رواية الصامتة كاملة
أصبعها بتحذير في وجهه ونظرة منفعلة بضيق وقالت _ لو سمحت يا دكتور
....كفاية لحد كده لأني مش هسمحلك ! ما تنساش أن د محمود يبقى خطيبي وبعد شهر هيبقى جوزي بأذن الله .... يعني مش هسمح لحد يتكلم عليه كلمة واحدة ! مش شايفة أني عملت حاجة غلط
عشان حبيته واختارته ! ولا هو عشان أكبر مني ب بكام سنة يبقى ماينفعليش وهندم وووووو ! ضيق أمجد عينيه بنظرة قاسېة معذبة وقال _ مش السبب أنه اكبر منك ب ١٦ سنة بس ....أنت عارفة كويس أنه عينه زايغة وبتاع بنات ... خاېف ټندمي .... مش هحب أشوفك حزينة ... ومش هحب أشوفك برضو مع حد تاني .... ومش عارف اللي جاي إيه بس أنا بحاول .... زفرت سمر بضيق شديد من حديثه...لما يذكرها دائما بشيء تحاول تجنبه بالأخص في الفترة الأخيرة.....قالت بنرفزة _ كل واحد حر في حياته يا د أمجد ....الحب مش بالعافيه ! تركته يقف وحيدا يتأملها في صمت ...گ الطائر الجريح الذي بترت أحد جناحيه .... دلفت سمر لأحد الغرف الخاصة بالممرضات ووضعت حقيبتها في حركة عصبية.... تفاجئت بها الممرضة منى وابتسمت عندما رآتها ....توجهت لها مرحبة حتى لاحظت مدى الضيق على وجه سمر ..... خمنت منى السبب وقالت _ د أمجد ولا د محمود ... واحد فيهم اللي بيخليكي كده ! نطقت سمر بغيظ وهي تنفخ بعصبية _ المستفز اللي اسمه أمجد ! كل ما يشوف وشي يديني محاضرة في حبه وأحلامه ...أنا مش فاهمة أزاي لسه عنده أمل وأنا خلاص هتجوز بعد كام يوم ! ابتسمت منى ببعض اليأس من تراجعها بامر زواجها وقالت لصديقتها _ عشان بيحبك ..... وياريتك كنت هتتجوزيه هو.... بصراحة أنت عارفة أني مش بطيق د محمود وعمري ما شوفته مناسب ليك أنت بالذات ..... رمتها سمر بنظرة غاضبة وهتفت _ أنت كمان يا منى ! ماله محمود مش فاهمة ! ما في بنات كتير اتجوزت واحد أكبر منها بكتير وعايشة مبسوطة فين المشكلة ! لا حرام ولا عيب...... وبعدين أيه أنت بالذات دي ! أجابت منى وهي ترتب بعض أوراق تقرير طبي خاص بأحد المرضى _ هو في نماذج فعلا ناجحة وعايشين مبسوطين ....بس نسبة كبيرة برضو يا سمر عايشين في مشاكل ....بس مش هو ده السبب برضو.... اللي كلنا شايفينه وأنت رافضة تشوفيه ..... د محمود بتاع بنات من الدرجة الأولى...هتستحملي ده يبقى كملي ...مش
أنك لوحدك ومالكيش حد ! ده احساس مش بيجي غير نتيجة اختيار غلط ...خلي بالك ... جلست سمر على مقعد بالغرفة أمامه طاولة بيضاء معدنية وقالت بتنهيدة عميقة والقلق يحوم بنظراتها _ مش هخبي عليك وأقولك أني مش خاېفة .... بس كل ما أجي أفكر ألاقيه بيضحك عليا بكلمتين حلوين ..... الغريبة أنه مش سايبلي فرصة حتى أني أفكر في ارتباطنا قدام.... ! تعرفي ...لما مرة أجي اتكلم معاه في بكرة....الاقيه بيكلمني عن دلوقتي.....كأنه مش شايفني معاه في اللي جاي .... بيحسسني أن وجودي فترة في الوقت اللي بنيت أحلامي كلها بوجوده معايا ! فقالت منى أخيرا قبل أن تخرج من الغرفة _ فكري تاني وتالت ....قدامك شهر تقدري تاخدي فيه قرارات كتير..... فكري الف مرة قبل ما تغلطي مرة واحدة .... وقفت السيارة الأجرة عند مدخل مبنى راقي من عدة طوابق عالية ...مبنى أشبه بناطحات السحاب..... وحدة سكنية راقية بأحياء القاهرة ..... نظرت ليلى لشقة الطابق الرابع بالمبنى وتمنت أن يكن ظنها صحيح ..... تعرف أن صالح لا يعرف الأختباء فهو مثل الحاكم الظالم ..... يستبد في حكمه بمنتهى الجبروت .... خرجت من السيارة سريعا واقتربت من حارس المبنى وسألته ....تنفست الصعداء عندما أخذت الإجابة المرجوة بأن صالح أتى مع صغيرتها منذ دقائق .....
إذن بمنعها من الدخول..... ركضت إلى باب أحد المصعدين المتجاورين حتى دخلته ...ولحظات قصيرة وكان يرتفع للأعلى حتى شقة الطابق الرابع ..... بداخل الشقة ..... دفع صالح الصغيرة الباكية إلى داخل أحدى الغرف بقسۏة كأنه خاطڤها وليس أبيها ! بينما شاهده
الجد صادق وهو يجلس على أريكة من القطيفة بلون ذهبي .....يرتدي عباءة سوداء ثقيلة على كتفيه