رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين
المحتويات
عن نظرات الإعجاب الصريحة التي لمحتها في عيني مختار.
تمتم مختار بينه وبين نفسه بصوت متحسر وهو ينظر إلى زوجته التي بلغت من العمر خمس وأربعين سنة
هو إيه الحظ النحس اللي أنا فيه ده!! يعني عزام اللي هو أقل مني في كل حاجة اتجوز حوالي خمس مرات وكل مرة بيجيب واحدة أحلى من التانية وأنا اللي ليا وضعي ومركزي ونفوذي متجوز واحدة لما بتغسل وشها من المكياج بتبقى عاملة شبه الرجالة!!
جلس وسام أمام شقيقته واحتضنها قائلا بحنو
مالك يا حبيبتي فيك إيه
اندست هانيا في أحضانه هاتفة بمرارة وهي تناوله الهاتف حتى يقرأ ما هو ظاهر أمامه على الشاشة
أنا اتفضحت يا وسام وكل الناس عرفوا أني مش بخلف.
وضع وسام الهاتف جانبا وتحدث بأسف وهو يملس على شعر شقيقته
أنت اللي عملت كده في نفسك يا هانيا فاكرة لما أنا حذرتك وقولتلك أن زياد مش مناسب ليك ونصحتك أنك ترجعي لمحمد بس أنت تجاهلتي كلامي ونفذت اللي في دماغك.
خرجت حبيبة من الفيلا وهي تشعر بالڠضب الشديد من نفسها لأنها لم تتمكن من اكتشاف كل هذه الأمور المتعلقة بمهاب على الرغم معرفتها به التي تخطت أربع سنوات.
تذكرت حبيبة ما حدث معها قبل يومين عندما ذهبت إلى النادي والتقت مصادفة بوسام الذي كان يرافق شابة بائسة يكسو الحزن ملامحها بسبب مرورها بأزمة نفسية وقد عرفت فيما بعد أنها تكون شقيقته هانيا.
اختفت الشمس من وسط السماء وتجمعت السحب فجأة ثم انقلب الجو وبدأ يمطر بغزارة شديدة للغاية لدرجة أصابت حبيبة بالذهول لأنه لم يتم الإعلان عن هذا الأمر ضمن إذاعة الطقس.
نهض الجميع حتى يغادروا قبل أن يسوء الوضع أكثر من ذلك وشعرت حبيبة بالضيق لأنها لم تتمكن من إيجاد سيارة أجرة كما أنها لم تفلح في الاتصال بمهاب بسبب سوء التغطية.
ابتسم وسام بسخرية وقال
مالك يا حبيبة مش معقول تكوني خاېفة مني مثلا وعشان كده مش راضية تركبي معايا رغم أن الجو وحش جدا وصعب تلاقي تاكسي دلوقتي.
تابع وسام بنبرة خبيثة قصد بها أن يجعلها تعلم قليلا عن حقيقة مهاب ولكن بطريقة غير مباشرة تجعله يبدو غير متعمد الإفصاح عن هذه الأمور
اطمني يا حبيبة وإوعي تخافي أنا الحمد لله مش واحد خمورجي ولا بتاع نسوان زي خطيبك ده غير أن هانيا أختي معايا يعني مفيش داعي أنك تقلقي من فكرة ركوب عربيتي.
سارت حبيبة نحو السيارة بعدما فكرت قليلا ووجدت أنه محق في مسألة عدم وجود سيارات أجرة.
جلست حبيبة في المقعد الخلفي وهي ترميه بنظرات حانقة وأخذت تفكر في الكلام الذي قاله عن مهاب وكادت تسأله عما تفوه به ولكنها تراجعت بعدما رأت الابتسامة التي ارتسمت على وجهه والتي جعلتها تدرك أنه قال هذا الكلام حتى يوقع بينها وبين خطيبها.
أوقف وسام سيارته أمام منزل حبيبة التي خرجت من السيارة على الفور دون أن تشكره وذلك بسبب حنقها الشديد من نفسها لأنها سمحت لشخص مثل وسام أن يقوم بإيصالها إلى المنزل.
سمعت حبيبة صوت رنين هاتفها عندما دلفت إلى المنزل وأجابت على الفور بعدما وجدت أن المتصل هو مهاب الذي هتف بلهفة عندما سمع صوت أنفاسها
أنت كويسة يا حبيبة أنا روحت النادي عشان أخدك أرجعك على البيت بس لقيتك مش هناك.
أومأت حبيبة هاتفة بهدوء في محاولة منها لإخفاء توترها حتى لا يسألها عما حدث معها
أيوة يا مهاب أنا الحمد لله كويسة ورجعت للبيت بعد ما لقيت تاكسي
متابعة القراءة