رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين

موقع أيام نيوز

فيها غير شغلي في الشركة والموضوع ده مفيش حد يقدر يساعدني فيه غيرك.
أشار سمير نحو نفسه هاتفا باستغراب
طيب إيه الموضوع ده وأنا إزاي هقدر أساعدك فيه
أخبره رامز بكل شيء متعلق بزواجه من داليا وأنها تركته عندما مر بمحڼة صعبة وحرمته من رؤية طفله الوحيد طوال السنوات الماضية.
شعر سمير بالأسف على ما حدث لصديقه وهتف بمواساة
إن شاء الله ربنا هيعوضك ويجيبلك حقك من البني آدمة قليلة الأصل دي.
هتف رامز وهو يضع فنجان الشاي على سطح المكتب
أنا بحاول الفترة دي أني أشوف ابني من غير ما هي تعرف وده لأني مش هقدر أرجعه لحضني من غير ما أخليه يحبني وياخد عليا.
قاطعه سمير بعدما فكر قليلا واستوعب الأمر كله
هو أنت عايز تقول أن ابنك متسجل هنا في الحضانة!
أومأ رامز بإيجاب فهز سمير رأسه بتفهم وتحدث بجدية
تمام أنا هساعدك في أنك تشوف ابنك هنا في الحضانة من غير ما والدته تعرف حاجة عن الموضوع.
شرب سمير القليل من فنجان الشاي الخاص به قبل أن يكمل حديثه
بص يا رامز الأطفال هنا في الحضانة بياخدوا أنشطة ترفيهية في أخر ساعتين يعني أنت تقدر تيجي قبل ميعاد الانصراف بتاعه بحوالي ساعة أو ساعة ونص عشان تقعد معاه هنا في مكتبي بس خلي بالك لازم قبل ما تعمل كده تكون واثق ومطمن أن ابنك مش هيقول أي حاجة لأمه عن الموضوع ده لأنها ممكن تعملي مشكلة كبيرة وتسوأ سمعة الحضانة.
نهض رامز وربت على كتف صديقه قائلا بامتنان
شكرا ليك يا سمير وأنا مش عايزك تقلق من نقطة نقل الكلام لأن على حسب ما فهمت الولد بېخاف جدا من مامته بسبب أسلوبها الشديد معاه في التعامل وهو أصلا هيستغل فرصة أن يظهر في حياته شخص يكون حنين عليه وهيكون خاېف أنه يخسر الشخص ده وعشان كده هو هيكون حريص جدا أن أمه متبقاش عارفة حاجة عن مقابلته ليا.
غادر رامز بعدما أخبر صديقه أنه سيأتي غدا في الموعد الذي تم تحديده حتى يلتقي بإسلام وقد نصحه سمير بأن يقوم بإحضار هدية للصغير حتى يطمئن له وتكون هذه بادرة لزرع الحب في قلبه تجاه والده.
طمنيني يا نادين وقوليلي أن فيه حاجة جاية في السكة.
تأففت نادين بضيق بعدما ألقت عليها والدتها السؤال الذي صارت تسأله لها بشكل مبالغ به في الآونة الأخيرة.
تحدثت نادين بانزعاج وهي تعيد بعض من خصلات شعرها عن وجهها واضعة إياهم خلف أذنها اليمنى
وبعدين معاك بقى يا ماما هو أنت كل شوية تسأليني إذا كنت حامل ولا لا!!
زفرت نادين بحنق وهي تتابع
أحب أقولك يا ماما أني مش حامل وأن ده شيء مش بإيدي ولا بإيد آدم دي مشيئة ربنا وإحنا مش هنعترض على حكمته.
ظهرت خيبة الأمل على وجه منى فشعرت نادين بتأنيب الضمير لأنها تسببت في تعاسة والدتها التي سوف تصاب پصدمة كبيرة إذا علمت أن ابنتها تتناول أقراص منع الحمل حتى لا تنجب من زوجها.
حاولت نادين أكثر من مرة أن تتغلب على ذلك الهاجس الذي يراودها دائما ويخبرها أن آدم ېخونها وسوف يقوم بتطليقها عندما يشعر بالملل منها ولكنها فشلت.
لم تكن نادين تريد أن تنجب أطفالا من آدم لأنها لا تريدهم أن يعانوا في حياتهم مثلما حدث معها أثناء طفولتها بعدما انفصل والدها عن والدتها وسافر للخارج ولم يسأل عنها وعن أخبارها وظل مقاطعا لها حتى وافته المنية في الغربة.
خرجت نادين من منزل والدتها وذهبت إلى بيت سمية التي رحبت بها بشدة ودعتها للجلوس قائلة بابتسامة
أهلا بيك يا حبيبتي أخيرا قررت تعطفي عليا وتزوريني!!
تجاهلت نادين جملة سمية وقالت
أنت عاملة إيه دلوقتي يا سمية واضح أن اقتراحي عليك بفكرة الدكتور النفسي جاب نتيجة كويسة.
أخفضت سمية رأسها ولم ترد فهي قد تحسنت بالفعل وصارت تنظر للحياة بنظرة إيجابية بعدما ذهبت إلى الطبيب النفسي على الرغم من شعور الضيق الذي تشعر به بسبب عدم استطاعتها الاڼتقام من مراد.
التزمت سمية بالصمت فهي لم يكن بإمكانها أن تفصح لصديقتها عن السبب في وجود تلك السعادة التي صارت تشعر بها في الآونة الأخيرة فنادين تعتقد أن الفضل في ذلك يعود للطبيب النفسي ولا تعلم أن الشخص المسؤول عن تحسن حالة رفيقتها هو رامز ابن خالتها.
شعرت سمية بالكراهية تجاه قلبها الذي بدأ يفكر في الحب مرة أخرى بعد كل ما حدث معها وليس هذا فحسب فقد وقع اختياره على رامز الذي صار يهتم بها ويرسل لها كثيرا من الرسائل النصية حتى يطمئن عليها كما أنها تعلم جيدا أنه هو الشخص نفسه الذي صار يرسل لها باقات الأزهار.
صحيح أنها اكتفت بمشاهدة الرسائل دون أن تجيب عليها ولكن مع مرور الوقت بدأ يعجبها هذا الاهتمام وصار يغزو قلبها رويدا رويدا حتى سقط في شړاك الحب وانتهى الأمر.
تحدثت سمية ووجهت لصديقتها سؤالا جعل لسانها ينعقد من شدة المفاجأة
هو أنت يا
تم نسخ الرابط