رواية الصامتة كاملة
ابيض دافئ لزج....فأشار له قائلا پغضب _ إيه ده ! نظر يوسف للكوب ووضع يده على فمه بقلق ثم قال موضحا وهو يبتعد ببطء _ ده سحلب.... أقسم بالله سحلب وعليه سوداني ....أوعى يكون اللي في دماغك! أنا برضو أاكلك بليلة ده أنت حبيبي ! حمله جاسر على كتفه بعصبية بينما يوسف يستغيث _ يا أ هل البيت....يا جدى .... القى جاسر يوسف على السجادة المفترشة أرضية قاعة الرياضة الخاصة بهم وقال بتوعد _ جايلك...لما اجيب الاتنين التانين من أقافهم .. ردد يوسف الشكر والحمد _ الحمد لله ...مش هضرب لوحدي ... هم باللحاق خلف آسر الذي قبض عليه خلف أحد الستائر بغرفته بينما وجد رعد بخزانة الملابس ...خرج رعد من الخزانة بثقة وقال _ بقولك إيه أنا مستخبي في الدولاب مش خوف منك....أنا خاېف عليك مني....أنت حبستهم فين صاح جاسر به _ في صالة الجيم ...هتيجي من سكات ولا ... قاطعه رعد _ هاجي طبعا...يلا بينا ... احتدت الشجار بين الشباب وسط ضحكات منهم حتى دق على باب صالة الرياضة أحد...فتح جاسر الباب ليجد الجد رشدي يقف أمام الباب بروبه الرجالي الذي ترجع موديله لسنوات ماضية ....وعلى رأسه طاقية مثلثية من التريكو ..... دلف الجد للغرفة ونظر للشباب الثلاثة الذي يتضح انهم تلقوا كثيرا من الضړب ...هتف بجاسر وهو يشير ليوسف _ أدك ده عشان تضربه يا حيوان ... قال يوسف وهو يلملم خصلات شعره الأسود الطويل بعض الشيء _ ضړبني وقطعلي هدومي يا جدي....وشدني من شعري ... هز رعد وآسر رؤسهنا في تأكيد وقالا _ حصل وأحنا شاهدين ... أشار جاسر لهما الثلاثة وقال _ عارف التلاته اللي زعلان عشانهم دول يا جدي ...أهلاوية...أنت مربي ٣أهلاوية في بيتك يا جدي .... نظر الشباب الثلاثة لبعضهما في توجس...حتى نظر جدهم بتفحص وهو يقترب لهم ...وتساءل _ الكلام ده صح ! هز الشباب الثلاثة رؤسهما بإيجاب ...القى الجد رشدي نفسه عليهم هم الثلاثة وبدأ باللكلمات ...فكتم جاسر ضحكته في شماته وقال بضحكة _ أنا كده عملت اللي عليا....ليلة سعيدة يا شباب ... قبل يوسف رأس جده بتوسل _ هنخسر بعض عشان ماتش ...ده أنا بحبك أكتر من مو صلاح يا جد قلبي.... قال الجد وهو يلكمهم الثلاثة _ وأنا كمان بحب صلاح يا حيوان بس هضربكم برضو.... دخلت ليلى بغرفة كبيرة بها سرير كبير وعدة أغطية...وأيضا به حمام خاص وشاشة تلفاز صغيرة معلقة على الحائط...تعجبت من الأمر لأنها ظنت أن الغرفة أبسط من ذلك بكثير...! وضعت ابنتها النائمة على الفراش ودثرتها جيدا حتى ظهر على ملامح الصغيرة راحة الدفء ....قبلتها ليلى من جبهتها بحنان ثم قالت الممرضة منى _ في وجبة جيالكم دلوقتي...صحي بنوتك عشان تاكلوا قبل ما تناموا.... التفتت ليلى لها برفض وقالت _ لأ...أنا هطلع اجيب أكل ليا ولبنتي..ما تتعبيش نفسك ... تذكرت الممرضة تعليمات الدكتور وجيه لها برعايتهم بسرية تامة...فقالت بلطف _ بدل ما تتعبي نفسك هجيبلك أنا وجبة من هنا بسرعة!... بدأت تشك ليلى أن هناك شيء خلف تصميم الممرضة..وأن قبلت الاقامة بالغرفة لأجل صغيرتها فأنها لا تقبل أن تطعهما بالشفقة.....رفضتت بتصميم _ لأ....هطلع دلوقتي أجيب اللي محتاجاه ....متشكرة أوي لتعبك معايا....اللي طلباه بس تخليكي مع بنتي لحد ما أرجع ... ولم تمهل الممرضة وقت كي تقدم لها أي خدمة أخرى.... خرجت من الغرفة سريعا.....ثم تسللت من باب آخر للمشفى يخص وقوف السيارات الجراچ....حتى لا ينهال عليها الأسئلة من حراس المشفى... وفي الطريق .... صفرت الرياح بقوة....ودموع الذكريات تضج بعقلها وبقلبها...ليت ما كانت ما أيقظتها الممرضة...كانت تجد بهذه الذكريات مواساة... ربته حنون على عمرها الضائع... انتفض جسدها من
المطر... وقفت فجأة سيارة
بعرض الطريق...لمحت شبيهتها منذ دقائق بجراچ المشفى...ربما هي السيارة ! وخرج منها...هو ...!! وكأن الزمن يعود بهما لعشر سنوات ماضية بذات المشهد...ولكن القلوب زاد على محبتها بعض...الأنتقام ...والألم .. وعينان تعترفان بمنتهى الحب...ولكن اقسمت على العقاپ وأن كان أولا...!
ولكن... هناك حب گ المنتهى گ أشد جميع المشاعر بالقلب...گ الوقوف على تلة الجبل دون خوف من هاوية السقوط! كأن الحب هو خمر المشاعر..وأخلاط الطيب بالأنفاس..ودواء منه الشفاء لعلة..وأثار جانبية تهدم فوائده.
... أضطراب...
ما أصعب أن تتخلى عن بعض من كبريائك الجريح حتى تطعم قلبك شيء من القرب .... ينعش روح الفؤاد ولو مؤقت... وبمنتهى الأسف ...الحب يملؤنا مد القوة .... والدرك الأسفل من الضعف .... شتان ..ونقيضان..! بينهما نحن ! عجلة الزمن تعود لتلك النقطة ... منذ عشرة أعوام ..حتى الطقس هو ! عينيه تخبرها تردد نفس الكلمات...بلحن جديد ..أمتزج به طبقة ألم وعذاب ... دبكة جنون منتصف العمر...بين شيب وشباب.