رواية وهم الفصول من التاسع للثاني عشر
المحتويات
مراتك.
هزت أمنية رأسها نفيا وهي تقول بلهجة متهكمة
يهديها إيه بس يا ماما قولي ربنا ياخدها هي وأهلها اللي كل الناس بتشهد ليهم بالوطينة وقلة الأصل.
ڼهرتها إلهام بنبرة صارمة فهي ترفض أن تقوم ابنتها بالدعاء على أحد أمام عينيها
عيب كده يا أمنية قولتلك قبل كده أن ده مش أسلوب واحدة محترمة ومتربية.
نهضت أمنية وذهبت إلى غرفتها دون أن تنطق بكلمة إضافية فهي لا يمكنها أن تتمالك أعصابها عندما تستمع إلى سيرة داليا التي استغلت شقيقها في الوقت الذي كانت فيه حالته المادية على ما يرام وعندما ساءت أوضاعه بشكل مفاجئ تخلت عنه وكأنه حيوان أجرب وطردته من الشقة التي كتبها باسمها.
استغربت كثيرا من عدم رد زوجها وبدأت تبحث عنه قبل أن تنطلق منها صړخة مدوية عندما وجدته ملقى أرضا والډماء تحيط به من جميع الجوانب.
أخرجت هاتفها ونقرت بضع نقرات ثم هتفت من وسط صړاخها الهستيري وهي تشير نحو چثة زوجها
سقطت أرضا وأغشي عليها بعد وصلة صړاخ وصلت إلى الجيران الذين اقتحموا الشقة وصدموا مما شاهدوه.
أنت هتنزل أجازة إمتى يا مراد
ألقت سمية هذا السؤال مستغلة اتصال مراد بها حتى تعلم متى سيعود فهي لم تعد تحتمل أفعال حماتها وشقيق زوجها.
أجابها مراد بهدوء يتخلله بعض القلق الذي شعر به بعدما كررت سمية هذا السؤال وكأنها تنتظر عودته بفارغ الصبر حتى تتحدث معه في موضوع مهم للغاية
أومأت سمية قائلة بتفهم فهي تعرف جيدا طبيعة عمل زوجها وأنه يعاني كثيرا حتى يتمكن من توفير المال اللازم من أجل شراء شقة خاصة بهما
توصل بالسلامة يا حبيبي خلي بالك من نفسك وابقى اتصل بيا على طول وطمني عليك.
رأت سمية أنه لا ضرر من انتظار عودة زوجها قبل التحدث معه بما يشغل بالها وسوف تفعل المستحيل حتى تقنعه بضرورة استئجار شقة في مكان بعيد عن عائلته حتى لو اضطرت للعودة إلى العمل من أجل مساعدته في المصروفات.
أخبرت داليا والدتها بكل ما حدث وأنها رفضت بيع أي شيء من أجل مساعدة رامز فأثنت فوقية على تصرفها قائلة
كويس أوي أنك عملت كده اوعي يا داليا تغلطي نفس غلطتي وتبيعي حاجة من دهبك زي ما أنا عملت مع أبوك ولحد دلوقتي مش عوضني زي ما وعدني.
اطمني يا ماما أنا أنصح منك بكتير وعارفة كويس هعمل إيه عشان أفضل دايما عايشة حياة كويسة.
لوت فوقية شفتيها وهتفت بنزق
طيب وأنت ناوية تعملي إيه بقى الفترة الجاية يا ست ناصحة
ضحكت داليا بشدة بعدما رأت وجه والدتها المتحسر على شبابها الذي ضاع في حياة الفقر مع زوجها البائس.
رامز خلاص كان مرحلة في حياتي ووقته انتهى ودلوقتي جه وقت مرحلة جديدة.
شعرت فوقية بالريبة وهمست بخفوت
أنت ناوية على إيه بالظبط يا بنت بطني
ابتسمت داليا وهي ترد بنبرة ماكرة
اصبري شوية يا ماما وأنت هتعرفي كل حاجة في وقتها.
على الرغم من عدم انتهاء
فترة النقاهة بالنسبة لمحمد إلا أنه أصر على العودة إلى المنزل وعدم استكمال العلاج في المستشفى.
تمدد محمد على السرير بعدما وصل إليه بواسطة الكرسي المتحرك دون أن تساعده هانيا فهي لم تكن تطيق النظر إليه حتى تمد له يد المساعدة.
مر أسبوع على هذا الوضع حيث إن محمدا لا يزال مستمرا في تجاهل هانيا التي طفح كيلها واڼفجرت في وجهه صاړخة بعصبية
مالك يا أستاذ! قالب بوزك ليه على الصبح!
رفع محمد أحد حاجبيه قائلا ببرود
أنت عايزة مني إيه بالظبط يا هانيا هو أنا كنت كلمتك أو عملتلك حاجة عشان تقوليلي قالب بوزك ومش قالب بوزك!!
استكمل محمد حديثه بنفاذ صبر فهو لم يعد يطيق رؤيتها أمامه بعدما سمع كلامها القاسې في المستشفى
لو مش عاجبك الوضع اتفضلي مع ألف سلامة روحي بيت أبوك وريحيني وريحي نفسك.
استنكرت هانيا النبرة التي يتحدث بها خاصة وهي ترى أنها تتحامل على نفسها كي تتقبل وضعه ومن المفترض أن يكون ممتنا لها ولا تسول له نفسه ټعنيفها أو الصړاخ في وجهها بتلك الطريقة وكأنه سيد اشتراها من سوق الجواري
أنت إزاي تتجرأ وتكلمني بالطريقة دي!! مش كفاية عليا أني مستحملة منظرك المشوه اللي بيحسسني بالقرف ده غير أنك كل شوية محتاج مساعدة عشان تتحرك وبعد كل ده جاي تشخط فيا!
استكملت هانيا كلامها القاسې دون أدنى مراعاة لمشاعر محمد الذي تألم كثيرا على
متابعة القراءة