رواية الصامتة كاملة
... فعلت ليلى ما أمرها به والدها ...حتى أتى لغرفتها بعد قليل مثلما قال وجلس قبالتها على فراشها وقال بأطمئنان _ مټخافيش من شيء .... أنت بنتي أنا ومحدش له كلمة عليك غيري أنا .... ارتمت ليلى على صدر والدها وبكت وهي تخبره بأمر وجيه كاملا ...ابتعد والدها عبد العزيز بنظرات عاتبه وقال _ يعني كنت بتكلمي واحد من ورايا يا ليلى ! هي دي ثقتي فيك ! نفت ليلى الأمر بقوة وأوضحت _ والله ما خونت ثقتك فيا ... كل اللي حصل حكيتهولك ...عمري ما خرجت معاه ولا كلمته غير لما جالي المحل ...وكنت برد عليه زي ما برد على أي حد .... بس أنا موافقة عليه يا بابا ...انسان محترم جدا ومحاولش حتى يلف ويدور ..اتقدملي على طول وطلب يقابلك ... قال الأب بهدوء _ ماينفعش نتقابل هنا وجدك موجود....اديله عنوان شغلي ونتقابل بعد بكرة بأذن الله ...ولو كلامك عنه صح يبقى ربنا يسعدك يابنتي ومافيش حد هيعطل فرحتك ...أنا مسؤول عن كلامي قدامك ... ضمت ليلى والدها بابتسامة
محمل بالابتسامات . مر يوم غد .... وذهب عبد العزيز لعمله وانتظر مجيء وجيه بعدما علم أنه علم بالموعد المحدد..... وبعدما جهزت ليلى فطار سريع للجد الذي استيقظ متأخرا عن عمد ....قالت له
وهي تسرع لغرفتها لتذهب للعمل _ أنا هروح شغلي بعد اذنك يا جدي....استأذنت ساعة على ما صحيت وحضرتلك الفطار...تطلب أي حاجة قبل ما أمشي .... ابتسم لها الجد بابتسامة تبدو طبيعية _ لا يا بنتي ...روحي أنت .... تعجبت ليلى من ابتسامته التي ظهرت أخيرا وتأملت أن يكن ورائها شيء من التراجع ....استعدت خلال دقائق وخرجت من غرفتها حاملة حقيبتها الصغيرة .....كادت أن تفتح الباب لتغادر حتى تفاجئت بشاب ثلاثيني ... نظراته خبيثة لدرجة كبيرة ....عينيه سوداء بها مزيج من لون مدمم على جوانبها...! وبأصبعه الصغير باليد اليسرى خاتم فضي به فص كبير أسود....يلف حول كتفيه لثام رجالي من النوع الكبير الحجم ويتخلله اللون الأبيض المقلم مع الأسود ..... اطلق نظرة متفحصة عليها ثم قال _ صباح الخير يا ليلى ... شعرت ليلى بضيق شديد من وجوده المفاجئ ولكنها اجابت بثبات _ صباح الخير يا صالح .... جدي جوا .... استأذن أنا ... رفع حاجبيه كأن ذلك لافته للرفض وقال بصوت حاد _ هي دي ضيافتك ليا يا ست البنات ! ده أنا قبل أي شيء ممكن يحصل ...أبن عمك ! رفعت رأسها لعينيه بقوة وحدجته بنظرة غاضبة وتمنت أن يكن ظنها خاطئ .... قالت بنرفزة وهي تلبس حذائها وتجنبته تماما _ جدي جوا بيفطر ...ادخل افطر معاه أنت مش غريب يا صالح ...أنت أخويا ... رمت جملتها عن قصد وغادرت المكان ...وقف صالح يتأمل خطواتها المبتعدة بنظرة واعدة ....شيء كان يلتهف إليه بكامل رغبته وفجأة أصبح بين يديه على طبق من ذهب ..! دلف صالح للشقة الصغيرة البسيطة بالنسبة للثراء الذي يتململ فيه ليلا نهار....ورحب به الجد ويبدو أنه كان يعرف بمجيئه .... قال الجد وهو يلوك الطعام بفمه في شهية _ تعالى أفطر معايا .... على اد حالتهم ضيق وفقر بس الواحد شبع نوم هنا وبياكل بشبع ..! تمتم صالح بعض الكلمات في
بس آن الأوان ... في طريقها للعمل ...كانت تجلس بأحد الأتوبيسات الشعبية ..جلست بجانب النافذة وشردت بضيق يخنق أنفاسها ....مشهد قديم ولكنه گ عاصفة من الدخان لا تزول ...تختنق كلما اذكرته ..... كانت بذات يوم في المنزل الكبير ...بعدما تزوجت شقيقتها هذا الرجل الغامض والمريب ....والذي كانت قصة غامضة أيضا حدثت سريعا دون أن يدرك أحد.... في هذا اليوم
كانت تمكث في منزل جدها الشبيه بالقصور ...بالأخص في غرفة بالطابق الثاني بجانب غرفة شقيقتها ....وكان صالح مسافرا في أحد البلدان لمهام تخص أعمال مصانع العائلة للأخشاب ... نهضت ليلى في ساعة متأخرة من الليل ...تحديدا كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ...ثم شعرت بدق على باب غرفتها .... قبل أن تفتح الباب نظرت لنفسها بالمرآة...ولكنها ما كانت تستخدمه سوى للنوم ولم يرها مخلوق عدى شقيقتها ووالدها بمرات قليلة .... قالت قبل أن تفتح الباب _ مين ! انتبهت لصوت شقيقتها صافية _ أنا صافية يا ليلى ...أفتحي مټخافيش ... تنفست ليلى الصعداء واسرعت لتفتح الباب ...لتجد شقيقتها تضع يدها على رأسها ويبدو أنها تشعر بألام الصداع ....تساءلت بقلق _ مالك يا صافية ! ابتلعت صافية ريقها بقوة وقالت بوجه شاحب _ مش عارفة ....بقالي فترة بيجيلي صداع فظيع ...مش بيهدا غير بالعلاج بتاعي بس للأسف العلاج خلص وصالح مسافر .... شعرت ليلى بالعجز فتابعت صافية