رواية وهم الفصول من التاسع للثاني عشر
المحتويات
أنا مظلومة ومليش دعوة بالشقة دي كل الحكاية أني روحت مع صاحبتي على أساس أنها شقتها وعايزاني أشوفها.
ضحك مأمون بشدة وتحدث من بين ضحكاته
طيب ما أنا عارف كويس أنك مكنتيش تعرفي أن الشقة مشپوهة وأن بثينة غفلتك وضحكت عليك.
نظرت له شمس بدهشة واتسعت عيناها پصدمة بعدما سمعته وهو يستكمل حديثه
أنا اللي خليت بثينة تكدب عليك وتفهمك أن أهلها اشتروا شقة جديدة وأنها عايزاك تشوفيها.
حرام عليك يا شيخ هو
أنا كنت عملتلك إيه عشان تعمل معايا كده!
استكملت شمس حديثها وهي تمسح الدموع المنهمرة من عينيها
آدم مش هيسكت على اللي حصل وهيعيش طول عمره يكرهك لما يعرف أنك لبستني قضية آداب.
ازدادت ضحكات مأمون قائلا باستخفاف فهو لا يخشى من فكرة إخبارها لابنه بكل ما جرى لأنه لديه الوسيلة التي ستجعل آدم ينقلب ضدها ولا يقف في صفها
صړخت شمس في وجهه بإصرار فهي لديها ثقة مطلقة بأن آدم لن يخذلها
آدم بيحبني وبيثق فيا ثقة عمياء وعمره ما هيصدق أني واحدة من إياهم ولما أقوله أن اللي حصل ده من تدبيرك هيقتنع على طول لأنه عارف أنك پتكرهني ورافض فكرة جوازنا.
كلامك فعلا مظبوط وأنا عملت حساب للنقطة دي وتعمدت أن البلاغ بتاع الشقة يوصل لمحمد ابن أخويا وهو بنفسه اللي عمل الكبسة وآدم يا حلوة بيعتبر محمد زي أخوه وعمره ما هيكدبه حتى لو انطبقت السماء على الأرض.
في هذه اللحظة انتبهت شمس إلى الاسم المكتوب على المكتب وعلمت أن الضابط الذي تركها تتحدث مع مأمون هو نفسه محمد ابن عم آدم وصديقه المقرب الذي يثق به أكثر مما يثق في نفسه.
بصي يا شمس أنا مش من مصلحتي أني أضرك كل الحكاية هي أني مش عايزك تكوني زوجة لابني ولو أنت وافقت على كلامي ده أنا هخرجك من القضية دي زي الشعرة من العجين.
اقترب منها مأمون خطوتين وهو يتابع بنبرة هادئة بعدما لاحظ أنها بدأت تفكر بشكل جدي في حديثه
مشكلتك يا شمس هي أنك بتفكري في نفسك بس ومش بتفكري في أهلك وأن الڤضيحة بتاعتك دي هتقضي عليهم وهتضيع مستقبل أختك اللي هي أصلا مشوهة بسبب الحاډثة اللي اتعرضت ليها من خمس سنين.
تمكن مأمون من إقناع محمد بفكرة براءة شمس عندما جعله يستمع إلى شهادة الفتيات الأخريات واللواتي أقررن بحقيقة أن شمس ليست منهن ولا يعلمن كيف وصلت إلى الشقة.
أشار محمد إلى صديقه بالدخول وإغلاق الباب خلفه وبالفعل قام وسام بهذا الأمر ثم لحق بمحمد إلى غرفة الصالون.
نظر وسام بحزن شديد إلى صديقه الذي يعتمد على كرسي متحرك يمكنه من الحركة داخل شقته حتى لا يشعر پألم حاد في ظهره وساقيه.
جلس وسام على الأريكة قائلا بنبرة حاول أن يجعلها تبدو هادئة ولكنها أظهرت مدى الحزن الذي يشعر به بداخله
ازيك يا محمد عامل إيه دلوقتي
ظهر القهر في ملامح محمد وهو يجيب
أنت متوقع يا وسام شعوري هيكون عامل إزاي بعد ما عرفت باللي حصل مع أختي اللي مكنتش قادر أقوم أروح أجيب حقها من طليقها وعيلته الواطية لأني واحد مريض وعاجز.
هتف وسام بتساؤل وهو يتطلع إلى حالة محمد المزرية
أنت ليه رفضت يا محمد على اقتراح أنك تجيب ممرض يساعدك بعد ما اعترضت على اقتراح أن أختك ومرات أبوك يقعدوا معاك في شقتك ويخلوا بالهم منك!
أجاب محمد بمرارة وهو يتذكر كلمات طليقته المهينة التي لم تفارق تفكيره
سمية فيها اللي مكفيها ومرات أبويا صحتها على قدها وهتبقى قلة ذوق مني لما أطلب منها تيجي تخدمني ده غير أن أنا الحمد لله قادر أعتمد على نفسي ومش محتاج مساعدة من أي شخص.
شعر وسام بالخجل من نفسه لأن الغرض الرئيسي من زيارته لمحمد هو رغبته في التحدث معه بشأن علاقته بهانيا فهو كان يريد أن يقنعه بالرجوع إليها مرة أخرى قبل انقضاء فترة العدة ولكنه تراجع وقرر ألا يقوم بهذا الأمر لأن شقيقته لا تستحق زوجا
مثل محمد بعدما كسرته وأهانته وهو نفسه لا يمكنه أن يسامحها على هذا الأمر فكيف
متابعة القراءة