رواية الصامتة كاملة
_ أنا الشاطر وجيه ..... ابتسمت الصغيرة ريميه ثم أخفت ابتسامتها عندما تذكرت ما حدث منه وامتلأت عينيها بالدموع سريعا....منتهى البراءة في المحبة وسرعة الخصام ..... مرر وجيه يده على رأسها بحنان ...وأسفه أنه وقع بحب تلك الصغيرة أيضا..... محبة أبوية صادقة زرعت بقلبه منذ رؤياها ....همس بأسف _ أنا أسف ....مش هسيبك تاني .... مسحت عينيها وكأنها بدأت تصفح عنه فتابع _ مامتك فين ! أشارت الصغيرة للأمام وقالت _ راحت هنا ... نظر وجيه للإتجاه المشار وانتبه لحركة بداخل حمام الغرفة ..... تسمر مكانه عندما شاهد ظلها خلف الباب الذي نصفه من الزجاج ويبدو أنها تبدل ملابسها ..... وتمايل ظل شعرها الطويل كان واضحا .... ارتبك وابعد عينيه عن ذلك الاتجاه سريعا .... وقعت ثمرة التفاح الكبيرة من يد الصغيرة .....عبست بضيق فابتسم وجيه للحظة من عبوسها ......أخذ الثمرة والسکين من على الطاولة وبدأ يقطع الثمرة لقطع صغيرة ويطعم الطفلة... ابتسمت الصغيرة وهي تأكل ....وكأنه لم يخذلها قط فقد غفلت عن ما حدث وضيقها منه بتلك الثوان البسيطة !! اطعمها قطعتين مع بعضهما ....فضحكت ريميه ضحكة خافته جعلت وجه وجيه تتسلل اليه الابتسامة في دفء ومحبة ... وقال ليشاكسها _ ضحكتك زي ضحكتها .... بټخطف ! تسللت الابتسامة لوجه آخر...كان وجه ليلى التي تبدلت دهشتها لوجوده إلى ابتسامة حنونة وهي تراه يطعم أبنتها ...... يبدو أنه لم يشعر بخروجها تحت ضحكات الصغيرة التي تعالت شيئا فشيء .... ثم أخذت الصغيرة قطعة التفاح من يده وبدلا أن تضعها بفمها قالت له _ هتاكل دي ...هم نم .... وضعت يدها الصغيرة على فمها وضحكت .... ابتسم لها وجيه أكثر وأخذ يدها لتضع القطعة بفمه ..... ظهر صوت ضحكة ليلى الآن فنهض وجيه وتبدلت ابتسامة تقطيبة ونظرة غاضبة ..... حاول أن يترك أمر طلتها التي وكأنها أضاءت بذلك الزي الخاص بالمشفى ... كان الزي من قطعتين...أحداهما قميص مفصل للسيدات والأخرى بنطال ..... ورغم أنه بسيط جدا بلونه الزيتوني القاتم والحجاب المكون من قطعتين أيضا من اللوني الأسود والزيتوني..... ولكنه أبرز لون عينيها العسلية أكثر..... لدرجة أربكته.... شملها بنظرة سريعة وكأن ذلك أغضبه أكثر وهتف بعصبية _ آخر مرة تخالفي آوامري وتخرجي....أنا سكت بس عشان ريميه والحالة اللي كنت فيها
أن تعيق حديثه فرغما عنها ابتسمت ..... دهش وجيه وصاح وهو يحاول ابتلاع قطعة التفاح ولكنه فشل _ بتضحكي على إيه ! أشارت له ريميه بثمرة من الموز وقالت له _ قشرلي دي .... كتمت ليلى ضحكة كادت تفلت منها .....أخذ وجيه ثمرة الموز من الصغيرة وعينيه على ليلى ويديه تزيل قشرة الموز وقال بعصبية _ شغلك هنا ما ينفعش فيه استهتار لأني...... وضعت ليلى يدها على فمها وضحكت رغما عن كل شيء يبك بقلبها ولكن مظهره حقا جعلها تضحك .... اطبق شفتيه بغيظ ثم
من الفاكهة بفمه _ حصليني على المكتب .... هزت ليلى رأسها بالإيجاب وهي تضحك حتى غادر الغرفة بحركة عصبية ......ضمت ليلى صغيرتها بحنان ودثرتها بالغطاء جيدا قائلة بهمس _ هجيلك كل دقيقة أطمن عليك يا حبيبتي ....ما تخافيش ... وكأن الصغيرة أيقنت الأمر وشعرت به قبلا...هزت رأسها بموافقة وتمددت أسفل الغطاء وهي تبتسم
أطلع أصلا ....كل اللي محتاجاه أنهم يبقوا