رواية الصامتة كاملة
أنه البطل الخارق ....بطل حكايات قبل النوم....فوضعت يدها الصغيرة المرتعشة على يده وقالت برجاء وحروف متقطعة _ ما...تمشيش... سكن وجهها الصغير بين راحتي يده وقال بحنان _ إيه اللي مخوفك كده ...! ارتخت جفون الطفلة
في بكاء وكأنها تكتم أمرا خطېر ...وعاد لجسدها الارتجاف ....قال متراجعا عن سؤاله بعدما شاهد خۏفها _ خلاص ...مش لازم تتكلمي...خليكي هنا في مكتبي وأنا هجيلك تاني بعد الظهر.....وماما هتصحي بعد شوية وهتشوفيها .... أنت جعانة ابتلعت الطفلة ريقها عدة مرات وصمتت ولم تفصح عن أمر معدتها التي تضور جوعا...فهم وجيه صمتها فأجرى اتصال هاتفي على المطبخ الخاص بالمشفى وطلب عدة أنواع من الأطعمة.... بعد قليل.... أتى الطعام لمكتبه ...ورغم حيز الالم الذي أخذ مجال بعينيه ولكنه لم يصبه على ضعف تلك الطفلة ....بل كأنها صغيرته وأحب كثيرا أن يطعمها بيديه ....ابتسم عندما ارجعت الصغيرة خصلات شعرها للخلف وقالت له لينتظرها _ استنى...هلم شعري... تذكرها....تلك الصغيرة بها دقة تفاصيل متطابقة من أمها....حتى رجفتها وهلع عينيها ...ذاته ...! وبعدما شعرت بالأكتفاء من الطعام وضعها بالفراش والقى عليها الأغطية. برفق... ثم وصى عليها أحدى الممرضات لترعاها حتى تستفيق أمها..... وعاد لمنزله....ليلة واحدة قلبت حياته رأسا على عقب ...! وعند الساعة الثامنة صباحا حول مائدة الافطار..... تجمعت العائلة مثل العادة ....بينما رأس العائلة وجيه يجلس شاردا تماما وعينيه مليئة بالحزن .... تنحنح والده لكي يلاحظ فتنهد وجيه وهو يرفع فنجان القهوة لشفتيه ..... وأصطف الشباب بخط مستقيم بأحد زوايا المائدة ...قال وجيه بجدية اكثر من اللازم _ انتوا الأربعة هتكونوا من ضمن القافلة اللي أخدنا تصاريحها ...ومافيش نقاش في الموضوع ده .. نهض من مقعده وتوجه إلى غرفته بالطابق العلوي بينما تسمر الشباب الأربعة في أماكنهم ...وابتسم الجد في مرح ...قال جاسر باعتراض وغيظ _ يعني إيه ! طب أزاي مافيش نقاش ! المفروض لينا حرية الاختيار في الموضوع ده ! وضع رعد كوب المشروب الدافئ بضيق وقال _ طب أنا دكتور نفسي...لزمتي إيه بقى في القافلة دي ! رد الجد رشدي بضحكة ليغيظه _ نفسية الفراخ تعبانة ومعذبة من بعد أزمة الفونزا
.... طالت نظرة وجيه عليهم حتى قال جاسر بضيق شديد _ أنا هسافر يا عمي .... بس لأول مرة بعترف أني مش راضي عن قرارك وإجبارك لينا...أنت
مكنتش كده !! ابعد وجيه نظرته عنهم حتى خرج جاسر
من الغرفة بعصبية وتلاه الشباب ....قال لوالده ببعض العتاب _ سمعت كلامك عشان أرضيك ...رغم أني شاكك في نجاح السفرية دي ...وحاسس أن المشكلة هتكبر أكتر ! قال الجد رشدي بحيرة _ ما أنت شايف ...لو فاتحتهم في موضوع جوازهم من بنات أبني مصطفى أنت اكتر واحد عارف هيبقى رد فعلهم إيه ....اللي فات كوم والموضوع ده كوم تاني ....مش هقدر عليهم صدقني ....هيتحججوا أنهم مايعرفهمش