رواية وهم الفصول من 21-24
المحتويات
بامتنان وهو يتوجه نحو السفرة
تسلم إيدك يا هدير أنا والله فعلا جعان أوي لأني مش أكلت حاجة من الصبح.
نظرت له هدير قائلة بعتاب
ما هو أنت اللي خرجت النهاردة الصبح بدري جدا قبل ما أجهزلك الفطار وقولت أن وراك حالة مستعجلة في المستشفى.
أشاح طارق وجهه للناحية الأخرى بعيدا عن عيني زوجته فهو لا يمكنه أن ېكذب عليها وهو ينظر إليها لأن هذا الأمر يضاعف من شعوره بالذنب تجاهها.
أحضرت هدير أطباق الغداء ووضعتها أمام زوجها وابنها ثم جلست وشرعوا في تناول الغداء وسط جو يسوده الهدوء حيث إن طارقا يفكر في مشاعره نحو هانيا التي لم تندثر مثلما كان يظن وهدير تشعر أن هناك شيئا مختلفا من ناحية زوجها فهو يتصرف بغرابة منذ بضعة أيام وهذا الأمر جعل ناقوس الخطړ يدق بقوة في عقلها مطالبا إياها بضرورة التحري ومعرفة سبب تبدل حال زوجها بهذا الشكل.
تمتمت فايزة پحقد وهي تنظر إلى ابنتها التي تقف بجوارها
شوفي يا سحر هو عمال يبص ليها إزاي وكأنه لقى كنز وهي عاملة زي البومة وعمالة تتقل عليه وهو على قلبه زي العسل.
والنبي يا ماما خليك ساكتة عشان أنا والله مش ناقصة نقطة كفاية عليا الحزن اللي أنا فيه والهم اللي البيه جوزي مطفحهولي ليل ونهار.
التزمت فايزة الصمت وظلت تنظر بتحسر نحو شمس التي لم تكن تجد بالأمس من يقبل بالزواج بها بسبب ظروفها المادية القاسېة التي تمنعها من تجهيز نفسها.
هتف آدم وهو ينظر حوله في كل مكان باحثا عن العروس التي استحوذت على فؤاد ابن عمه
أمال فين عروستك يا عم محمد أنت مش ناوي تعرفني عليها ولا إيه!
ابتسم محمد وسحب آدم من يده ثم سار برفقته نحو شمس التي كانت توليه ظهرها بسبب انشغالها في الحديث مع جارتها.
أحب أعرفك يا حبيبتي على آدم ابن عمي واللي أنا بعتبره أكتر من أخويا.
التفتت شمس وهتفت بابتسامة متشفية وهي تنظر إلى ملامح آدم التي تبدلت إلى الصدمة والذهول بعدما رأى وجهها
أهلا وسهلا بيك يا أستاذ آدم شرفتنا جدا بوجودك وبموافقتك أنك تشهد على عقد جوازي من محمد.
انعقد لسان آدم من هول الصدمة التي أصابته فمن الذي يمكنه أن يصدق أن الفتاة التي أحبها في الماضي وتحدى والده من أجلها سوف تصبح بعد مرور لحظات قليلة زوجة لابن عمه!!
ابتلع آدم ريقه بصعوبة وحاول أن يتماسك ويتمالك أعصابه حتى يتغلب على تلك الصدمة التي تلقاها للتو والتي جعلته يعتقد من خلال نظرات شمس أنها ليست صدفة بل هي خطة ماكرة دبرتها بعناية ونفذتها بمهارة.
هتف آدم بهدوء مصطنع وهو يرمق شمس بحدة لأنها قررت أن تستغل ابن عمه حتى توجعه لأنه رفض العودة إليها بعدما تركته من أجل رجل أخر
ألف مبروك يا آنسة شمس ربنا يتمم بخير ويهنيكم ببعض.
ابتسمت شمس وتأبطت ذراع محمد قائلة ببرود
الله يبارك فيك يا أستاذ آدم.
تمنى آدم لو كان بإمكانه أن يخبر محمدا بحقيقة أن شمس كانت حبيبته أثناء فترة دراسته وأنه كان يخطط للزواج منها ولكنه كتم الأمر في نفسه والتزم الصمت حتى لا يكسر فرحة ابن عمه الذي يبتسم بشدة وكأنه قد استطاع أن يلتقط نجمة من السماء.
تجاهلت شمس وجود آدم بعدما رأت حبيبة التي أتت وتقدمت نحوها قائلة
ألف مبروك ليك يا شموسة ربنا يوفقك يا قلبي.
استطردت حبيبة
متابعة القراءة