رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين

موقع أيام نيوز

يدرك على الفور حقيقة أن وساما قد طلب منه أن يقابله في هذا المكان حتى يعرفه على رامز الذي يريد أن يتحدث معه في أحد الأمور.
عبر رامز عن إعجابه بهذا الذكاء وهو يقول
بسم الله ما شاء الله حضرتك ذكي أوي وبتفهمها وهي طايرة.
ضحك محمد وقال
أهي دي واحدة من المميزات اللي كسبتها أثناء فترة شغلي في الشرطة.
اعتدل رامز في جلسته وتحدث بصراحة موضحا سبب رغبته في مقابلة محمد
أنا هتكلم بصراحة ومش هلف وأدور عليك أنا جاي أطلب منك إيد سمية أختك وبالنسبة لوضعي فأنا واحد مطلق وعندي طفل بس عايش في الوقت الحالي مع والدتي وعندي شركة لسة فاتحها قريب شغالة في الاستيراد والتصدير.
ارتسم الذهول على وجه محمد الذي ضيق ما بين حاجبيه وهو يتحدث بغيرة واضحة
ممكن أفهم أنت تعرف سمية أختي منين!
تعجب رامز من تقلب حال محمد بهذا الشكل وكأنه قد ارتكب چريمة ولكنه تمالك نفسه وأجاب بهدوء
أنا قابلتها في عيادة الدكتور اللي هي بتروحله وأعجبت بيها وعشان كده كلمت وسام وطلبت منه يساعدني عشان أقابلك.
هدأ محمد قليلا بعدما تذكر أمر الطبيب النفسي الذي تذهب إليه سمية دون أن تخبر أحدا ولم يخطر في عقلها أن شقيقها يتابعها ويعلم جيدا بجميع تحركاتها.
تأمل محمد رامزا بضع ثوان في محاولة منه لتحليل شخصيته فهو يبدو من مظهره شابا هادئا وذكيا بالإضافة إلى معرفته بحقيقة أن سمية تتعالج عند طبيب نفسي وعلى الرغم من ذلك أتى وطلب يدها للزواج.
وضع محمد فنجان القهوة من يده وقال
تمام يا أستاذ رامز اديني مهلة أسأل عنك وأشوف رأي سمية وبعدها هرد عليك.
أقام عزام حفلا ضخما بمناسبة افتتاح فرع جديد لشركاته في إحدى الدول الخليجية وقد دعا إلى هذا الاحتفال عددا كبيرا من الشخصيات العامة وكثيرا من السياسيين المعروفين.
وقفت داليا أمام الجميع بفستانها الفاخر الذي ابتاعته خصيصا من إحدى أرقى دور الأزياء العالمية حتى تحضر به هذا الحفل ويراها الجميع أنها زوجة مناسبة لرجل أعمال يمتلك كما هائلا من الثروة والنفوذ.
انشغل عزام مع بعض المدعوين لبعض الوقت قبل أن يتوجه نحوه مهاب ويهمس في أذنه يخبره بقدوم نائب وزير الشباب والرياضة الذي يدعى مختار صفوان والذي حضر من القاهرة خصيصا من أجل مجاملة عزام.
توجه عزام نحو مختار وألقى عليه التحية وهو يصافحه بحرارة قائلا
أهلا وسهلا بيك يا معالي الوزير.
ضحك مختار وقال
أنا مش وزير يا عزام أنا أبقى نائب الوزير.
ابتسم عزام مجاملا إياه بقوله
أنا عارف الموضوع ده كويس وأنا ناديتك بمعالي الوزير باعتبار ما سيكون إن شاء الله.
توجهت داليا نحو عزام الذي يتبادل الحديث مع مختار وقالت
مش هتعرفني على ضيفك يا عزام ولا إيه
اتسعت ابتسامة عزام ومد يده جاذبا داليا إليه وهو يشير نحوها قائلا
أعرفك يا مختار بيه دي تبقى داليا مراتي.
أشار عزام نحو مختار متابعا حديثه
وده يا داليا يبقى معالي الباشا مختار صفوان نائب وزير الشباب والرياضة.
ابتسمت داليا ورحبت بمختار الذي نظر لها بانبهار شديد للغاية وكأنه لم ير في حياته امرأة جميلة ذات حضور وجاذبية مثل داليا.
وقفت زوجة مختار بجواره ونظرت نحو داليا قائلة
واضح يا مدام داليا أن الحفلة العظيمة دي كانت تحت إشرافك لأن كل حاجة مظبوطة ومناسبة وده أكيد ذوقك.
أكد مختار حديث زوجته بقوله
عندك حق يا عايدة واحدة أنيقة وشيك زي مدام داليا أكيد هي اللي نظمت الحفلة الممتازة دي.
كتم مهاب ضحكته بصعوبة بعدما لاحظ احتقان وجه داليا التي كانت تريد أن يكون التنظيم سيئا وغير منضبط حتى لا يطلب منه عزام مرة أخرى أن يقوم بتنظيم الحفلات الخاصة بالعمل ولكنه أدهشها وجعلها تعض على أسنانها غيظا بسبب مدح الحضور للشخص الذي أعد لهذا الحفل والذي يعتقد الجميع أنها داليا صاحبة الفستان الأنيق.
نظر مختار نحو مهاب وهتف بابتسامة
أنا سمعت أنك خطبت يا مهاب ألف مبروك ليك أنا نفسي أشوف خطيبتك دي يا مهاب عشان أعرف إزاي قدرت توقعك بعد ما أنت كنت مفضل حياة السنجلة ومش لاقي اللي يشكمك.
هتفت عايدة بعدما ضحكت بشدة فهي تعرف مهابا جيدا وتدرك حقيقة أنه كان ملقبا بزير النساء بسبب كثرة علاقاته النسائية وقد عرف عنه أنه لم يكن يحب البقاء مع امرأة واحدة لأكثر من شهرين
عندك حق يا مختار أنا كنت بسمع في النادي كل يوم لما بنيجي هنا في بور سعيد حكايات كتير عن مهاب ملهاش أول من أخر واستغربت جدا لما عرفت أنه خطب وقرر يتجوز.
ارتبك مهاب بشدة ليس بسبب جلب كل من مختار وعايدة لسيرة ماضيه الغير مشرف وإنما بسبب رؤيته لحبيبة التي أخبرته أنها لن تأتي وسماعها للكلام الذي قيل عن أفعاله ومغامراته.
خرجت حبيبة بعدما سمعت هذا الكلام الذي جعلها تشعر بالنفور والتقزز فترك مهاب كل شيء خلفه ولحق بها حتى يقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
استمرت داليا في تبادل الحديث مع مختار وزوجته ولم تغفل
تم نسخ الرابط