رواية وهم الفصول من 21-24
المحتويات
الفصل الواحد والعشرون
توجه رامز نحو أحد محلات الألعاب وانتقى لعبة جميلة كانت عبارة عن سيارة سوداء مزودة بجهاز تحكم.
طلب رامز من البائع أن يقوم بتغليف الهدية ثم أخذها وتوجه بها إلى الحضانة وهو يتمنى أن تسير مقابلته مع إسلام بشكل جيد دون أن يحدث أي مشكلة.
انتظر رامز في مكتب سمير لبضع دقائق قبل أن يراه وهو يدخل برفقة إسلام الذي دقق النظر نحو رامز قائلا
أنت رامز اللي نادية خليتني أكلمه مش كده برضه
أومأ رامز وسحبه نحوه يحتضنه بقوة وهو يقول
أيوة يا حبيبي أنا رامز اللي كلمتك قبل كده.
لمح إسلام دموع عالقة في عيني رامز فزم شفتيه بطفولة بعبوس وقال
استكمل الصغير حديثه وهو يعقد ساعديه أمام صدره
بابا عزام قالي أن الرجالة مينفعش يعيطوا لأن الراجل اللي بيعيط يبقى ضعيف.
شعر رامز وكأن أحدهم قد غرس خنجرا حادا في صدره بعدما سمع ابنه يطلق لقب بابا على عزام.
كز رامز على أسنانه وأقسم أنه لن يتراجع عن فكرة الاڼتقام مهما حدث فهو لن ينسى أبدا ما فعلته به تلك المرأة الحقېرة التي حرمته من ابنه الوحيد فتبا لها وسحقا ولقلبه الذي عشقها في يوم من الأيام.
نظر سمير نحو صديقه بشفقة وتساءل كيف يمكن لامرأة أن تمتلك قلبا قاسېا إلى هذه الدرجة التي تجعلها تحرم ابنها من والده الحقيقي وتحضر رجلا أخر حتى يمارس مع طفلها دور الأبوة
هو عزام بيعاملك كويس وبيحبك وبيشتري ليك كل الألعاب اللي أنت عايزها
هز إسلام رأسه بنفي وظهرت ملامح الحزن على وجهه وهو يقول
لا هو مش بيحبني وبيفضل يشتمني ويضربني لما ماما بتكون برة البيت ومش بيجيب ليا هدايا خالص.
داعب رامز شعر ابنه وهو يبتلع غصة مريرة في حلقه فقد حرمت داليا ابنها من والده الذي يحبه وجعلته يعاني مع زوجها الذي لا يعرف قلبه سوى القسۏة والجحود.
أخرج رامز الهدية التي أحضرها لإسلام ووضعها أمامه قائلا بابتسامة حاول من خلالها أن يبدد الحزن الذي ظهر على وجه الصغير بعدما جلب سيرة عزام
استغرب الصغير وسأله
طيب وأنت ليه عايزني أناديلك بابا! مش المفروض أقولك عمو!
أجاب رامز بنبرة ظهر بها الكثير من القلق الذي يشعر به فهو لا يعلم كيف ستكون ردة فعل طفله بعدما يعرف الحقيقة
لأن أنا أبقى أبوك الحقيقي يا حبيبي أنا ومامتك كنا متجوزين من كذا سنة بس انفصلنا وهي أخدتك مني بالعافية واتجوزت عزام اللي مش بيحبك بس أنا بحبك أوي ونفسي تحبني زي ما أنا بحبك.
ابتسم إسلام واحتضن رامز وهو يصيح بسعادة
ملس رامز على وجه الصغير قائلا برجاء
طيب بما أنك بتحبني ينفع تناديني وتقولي بابا بدل رامز.
وضع إسلام سبابته اليمنى أسفل شفتيه يفكر قليلا ثم أومأ بالموافقة قائلا
ماشي يا بابا بس اوعدني أنك هتفضل تحبني وتجيبلي هدايا على طول.
احتضنه رامز وهتف بتأكيد جعل ابتسامة الصغير تتسع أكثر لأنه قد وجد أخيرا الشخص الذي سيحنو عليه ويعوضه عن القسۏة التي يتلقاها من عزام
أوعدك يا حبيبي أني هفضل أحبك على طول بس أنا بأكد عليك أنك مش لازم تقول حاجة عني لأمك أو لعزام عشان لو هما عرفوا أني بقابلك مش هيخلوني أشوفك تاني ولو سألوك عن الهدية دي قولهم أن عمو سمير هو اللي جابهالك.
أعطى إسلام لوالده وعدا بعدم إخبار أحد عن لقائهما وجلس بجواره لبعض الوقت ثم أخذ الهدية وغادر عندما حان موعد انصرافه.
اجتمع المارة حول سيارة هانيا وطلبوا لها الإسعاف التي حضرت في غضون دقائق وتم نقلها بسرعة إلى المستشفى.
وصلت هانيا إلى المستشفى وتم إدخالها مباشرة إلى غرفة العمليات بعدما تعرف عليها أحد الأطباء والذي اتصل بعائلتها حتى يخبرهم بما جرى لابنتهم.
صړخت فريال بجزع بعدما سمعت كلمات الطبيب واتصلت على الفور بابنها وأعطته عنوان المستشفى وطلبت منه
متابعة القراءة