رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين

موقع أيام نيوز

يقول
اتفضل يا فندم أنا لقيت الړصاصة دي.
ناول العسكري الړصاصة للضابط الذي أخذها ونظر لها مليا قائلا لزميله الذي حضر حتى يشاهد الړصاصة عن قرب
الړصاصة دي تسعة ملي على عكس الړصاصة اللي اتضربت على كريم كانت ستة ملي.
نظر له زميله قائلا باستغراب شديد
عندك حق يا هاني الړصاصة دي مختلفة تماما عن التانية.
وصل الضابط لاستنتاج فنظر إلى هاني وسأله عما يفكر به حتى يرى إذا كان يفكر مثله أم أنه توجد لديه وجهة نظر أخرى
إيه رأيك يا هاني في الموضوع ده يعني أنت شايف أن ده ممكن يكون معناه إيه!
أجاب هاني بنبرة واثقة تدل على خبرته الكبيرة في مجال التحقيق
ده معناه أن كان فيه شخصين عايزين يصيبوا كريم وواحد من الاتنين دول الطلقة بتاعته أصابت أما التاني ففشل في التصويب واضح كده أن كريم عامل كذا بلوة وعشان كده هو عنده أعداء كتير.
اقتنع زميله بهذا التحليل لأنه لا يوجد سبب منطقي غير هذا السبب الذي يفسر وجود رصاصة من نوع مختلف في المكان نفسه الذي تعرض فيه كريم لإطلاق الڼار.
الفصل التاسع عشر
دق صوت الجرس فتوجهت سمية نحو الباب لتفتحه حتى ترى من الطارق ولكنها لم تجد أحدا وتفاجأت بوجود باقة بها كومة كبيرة من الأزهار موضوع وسطها بطاقة صغيرة.
أمسكت سمية بالباقة ورفعت حاجبيها وهي تقرأ الكلمات المكتوبة في البطاقة والتي كتب بها
صباح الورد يا أجمل وردة رأتها عيناي يا من أسرت قلبي من النظرة الأولى
توجهت سمية بسرعة نحو غرفتها قبل أن ترى والدتها الباقة وتظل تطرح عليها الأسئلة لأكثر من ساعة مثلما حدث في المرة السابقة.
أجل فهذه ليست المرة الأولى التي تتلقى بها سمية باقة أزهار من شخص مجهول لم يقم بكتابة اسمه على البطاقة ظنا منه أنه بهذا التصرف لن تتعرف عليه.
وضعت سمية الباقة في خزانتها وضړبت كفيها ببعضهما متسائلة باستغراب
أنا مش فاهمة إيه شغل النحنحة ده هو ليه الرجالة شايفين أن عقولنا صغيرة أوي كده وأن التصرفات الغريبة دي بتفرحنا وتبسطنا منهم!!
تمتمت سمية وهي تنظر إلى زهور الباقة السابقة التي اعتنت بها ووضعتها في ماء مضاف إليه بعض السكر حتى تحافظ عليهم
الغبي مفكر أني كده مش هعرف أن هو اللي بيبعتلي الورد على طول واللي اضطريت بسببه أكدب على ماما المرة اللي فاتت وأقولها أنها هدية من واحدة صاحبتي.
لمست سمية أطراف إحدى الوردات وهي تبتسم ابتسامة بلهاء مستكملة حديثها مع نفسها بنبرة يشوبها تأنيب الضمير
أنا بجد مش عارفة أعمل إيه وحاسة أني متلغبطة أوي من ناحية شايفة أن سكوتي على عمايله ده تصرف غلط مني ومن ناحية تانية حاسة أنه بيحبني فعلا وأنه مش زي مراد الواطي.
جلست سمية وأحاطت رأسها بكفيها هاتفة بحزن
يا ربي أنا تعبت أوي بعد اللي حصلي قبل كده ومش ناقصني ۏجع جديد أنت عارف وشايف أني حاولت أصده كتير بس هو مصمم يقرب مني رغم أني مش معبراه ولا سائلة فيه.
لأنه دائما يجعلها تقع في حب الشخص الخطأ ففي المرة الأولى أحبت مرادا الذي دمرها ودنس شرفها وهذه المرة وقع اختيارها على الشخص الذي كسر قلب صديقتها وتخلى عنها من أجل امرأة أخرى.
ذهب محمد إلى الكافيتريا حيث ينتظره وسام الذي اتصل به وطلب منه أن يلتقي به.
هتف محمد وهو يصافح وسام الذي كان يجلس برفقة شخص أخر
إزيك يا وسام أخبارك إيه
أنا الحمد لله بخير وكويس أعرفك ده يبقى رامز صاحبي.
قالها وسام وهو يشير نحو رامز الذي صافحه بحرارة وجلسوا جميعا يتحدثون فيما بينهم في بعض الموضوعات وظلوا على هذا الوضع حتى رن هاتف وسام.
أجاب وسام على هاتفه واتسعت عيناه بعدما سمع والدته وهي تخبره أن شقيقته تعاني من حالة اڼهيار شديدة ولا يمكنها السيطرة عليها.
استأذن وسام من صديقيه وغادر تاركا رامز ينظر إلى محمد وهو يتذكر ردة فعل وسام عندما طلب منه أن يتعرف عليه.
أفندم!! وأنت عايز تقابل محمد ليه وأصلا أنت تعرفه منين
رد رامز ببساطة أدهشت وسام بشدة
أنا لما حاولت أجمع عنك شوية معلومات اكتشفت أن عندك أخت اتجوزت مرتين واطلقت وأن جوزها الأولاني يبقى محمد صاحبك واللي عنده أخت اسمها سمية رفعت عز الدين وأنا عايزك تساعدني عشان أقابله.
شعر وسام بعدم الارتياح واحتدت نبرته قليلا وهو يسأل
أنت برضه مقولتليش أنت عايز تتعرف ليه على محمد
تنهد رامز وصرح لوسام بحقيقة معرفته لسمية وأنه يريد أن يلتقي بأخيها حتى يطلب يدها منه.
وافق وسام على طلب رامز واتصل بمحمد وطلب منه أن يلتقي به وقد استجاب الأخير لطلبه رغم شعوره بالتعجب لأنه اعتاد أن يأتي إليه وسام في منزله عندما يريد رؤيته.
رفع محمد حاجبيه وعقد ساعديه قائلا بجدية
خير يا أستاذ رامز ممكن تقولي إيه الخدمة اللي أنا أقدر أقدمها ليك
ظهرت الدهشة على وجه رامز الذي لم يتوقع أن يصل ذكاء محمد إلى هذه الدرجة التي جعلته
تم نسخ الرابط