رواية الصامتة كاملة
ويجلس بنظرة للأسفل ولكنها تبدو شاردة بعيدة..... جلس
صالح وهو يضع سېجارة بفمه ويشعل أطرافها بابتسامة شامته ....لم يتحدث .... صبعيه _ هتجيلي لحد عندي....تترجاني .... هحط رجل على رجل وتنفذ شروطي ..... وضع صالح ساق على ساق بغرور ...رفع الجد صادق رأسه ونظر له في ثبات وقال _ وأخرتها يا صالح ! ما تنساش أنها حفيدتي واللي بيحصلها مش راضيني ...! وضع صالح السېجارة بفمه مرة أخرى وهو ينظر لجده في نظرة ضيقة حادة...كأنه ينذره أو يحذره ...أو بالأصح يهدده ! ثم نفخ الدخان باتجاه جده وقال بنبرة بها تحذير _ خليك فاكر يا حج صادق أن اللي بيعارضني بيخسر.... وما تنساش أن كل اللي عندك اتحول باسمي ....يعني بكلمة مني أطرد العيلة كلها في الشارع ومحدش ليه عندي جنيه ...ومن حقي .... من حكم في ماله ما ظلم ....يا حج ! أكد صالح على كل كلمة ....فنظر له الجد بنظرة بها ندم رجل لم يندم على شيء مثل ندمه على تسليم الأمر كاملا لذلك المخادع الماكر....الذي استطاع أن يحول جميع ثروة العائلة منذ عقود باسمه !! قال صادق بصوت حاد _ حقك يابني ..... أنت مش غلطان ..... الغلط مني أنا .... أنا اللي ربيت تعبان لحد ما كبر ونهشني ..... ياريتك طلعت زي أبوك الله يرحمه .... كان زيك في كل شيء إلا أنه يتحداني ويهددني ....لولا أني مش هقدر على شماته الكل فيا مكنش همني اللي هتعمله .... وأضاف الجد بحسرة _ حتى ولادك اللي قولت هيعوضوني عنك ...ماتوا .....السوالم فضلت ورايا لحد ما كسروا ضهري تاني !! جز صالح على أسنانه پعنف وقال _ ما أبنك السبب .... هتف الجد بعصبية _ اسمه عمي ...مش أبنك ! أبني ده اللي ادالك بناته الاتنين اللي اتسببت في اڼتحار واحدة ....والتانية كانت هتحصل أختها لولا ستر ربنا ....لولا أني مش راضي الڤضيحة كنت عرفت الدنيا بحالها أن صافية اڼتحرت ...مش ماټت مۏتة ربنا زي ما الكل فاكر! دث صالح عقب سيجارته أسفل حذائه ودهسه بغلظة ....وبنظرة عڼيفه لجده ثم قال بتحذير له _ أنت قولتها ياحج صادق ....أنت ربيت تعبان ....أنا تعبان ... تحذيري لوحده سم ....مش هفكرك أني مش ببقى على حد .... ولا حتى هبقى عليك أنت....تربيتك وشربت منك اللي أنا فيه نقطة نقطة .... جاي تلومني على شيء أنت ربتني عليه في الأصل يبقى لوم نفسك !
الذي نظر بها بقلق وحيرة من السماح بالدخول....دفعته بحدة وركضت للداخل حتى توقفت عندما وجدت جدها يضع رأسه على يديه التي تضم عصاته التي يستند بها على الأرض ....يبدو أنه في حالة من الضيق والحزن ....كانت تعرف أن تلك اللمحة لا تظهر عليه بالصدفة ! قالت بهتاف وعصبية _ بنتي فين ! رفع الجد رأسه بهم ثقيل يطل من عينيه ....ثم نظر إليها بنظرة غامضة فكررت ليلى سؤالها بعصبية _ رد عليا بنتي فين ! قال الجد وهو يهرب بعينيه في نظرة خزي وندم _ بنتك في الأمان يا ليلى ....هتلاقيها في الأوضة اللي على شمالك دي....خدي بنتك من هنا وأبعدي يا