رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين

موقع أيام نيوز

وسام أحد حاجبيه وهو يرد باستهزاء أبصرته عينا حبيبة على الرغم من أن الكلام كان يبدو في ظاهره مزاحا ولا يقصد به أي نوع من أنواع الإهانة
واضح فعلا أنك مبسوط أوي بشوفتي وعشان كده أنت مش عزمتني على خطوبتك رغم أن إحنا يعتبر بيننا عشرة طويلة عمرها سنتين.
نظر مهاب نحو حبيبة وهو يشير نحو وسام قائلا
ده يبقى سيادة المقدم وسام الشناوي وعلى الرغم من أنه يبقى ظابط بس هو دمه خفيف أوي وبيحب يهزر مع الكل.
تمتمت حبيبة بضيق لم تتمكن من إخفائه فهي تعرف وسام حق المعرفة وهذه ليست المرة الأولى التي تراه بها
تشرفت بشوفتك يا فندم فرصة سعيدة.
لم تغادر الابتسامة المتهكمة شفتا وسام الذي رمق مهابا بتشفي لأنه تمكن من إرباكه وجعله يشعر بالخۏف من فكرة معرفة حبيبة بحقيقته المظلمة كونه يعمل مع عزام في تجارة المخډرات والأسلحة ولكن لحسن حظه لم تتمكن الشرطة من الإمساك بدليل يدينهما وهذا الأمر أثار ڠضب وسام الذي أقسم أنه سينال منهما وسيجعلهما يحصلان على الجزاء المناسب لأفعالهما الإجرامية
صړخ كريم بشدة بسبب الألم الذي شعر به في ساقه وقد وصل صوت صراخه المرتفع إلى والدته التي ضړبت خديها بعدما رأت الډماء الغزيرة التي تحيط بقدم ابنها.
ساعدت ميرڤت كريم على النهوض ثم صړخت بأعلى صوتها طالبة المساعدة من الجيران في إنقاذ ابنها الذي ڼزف كثيرا من الډماء.
قام أحد الجيران بإحضار سيارته ووضع كريم في المقعد الخلفي ثم انطلق بها بعدما جلست ميرڤت بجواره في المقعد الأمامي.
وصلت ميرڤت إلى المستشفى وجلست أمام غرفة العمليات تنتظر خروج ابنها وهي تبكي بشدة على ما أصابه مرددة كلمات الحسبنة على المچرم الذي أقدم على إيذائه بهذه الطريقة الغير إنسانية.
وصلت سمية إلى منزلها وفتحت باب الشقة بهدوء ثم تسللت نحو غرفتها دون أن تشعر بها والدتها التي لم تلاحظ خروجها من الأساس.
جلست سمية على حافة السرير وهي تتنهد براحة ناظرة بفخر إلى انعكاس صورتها في المرآة لأنها تمكنت من الاڼتقام من كريم الذي تحرش بها وافترى عليها.
نهضت سمية وقامت بتبديل ملابسها ثم أخرجت المسډس الذي استخدمته من حقيبتها وقامت بوضعه داخل الخزانة أسفل كومة مطوية من الثياب.
أغلقت سمية باب الخزانة وهي تفكر في الطريقة التي ستعيد بها المسډس إلى شقة محمد فهي قد قامت بانتشاله من أحد الأدراج أثناء تنظيفها لشقة أخيها وقررت في النهاية أن تنتظر الموعد الذي يتم به تنظيف الشقة حتى تعيد السلاح إلى مكانه دون أن ينتبه أحد لما جرى.
شعرت سمية بالخۏف بعدما سمعت صوت والدتها تنادي عليها فهي كانت تظنها قد ڠرقت في سبات عميق.
خرجت سمية من الغرفة وذهبت إلى حيث توجد والدتها وهي تهتف بدهشة
خير يا ماما إيه اللي مصحيك لحد دلوقتي!
ردت جميلة بابتسامة هادئة
أنا كنت نايمة وصحيت عشان أشرب ولما جيت أرجع على أوضتي لقيت نور أوضتك شغال فقولت أنادي عليك أشوفك إذا كنت صاحية ولا كالعادة هلاقيك نمت ونسيت تطفي النور.
أومأت سمية وتحدثت بهدوء قبل أن تهم بالعودة إلى غرفتها
تمام يا حبيبتي تصبحي على خير.
خرج الطبيب من غرفة العمليات بعد مرور أربع ساعات قضاها في محاولة إنقاذ كريم الذي كانت إصابته خطېرة للغاية عكس ما كان يبدو عليها.
توجهت ميرڤت نحو الطبيب وهي تتساءل بلهفة
أرجوك طمني يا دكتور كريم عامل إيه دلوقتي
أجاب الطبيب وهو يخلع الكمامة والقفاز الطبي
الحمد لله إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه وقدرنا نسيطر على الوضع من غير ما نضطر لبتر الساق بس للأسف الطلقة أثرت بشكل سلبي على عصب حساس جدا.
رفعت ميرڤت حاجبيها وتساءلت بقلق وترقب منتظرة سماع الكلام الذي تعلم جيدا أنه لن ينال إعجابها
ابني وضعه عامل إزاي يا دكتور أرجوك قولي الحقيقة وبلاش تخبي عليا أي حاجة.
اتسعت عينا ميرڤت وشعرت بالحسړة على ابنها بعدما سمعت الطبيب وهو يقول
للأسف ابنك مش هيقدر يمشي على رجليه بشكل طبيعي زي الأول وهيقضي باقي حياته وهو بيعرج ده غير أنه مش هينفع يمشي فترات طويلة من غير ما يريح رجليه.
ذهب الطبيب وترك ميرڤت تبكي بحسرة على كريم الذي كان يعشق اللهو واللعب بالكرة في أوقات فراغه فهو لن يتمكن الآن من متابعة حياته مثلما كان يفعل في السابق وذلك بسبب الإصابة الغادرة التي تعرض لها.
ضحك رامز بشدة بعدما سمع وساما وهو يصف له تعبيرات وجه مهاب الذي كان يبدو كالعصفور المبلل أمام خطيبته.
توقف رامز عن الضحك وتنهد قائلا بأسف
أنا اللي صعبان عليا في الموضوع ده كله هي حبيبة لأنها إنسانة كويسة ومن الظلم أنها تتجوز بني آدم قذر زي مهاب.
هتف وسام يطمئنه بقوله
أنا مش عايزك تفكر في الموضوع ده خالص يا رامز لأن إحنا لو اتعاونا مع بعض وشدينا حيلنا فوقتها هنقدر نوقع عزام ومهاب وساعتها الجوازة دي مش هتتم وبكده ربنا هيكون نجى حبيبة من الحفرة اللي هي وقعت
تم نسخ الرابط