت وقتها لكانت عانت معه الكثير ولكنه الان يعاني اكثر بكثير فنابضه لا ينبض الا في ذكراها العطرة في قابعة في خانة عظيمة لن تتبدل مكانتها حتى لو جائته النساء احفانا 
مالك يا أوض فيكي هاجة كاعدا ليه كده انتي تأبانة أچيب لك اي إلاج كانت دالين تحاول أن تتواصل معه حتى تخرجه من حالة الوهن التي تتحكم فيه كما كانت تفعل سابقا فهى فتاة تعمل معهم في نفس المجال وابنة الرجل الذي يأوي امثاله ويساعدهم في هذا البلد الغربي كانت تميل اليه هو دون غيره حاولت دوما ان تقترب منه ولكن فشلت محاولتها في اغرائه فجمالها البارد اصاب قلبة بالاشمئزاز فبرودتها تمثل حال بلادها وحاله هنا فلهيبه يشتعل هناك في حرارة عشقه لأبنة الشرق الخمرية سخونتها ورعونتها معه تثير بداخله
شئ لن يجده في سواها 
يحاول أن يخرج نفسه من تيته ليعتدل قليلا مجيبا بأبتسامة مجاملة مفيش حاجة دالين اشكرك للأهتمام انا بخير بس ممكن كوب نسكافيه أومت له بالإيجاب وهى تتوجه الى ماكينه القهوة سريعة التحضير وهى تتمايل بتغنج أمامه لمحاولة جزب انتباهه ليتجاهل هو محاولتها التي تابى بالفشل دوما فعقله وقلبه شاردين هناك خلف الشاطئ الآخر خلف البحر المتوسط يتناول من فوق الطاولة جهاز التحكم من البعد الخاص بالتليفزيون ليعبس بأزراره لينتقل عبر قنواته لتستوقفه احد القنوات العربية التي تبث اصوات المطربين العرب ليستمع الى كلمات ساهمت في ذبح نفسه الحزينة التي تأن من الحنين 
نعم هى اصابت الهدف بداخله هو هى ابنة بلده التي عشقها هى عشق طفولته وربيبة الجيرة العطرة التي عاش معها حياة الطفولة والصبي وتعلم معها ان يغزل من الاشعار نسيج جيد ليلتف به كمأزة القانون قنون العاشقين الذي يعطيها الحق بان تكون واصية عليه لقد اهداها عشقه منذ زمن بعيد ويود لو ليكمل معها هذا العقد المبرم بينهما 
سلامات سلامات سلامات يا حبيبنا يابلديات 
اه شوف سافروا معاك كم واحد ما وحشنا منهم واحد 
شوف سافروا معاك كم واحد ما وحشنا منهم واحد 
لا لا ده إنت وحشتنا بالذات 
تسوى إيه العيشة بعيد وإنت فيها غريب و وحيد 
ده إن لقيت في الغربة المال فين حتلقي راحت البال 
يا ابن بلدي صدق مين قال ما في شيء عننا يغنيك 
سلامات سلامات سلامات يا حبيبنا يا بلديات 
اه شوف سافروا معاك كم واحد ما وحشنا منهم واحد 
شوف سافروا معاك كم واحد ما وحشنا منهم واحد 
لا لاده إنت وحشتنا بالذات 
هجرة إيه اللي تخليك تضني ناس بيذوبوا
تم نسخ الرابط