رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين

موقع أيام نيوز

نحو باب الشقة الذي تركه عند دخولها مفتوحا على مصراعيه
بقولك اطلعي برة ويكون في علمك لو أنت الست الوحيدة على كوكب الأرض فأنا مستحيل أتجوزك أنت غلطت لما وقعت في حب الشخص اللي عارف عنك كل بلاويك بالله عليك قولي كده دلوقتي أي سبب مقنع يخليني أتجوز واحدة خانت ثقة أهلها واتجوزت عرفي من زميلها في الجامعة ولما حست أنه هيخلع منها قررت تحمل منه عشان تدبسه وبعدها راحت لأبوه وقالت ليه على كل حاجة والراجل طلع محترم وأجبر ابنه يتجوزك ويستر عليك.
صړخت شيري پقهر في محاولة منها لإسكاته
بس مش عايزة أسمع منك أي كلمة في الموضوع ده.
حاولت شيري إسكات محمد إلا أنه لم يتوقف أمام تلك المحاولات وتابع قائلا باشمئزاز
أهلك اتفضحوا وسط الناس واتبروا منك وأنت مكانش فيه حاجة بتفكري فيها غير أن الولد اتجوزك ولما ده حصل بعدها بكام شهر عمل حاډثة وماټ وابنه اللي في بطنه ماټ وأنت بتولديه وبما أن الجوازة كانت رسمية كان ليك نصيب من الأملاك اللي كانت باسمه ووقتها حياتك اتغيرت وبدل ما تحاولي تراضي عيلتك بعدت عنهم أكتر ومش اهتميت بأي حد.
أخذت شيري تبكي بشدة ولكنه لم ينخدع بدموع التماسيح التي تسقطها أمام عينيه حتى يرأف بها واستمر ېجرحها بكلماته التي تذكرها بماضيها غير المشرف
بعد كده أنت روحت اتجوزت واحد عنده سبعين سنة وفضلت تلعبي عليه لحد ما كتب ليك نص ثروته قبل ما ېموت وساب الباقي لعياله.
أشار محمد نحوها باحتقار وهو يكمل
أنت اللي زيك عمرها ما تنفع تكون زوجة لشخص عايز واحدة محترمة تشيل اسمه وتبقى أم أولادها يتشرفوا بيها.
استمرت شيري في البكاء وهي تتذكر كل الكلمات التي قالتها لهانيا حتى تحرضها على زوجها كما أنها حرصت على تقريبها من زياد حتى تقضي على أي أمل يشير إلى احتمالية عودتها إلى طليقها وفي النهاية أخبرها محمد بمنتهى البساطة أنه يكرهها ولا يطيقها.
صړخت شيري بعصبية ناظرة إلى محمد بغيظ شديد لأنه الرجل الوحيد الذي جعلها تركض خلفه على عكس جميع الرجال الذين عرفتهم فهم من كانوا يسعون للتحدث معها وليس العكس
إذا كنت شايف أن أنا مش هنفع أكون أم لأطفال يتشرفوا بيا فأحب أقولك أن الأستاذة هانيا مش أحسن مني بل على العكس هي أحقر مني بمراحل كتيرة.
سكتت شيري تلتقط أنفاسها قبل أن تتابع من وسط شهقاتها المتلاحقة
الحلوة اللي أنت حبيتها وكنت عايز تكمل حياتك معاها قالت عليك أنك واحد واطي وأنك اتجوزتها عشان فلوس أهلها وأنها سابتك لما اكتشفت حقيقتك لما أنت حاولت تقلبها وفشلت.
بهت وجه محمد من شدة الصدمة فهو لم يكن يتوقع أن يصل مستوى حقارة هانيا إلى هذه الدرجة التي جعلتها تشوه سمعته وتنعته بهذه الصفات الوضيعة.
نظرت شيري إلى صډمته پشماتة فقد أشعرتها خيبة أمله بقليل من الراحة بعدما كسر قلبها وأعلن عن رفضه لها
تحب أقولك يا محمد هي قالت عليك إيه تاني هانيا اتسببت في أن كل الناس تشوفك مش راجل وأنك واحد انتهازي وقذر.
انفعل محمد بشدة وأشار لها نحو باب الشقة صارخا بصوت قوي دب الذعر في قلبها
مش عايز أسمع منك ولا كلمة زيادة اطلعي برة بيتي حالا.
حملت شيري حقيبتها وخرجت من الشقة بأقصى سرعة وهي تشعر بمزيج من الحقد والتشفي فعلى الرغم من تيقنها من حقيقة أن محمدا لن يكون لها ولكنها سعيدة لأنه لن يعود إلى هانيا بعد كل ما جرى.
انتشل محمد من براثن تلك الذكرى القاسېة صوت الجرس فنهض وفتح الباب وابتسم مرحبا بشقيقته التي أتت لزيارته فجأة دون أن تخبره في وقت سابق بقدومها.
دلفت سمية إلى شقة أخيها بعدما فتح لها الباب ووضعت بعض الأغراض التي قامت بشرائها من أجله قائلة بابتسامة
دي شوية حاجات خفيفة عشان تمشي بيهم نفسك بدل الدليفري.
نظر محمد إلى الأكياس وقال
شكرا يا سمية بس صدقيني مكانش له لزوم أنك تتعبي نفسك بالشكل ده.
مفيش تعب ولا حاجة يا محمد.
قالتها سمية وهي ترفع أكمام قميصها ثم توجهت نحو المطبخ وأحضرت أدوات التنظيف وبدأت في تنظيف المكان ثم توجهت نحو غرفة أخيها بحجة ترتيبها ومسح أرضيتها.
استغلت سمية مسألة جلوس محمد في الصالة وأخرجت المسډس من سترة معطفها الداخلية ووضعته في المكان الذي أخذته منه في المرة الماضية عندما أتت إلى المنزل.
ابتسمت سمية لأن كل شيء سار وفق خطتها دون أن يحدث أي خطأ ولم تكن تدري أن محمدا كان يشاهد كل شيء تقوم به كما أنه كان على علم مسبق بكل ما خططت له منذ البداية.
أخذ فريق من رجال المباحث يفتشون في أنحاء المكان الذي أطلق به الړصاصة على كريم لعلهم يجدون شيئا يقودهم إلى الشخص الذي قام بهذا الفعل.
لاحظ أحد العساكر شيئا ملقى في ركن بعيد وعندما اقترب منه وجد أنه رصاصة فأمسك بها وأسرع متوجها نحو الضابط المسؤول وهو
تم نسخ الرابط