رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين
المحتويات
قريب من النادي.
عبر مهاب عن استياءه من تصرفها بقوله
طيب وده ينفع يا حبيبة!! أنا مش قولتلك مليون مرة ممنوع تركبي تاكسي عشان بيحصل بسببه حوادث كتير ده غير أني نبهت عليك أصلا قبل كده أنك لما تعوزي تروحي أي مشوار ترني عليا وأنا هسيب اللي ورايا وهاجي أوصلك بنفسي للمكان اللي عايزة تروحيه.
ابتلعت حبيبة ريقها وهتفت بلطف قصدت من خلاله تهدئة غضبه الذي اشټعل بعدما زعمت أنها عادت إلى المنزل بواسطة سيارة أجرة
أومأ مهاب ومسح على وجهه قائلا
ماشي يا حبيبة خلي بالك من نفسك واقفلي الباب كويس.
حاضر يا مهاب أنا هعمل كل اللي أنت قولت عليه.
قالتها حبيبة وأنهت الاتصال وهي تشعر بتأنيب الضمير لأنها اضطرت للكذب على مهاب الذي عاتبها لأنه ظن أنها عادت لمنزلها بسيارة أجرة.
لقد صار مهاب في الفترة الأخيرة يأمرها بأخذ الحيطة والحذر بشكل مبالغ فيه وهذا الأمر جعلها تشك في أنه ېخاف من شيء ولكنه لا يريد أن يخبرها عنه.
زفرت حبيبة بحنق فهي تشعر بكثير من التشتت بعدما تمت خطبتها لمهاب فمن ناحية تراودها الكثير من الكوابيس والأحلام المتعلقة بشقيقها الراحل الذي يبدو أنه غاضبا منها بسبب قيامها بشيء جعله غير راض عنها.
أيقظ حبيبة من تلك الذكريات صوت مهاب الذي لحق بها وأمسكها من معصمها وهو يهتف بقلق
أنت رايحة فين دلوقتي يا حبيبة
هتفت حبيبة بجفاء بعدما أبعدته وأدارت وجهها للجهة الأخرى وكأنها صارت لا تطيق رؤيته أمامها
فهم مهاب ما تعنيه من وراء حديثها فأمسك بكفها وجرها خلفه برفق حتى وصلا إلى أحد المقاعد التي توجد على جانبي الحديقة
أنت عارفة يا حبيبة أني بحبك مش كده برضه
أومأت حبيبة وهي تقاوم البكاء بصعوبة شديدة ولكنها فشلت في حبس دموعها التي انهمرت بقوة أمام عيني مهاب الذي تمنى أن يضرب كل من مختار وعايدة لأنهما كانا سببا في معرفة خطيبته بحقيقة ماضيه المخزي.
أنا عارف أني خبيت عليك حاجات كتيرة أوي عن حياتي وأني مش أحسن شخص ممكن ترتبطي بيه بس أنا بحبك أوي وكل اللي طالبه منك هو شيء واحد بس وأتمنى أنك توافقي عليه.
نظرت له حبيبة بتساؤل هاتفة بحشرجة
وإيه هي الحاجة دي يا مهاب
تنهد مهاب هامسا برجاء لم يستخدمه من قبل في سبيل الحصول على رغباته
شعرت حبيبة بصداع شديد بسبب الصراع الدائر بين قلبها الذي يدق بقوة ويطلب منها الموافقة على كلام مهاب وبين عقلها الذي ينهرها لأنها لم تتحر الدقة قبل ارتباطها بشخص عابث كان يقضي كثيرا من أوقاته في اللهو بالنساء.
حسمت حبيبة هذا الصراع عندما قررت الاستجابة لطلب قلبها ونظرت إلى مهاب وهي تومأ برأسها دليلا على موافقتها على طلبه.
ابتسم مهاب بشدة ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة وعندما فتحها رأت حبيبة خاتما باهظا للغاية أفضل بكثير مما ترتديه داليا التي كانت تتفاخر أمامها قبل بضعة أيام بهدية عزام لها في عيد ميلادها.
وضع مهاب الخاتم في إصبع حبيبة التي سألته بذهول
أنت ليه يا مهاب اشتريت الخاتم ده رغم أنه غالي أوي!
تأمل مهاب الخاتم في إصبعها قائلا
مفيش حاجة تغلى عليك يا حبيبة ويكون في علمك أي حاجة هتعوزيها هجيبهالك على طول لأنك بالنسبة ليا ملكة وداليا مش أحسن منك في أي حاجة.
تأثرت حبيبة بكلامه المعسول الذي كان مثل المسكن فقد جعل حيرتها تختفي لبعض الوقت بعدما قررت الجلوس برفقته والاستمتاع بمظهر الحديقة الخلاب ولم ينتبه أي منهما إلى داليا التي كانت تتابعهما من بعيد بنظرات متهكمة وهي تتساءل بنبرة ماكرة
يا ترى هتعملي إيه يا حبيبة لما تعرفي أن حبيبك اللي أنت قاعدة معاه دلوقتي هو نفسه المچرم اللي قتل أخوك الوحيد
الفصل العشرون
استقلت شمس سيارة أجرة وهي تشعر بحزن شديد بعدما فشلت في تدبير ثمن العمليات التجميلية التي من المفترض أن تجريها شقيقتها حتى تستعيد شكل وجهها الطبيعي مرة أخرى.
خرجت الدموع من عيني شمس وهي تتذكر الحاډث الأليم الذي تعرض له والدها الراحل عندما أخذ سمر لكي يشتري لها بعض الهدايا
متابعة القراءة