رواية وهم الفصول من التاسع للثاني عشر
المحتويات
شمس إلى منزلها وهي تبكي وجلست على أقرب كرسي صادفها ثم دفنت وجهها بين كفيها وارتفعت شهقاتها.
خرجت شقيقتها من الغرفة عندما سمعت صوت البكاء الحاد وتوجهت نحو شمس وهي تسألها بصوت ظهر به قلقها الشديد
مالك يا حبيبتي بټعيطي ليه
رفعت شمس رأسها وهتفت فجأة وهي تقفز من مكانها واقفة أمام شقيقتها
مفيش حاجة يا سمر أنا كويسة خالص.
أنت أكلت وأخدت دواك يا حبيبتي ولا لسة
أومأت سمر قائلة بهدوء
أيوة أنا أكلت وقولت لنفسي أنام شوية لأني مصدعة.
ربتت شمس على كتفها وابتسمت قائلة
تمام يا قلبي روحي ارتاحي شوية وأنا هبقى أصحيك عشان تذاكري.
ابتسم مراد بشدة بعدما تلقى اتصالا من أحد أصدقائه الذين يعملون في دول الخليج وقد أخبره صديقه أنه قد نجح في إيجاد وظيفة مرموقة من أجله وبراتب يعادل أضعاف الراتب الذي يتحصل عليه من عمله الحالي.
أنا مش عارف أشكرك إزاي يا رؤوف أنت بجد قدرت تعمل معايا معروف كبير عمري ما هقدر أنساه.
هتف رؤوف بجدية شديدة
أهم حاجة دلوقتي هي أنك تجهز الأوراق بتاعتك وتعمل جواز سفر وتظبط أمورك عشان أنت لازم تيجي تستلم الوظيفة في أسرع وقت ممكن وبالنسبة للكفيل بتاعك فأنا مش عايزك
زرعت كلمات رؤوف الطمأنينة في نفس مراد الذي عزم على تقديم استقالته من عمله الحالي بعدما ينتهي من تجهيز جميع الأوراق اللازمة التي يحتاج إليها من أجل السفر واستلام العمل الجديد.
هتف مراد بلهفة شديدة بعدما ابتعد قليلا عن مرمى نظر مديره في العمل
استمعت نادين خلال اتصالها بوالدتها إلى أخبار رامز وعلمت بما جرى معه ولم تشعر بالشماتة ولا بأي شيء عكس ما كانت تتوقع.
تذكرت عندما حزنت وتألمت بعدما تخلى عنها رامز الذي أحبته والآن حان الوقت الذي ينبغي عليها أن تشمت به ولكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك.
في هذه اللحظة وقعت عيناها على صورة آدم ولسان حالها يتساءل ترى يا قلب هل ستحب مرة أخرى بعدما دمرك من أحببت أم ستظل مجرد حطام متناثرة تحت أنقاض الحب الأول
دلف آدم إلى الشقة وهو يشعر بالضيق الذي انعكس على ملامح وجهه بشكل واضح للغاية جعل نادين تشعر بالدهشة وهي تتحدث بهدوء
كادت نادين تتوجه إلى المطبخ حتى تنفذ ما قالته ولكن أوقفها آدم بقوله
مفيش داعي تعملي أي حاجة يا نادين أنا هدخل أنام لأني تعبان وغير كده أنا مليش نفس للأكل.
توجه آدم إلى غرفته دون أن يضيف كلمة إضافية فهزت نادين كتفيها وهمست بخفوت
دي أول مرة أحس فيها أنه مخڼوق وملهوش نفس للأكل الظاهر كده أنهم اتوصوا بيه في الكلية بعد الأجازة اللي كان واخدها.
هب رامز واقفا وهو يصيح بانفعال شديد جعل والدته تشعر بالقلق لأنها تعلم جيدا أن ابنها يتصرف بعدم تفكير عندما يكون تحت تأثير إحدى نوبات غضبه
يعني إيه يا محسن الكلام ده! أنا اتصلت بيك عشان أقعد معاك ونحل الموضوع وأنت جاي تقولي بمنتهى البساطة أني لازم أطلق داليا!!
هتف محسن ببرود وهو يضرب ركبتيه بكفيه
يعني أنت عايزني أعملك إيه بالظبط يا رامز! أنا روحت اتكلمت مع داليا وهي مصممة على الطلاق ومش راضية تتراجع عن قرارها وأنا مقدرش أغصبها على حاجة هي مش عايزاها.
تحدثت إلهام بأسف موجهة كلامها لمحسن وهي تربت على كتف ابنها حتى يهدأ ولا يقوم بارتكاب أي حماقة
معلش يا محسن حاول تتكلم معاها مرة تانية وخليها تفكر في ابنها اللي هيفضل طول عمره محتاج لوجود أبوه جنبه زي ما هو محتاج لوجودها هي كمان.
قال محسن بعدم اكتراث وهو ينهض
حاضر أنا هتكلم معاها تاني وهحاول أقنعها بأنها تعيد النظر في موضوع الطلاق.
غادر محسن تحت نظرات أمنية التي كانت ترمقه بسخط طوال الجلسة لأنها تدرك حقيقة عدم اهتمامه بأمر انفصال داليا عن رامز التي يبدو من خلال تصميمها على فكرة الطلاق أنها وجدت الرجل البديل الذي سيجعل حياتها أفضل بكثير مما هي عليه الآن.
تمتمت أمنية بغيظ وهي تغلق الباب خلف محسن
روح يا شيخ ربنا ينتقم منك أنت وأختك أنا كان عندي حق لما قولت عليكم عيلة مقرفة وحقېرة.
عادت أمنية إلى غرفة الصالون ونظرت إلى شقيقها بحزن وهي تقول بنبرة آسفة على ما
متابعة القراءة