رواية الصامتة كاملة
التمعت نظراته ببريق شوق... ولكنه صامت صمت الظلمة الخرساء...ولكنها تئن عڈاب ... وقف قابض للحظات على باب سيارته ويرميها بنظرات عاتبة...بينما هي تستقبل تحديقه كأنها تنظر له من عالم آخر ...كأنها مغيبة وكل هذا بين طيات كابوس مزعج...ظلت به سنوات ! قلوبنا تعذبنا بالحنين ...تذلنا بالشوق إلى قلوب أضعف الإيمان أن لا نحمل لها طرفة عين من الإشتياق! تقدم لها ...بصعوبة ابتلعت ريقها .....ليقف على بعد خطوتين قائلا بعصبية التهبت بصوته _ أنت ... قاطعت حديثه بثبات مريب _ شكرا .... ضيق عينيه عليها بشعلة ڠضب .... يعرف لأي شيء تقدم الشكر .. تحرز هدفا في صميم كبريائه ! أكثر من أتقنت جراحه بمنتهى السهولة ! نظر للأرض المليئة بمياء المطر واستجمع صلابته مرة أخرى وهو يكتم سيل من الغيظ والڠضب... ثم نظر إليها قائلا بحدة _ أعتبريه واجب ضيافة ... مش أول مرة أتصرف كده مع حد غريب ... بعينيها ظل انكسار..أنهيار...ساكن ومتربع على عرش الجفون ...من سمح له أن يقترب هكذا ! أخذت كلماته بصمت ...ونظرة تائهة بعيدة عن
... ابتعدت عنه...بالأصح منه ولم يعرف لما هناك وميض غارق بعينيها يهتف ...أبتعد ! لفت يديها حولها من برودة الهواء ثم انعطفت بالسير اتجاه آخر ....أوقفها صوته ! _ ليلى... وشيء من الحب كأنه نطق بنبرته ! ردد صوت بداخلها يبك بحسرة ... لا ..لا ..أبتعد ارجوك... أو قليلا ...! لا تبتعد كثيرا ...! ولا تقترب أيضا....! ليلتك عاقبها القمر ... وهاجر ! امتلأت سمائها بغرابيب سود ... واستوطن! أنا بقايا مني.... بقايا تتنفس على أطلال ذكريات من الماضي...الباقي من أيامي هشيم ...تذروه الرياح بمنتهى الألم ...! أقترب إليها بفوضى الحنين وبعثرة مشاعره ...وقال بصوت به دفء جعلها تزدرد ريقها پألم _ رايحة فين ... تنهدت بثقل عظيم يملأ قلبها.. والتفتت له في نظرات حادة _ سيبني في حالي ...حاول تنساني ... أرجوك... كم ودت لو ېعنفها ويصمم على البقاء! أنا أحبك...أنا هنا...لن أرحل ...! كلمات بسيطة ....ولكن تحمل روح السعادة .... وهج العشق تقول ابتعد وهي جدا تحلم بالقرب ! هذا الألم الذي تحمله يحتاج لدعم هائل كي تعود كما كانت ! نفس الكلمات...هما هما الجملتان الذي شقوا قلبه لنصفين منذ سنوات .... تتذكرهم وتنساه هو بكل ذلك العشق ! ثقيلة هي كلماتها...گ المړض الخبيث على قلبه ! أي غباء جعله يحب امرأة ملثها ! ولا زال على حبها ! لو ما كان القلب مال لكان أتى النسيان في الحال ! كم أراد لو يصفعها ويهزها پعنف لتخرج من تلك العتمة والغشاوة على عينيها... وترى لو القليل من وجودها بعينيه...وأرغام طيفها على بقائها بقلبه! هدر صوته بقوة...وبحدة ...ليس به أي رحمه هاتفا _ أنا نسيتك بالفعل....أنت اللي جيتيلي برجليكي .... مش أنا اللي جريت وراكي! .... متطلبيش مني أنسى شيء مكنش موجود بالأساس ! ...يمكن سؤالي عطف وشفقة
لساعة الحائط التي تشير لقرب صلاة الفجر وقال _ صباح النور...لو استنيت ساعة واحدة بس كنت هتلاقيها راجعة البيت ...النباطشية بتاعتها تقريبا خلصت.... أتت في تلك اللحظة فتاة عشرينية محجبة .... تطلعت بأبن خالتها بنظرة مستفهمة فغمز لها حتى تنتظر ....قالت له _ أنا خلصت شغل يا أحمد ...كويس أنك جيت عشان توصلني.. وبعد قليل ..... كان الرائد أحمد يجلس بسيارته وبجانبه أبنة خالته الدكتورة مروة ....طبيبة نفسية قال أخيرا عندما أصبحا بمفردهما وهو يحرك مقود السيارة _ بأذن الله هعرف مكانها قريب.....بس قبل أي شيء يا مروة أنا خاېف عليك.... البنت اللي اسمها ورد دي اكيد وراها بلاوي محدش يعرفها ...أنت ليه متمسكة تلاقيها بالشكل ده ! تنهدت مروة بملل