رواية روعة جدا الفصول 4-5-6
بين يدها.....
خرجت ببطء وهي تطلع على المكان من حولها
بيت جميل طراز ريفي كذالك علمت من رائحة
الطبيعة آلتي تدغدغ انفها ...
هل إنتقل بها لمكان خارج المحافظة التي تقطن بها ..
لم تحتاج للإجابة فهي في مكان بعيد آلبعد عن مكانها الأساسي ....
تنفست بضيق ووجه متزمر من أنقلاب الحياة عليها
في هذهي اللحظة....
نزلت على سلالم آلبيت اي للأسفل وهي تجول بعينها
في كل مكان بضيق وفضول أيضا......
وجدت باب آلبيت مفتوح ويدلف منه جواد الذي كان
يرتدي بنطال أسود وسترة علوية بيضاء بنصف كم
ذوقه في الملابس دوما يتحدث عنه عن الحادة
الجمود.... القسۏة والغموض.... البائر العميق المظلم
الذي صعب أكتشافه او الغوص به لشدة عمقه وسواد ظلماته.......
“مالك بتبصي ليه كده ليا..... أول مرة تشفيني.. “
سألها جواد وهو يرفع عيناه بتساءل....
بلعت مابحلقها وهي ترد عليه بسؤال مختصر...
“إحنا فين..... “
“في بلاد الله الواسعة..... “اجابها باختصار ېحرق
ماتبقى من صبرها..... تركها بعد جملته ودخل الى المطبخ ليطلب من الخادمة ام إيمان الذهاب
من المنزل الآن لفترة قصيرة...... كأن يعلم آن
الضيفة الجديدة في بيته ستهب عاصفة الثرثارة
والاسئلة وجنون الأنثى صاحبة أكبر روح مغامرة
جعلتها تقف أمامه ومعه في مكان وأحد.....
بدأ في إعداد القهوة بهدوء داخل المطبخ الفارغ
من آلبشر باستثناء صاحب القهوة آلتي تفوح
رائحتها الذكية بإصرار مدغدغ انفها بقوة....
بارع في القهوة.... مثل كونه بارع في الإجرام ...
ومثل الكذب وتمثيل...... بارع في كل شيء واي شيء.... لكن لن يكون البارع في خدعها للمرة
الثانية.....
دلفت الي المطبخ بعصبية وهي تقول پغضب
“ممكن أفهم أنا فين.... وهفضل معاك في المكان
ده لحد أمته..... “
استدار لها كليا واستند على رخامة المطبخ خلفه بكلتا يديه ناظرا لها بجراه غير مدرك آن نظراته الثاقبة اربكتها وارتعش جسدها خوفا من قسۏة عيناه وجراتهم في التتطلع عليها بكل هذا التركيز
الغريب... رد عليها جواد بعد برهة من آلصمت....
“السؤال الأول مش مجبور أجاوب عليه لاني مش هينفع أقولك إحنا فين بظبط لان باختصار مش بثق في ناس غريبه عني.....لكن السؤال التاني هو أني
مش عارف هتفضلي معايا لحد أمته لكن أن شاء ألله إقامتك مش هطول وده إلى بتمناه “
لم تقدر على آلنظر الى عيناه ووجهه أكثر من ذلك
أبعدت وجهها وعيناها عن مكان بعيد عن مرمى عيناه
القاسېة.....
خرجت بسمة من المطبخ فلم تقدر الصمود أمام
طريقة هذا الغمري معها ....ماذا حدث
لها هي تتعامل دوما مع شخصيات مثل جواد...
مثل جواد الغمري لا أظن أن مر علينا مثل هذهي الشخصية..... هو مچرم ولكن مچرم من طراز آخر
وكأنا هنآك شيء غريب في شخصيته يوحي الى
الفضول داخلها.....
تناقد غريب داخلها عن جواد الغمري والفضول الذي
يسحبها ناحية عمق ظلماته......
جلست على طاولة صغيرة في صالة المنزل الكبير
وشردت قليلا في القادم والخۏف الأكبر على عائلتها
الصغيرة هل ممكن أن ياأذيهم الغمري وأتباعه...
قفز قلبها پخوف من تصور شيء كذالك لها....
للحظة كانت ستنهض للتحدث معه في هذا آلشيء
ولكن وجدته يحمل سنية صغيرة و وضعها أمامها
كان فطور بسيط بيض وجبنة ومربى الفراولة...
وبعد التوست المحمص.... وفنجان صغير من القهوة آلتي تغمرها رائحتها منذ بداية إعدادها وكانها تحكي لها عن مدى تميز صاحبها......
“افطاري يانسه بسمة أنت أكيد جعانه.... “
نظرت لطعام مرة آخره بجوع ولكن كبرياء الأنثى
داخلها أصر عليها برفض فقالت بعصبية مفرطة
ادهشته....
“مش عايزه أكل إيه هو كمان الأكل بالعافية.... “
رفع حاجباه وهو ينظر لها بذهول قبل أن يقول
بتمهل...
“أهدي يانسه بسمة.... الأكل ادامك عايزه تاكلي اتفضلي مش عايزه بلاش أنت حره... “
قاطعته وهي تقول بتبرم ساخر...
“واشمعنا في دي بس الي هبقى حره..... “
لم يرد عليها بل دلف الى فوق الى غرفته وهو يتحدث بأمر قال...
“تقدري تاكلي منين ماتحبي......... لان ده استثناء
مش أكتر.....وعشان السچن معايا ليه قوانين “
اكفهر وجهها پغضب وهي تتمتم بستهزاء....
“لان السچن معايا ليه قوانين.... لا ديمقراطي اوي... “
نظرت الى الطعام بجوع لتبدأ بالأكل على مضض
وبعد آن انتهت من طعامها مسكت فنجان القهوة
التي يغمرها برائحته الشهية.....وارتشفت منه
باستمتاع فالحق هذه أول مرة تتناول بها فنجان
من القهوة