رواية طارق الفصول من الاول للسابع

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
أنهت مقالها الذي لاتعرف عدده فقد أرهقها العد كثيرا ما كتبت عن الفساد الذى تفشى فى المجتمع ولكن دون فائدة دائما ما تصل إلى نفس النتيجة من له سلطة ونفوذ دائما هو الرابح ولا يهم إن كان هو الظالم أم المظلوم فالعدالة عمياء بل إنها أصبحت دمية يتلاعب بها ذوي السلطات
زفرت بقوة تفكر فى مصير مقالها هل سيقبل به رئيسها أم سينهرها خوفا عليها كما يدعى يكمن ضيقها فى أنها رضخت لرغبته الأخيرة بعدم التصريح بأسماء من تهاجمهم ويكفى أن تشير إليهم من بعيد مجرد رموز و هم عليهم الفهم عملا بمقولة اللي على راسه بطحة 

ولكنهم يتصنعون البلاهة حتى لا يكشف أمرهم وهنا لا يضيع سوى حق المظلوم ويا للسخرية فهى أيضا تتخفى بقلمها مختصرة توقيعها نون أهو رضوخا لرغبة والديها لخوفهم عليها أم أنها تخشى هى أيضا ولكن ما الذى تخشاه.. فقدان عملها أم فقدان حياتها نفضت كل تلك الأفكار عن رأسها ما يهم الآن هو سعيها لنصرة الضعيف والسعى جاهدة لتحقيق العدالة ويوما ما تعلنها صراحة للجميع قلم نيرة نصار لا يخشى أحد
طرقت الباب ودلفت إلى داخل غرفة مكتبه تقابلها نظراته المختلطة ما بين ترقب وخوف خوفه عليها والذي تراه لا داعي له أم خوفه على مستقبل جريدته ألقت التحية صباح الخير يا ريس
ليردها بفتور المعتاد على الأمر صباح النور يا نيرة
ناولته المقال راجية ربها أن يقبله كما هو دون أن يطالبها بأي تعديلات تناوله منها متفحصا إياه ليهز رأسه علامة رضا ولكنه ليس الرضا السامى ليرفع رأسه إليها يعلن ما يدور برأسه انتى مذكرتيش أسماء فعلا بس واضح جدا مين المقصود بكلامك
أتنفجر به الآن أم تترك هذا الحل للنهاية حاولت تهدئة انفعالاتها لتجيبه يا فندم أنا نفذت رغبة حضرتك إني أحذف الأسماء بس حضرتك كده بتلمح انى أحذف المقال من الأساس ومش هقدر اعمل كده لانى مش هقدر اكتب غير اللى مقتنعة ومؤمنة به وعمرى ما هتحيز لأي رمز فساد في البلد
قاطعها قائلا أنا مقلتش تتحيزى انا بقول بلاش اندفاع الشباب دا خوف عليكى
إشتد بها الڠضب ليأتى دورها لتقاطعه حضرتك أنا مسئولة عن نفسي ومش خاېفة لانى واخدة صف الحق لكن لو حضرتك خاېف يبقى أنا ممكن أقدم استقالتي واشوف اى جريدة تانية انشر فيها بحرية ومن غير خوف
ألقت ما يجيش به صدرها دفعة واحدة دون اعتبار لأى شئ لم تنتبه إلى تماديها سوى عندما لاحظت الشرر يتطاير من عينيه مع خبطة يديه پعنف على المكتب أمامه ناهرا إياها الزمى حدودك يا نيرة واعرفى انك بتكلمى رئيسك
الآن أدركت تسرعها وتعترف أنها تمادت و تخطت حدودها وكما تحتم عليها أخلاقها فلابد من الاعتذار هدأت نبرة صوتها معتذرة له أنا آسفة يا أستاذ أحمد أنا فعلا اتماديت أنا كل هدفي اننا نقضى على الفساد في البلد لأنه انتشر عشان مفيش حد يقف قصاده بس الظاهر اني نسيت إنه زى السړطان بيتملك من الجسم لحد ما يقضي عليه عن اذنك
توجهت إلى المكتب لتأخذ مقالها لتلقي به فى سلة المهملات كما يفعل الفاسدين بالأخلاق لكن أوقفها صوته وقد بدأ يستعيد بعضا من هدوءه 
سيبى المقال يا نيرة واقعدي عايز أتكلم معاكى شويه
رضخت لرغبته فهى لم يعد لديها رغبة فى اثارة المشاكل اليوم تحولت نبرته إلى نبرة أب حنون يخشى على أحد ابنائه 
انتى بتفكرينى بنفسى زمان كانت روح الشباب مسيطرة عليا حاربت و اتحاربت وفى الاخر اتهزمت لأنى كنت بحارب لوحدى موصلتش لمكانى بسهولة اتهاجمت كتير اتهددت واتعرضت لمحاولات قتل شفت خوف اهلى ومراتي عليا وشفت خۏفي عليهم لو جرالي حاجة وسبتهم
شعرت بما يعتمل داخله من حزن وخوف ارادت أن تواسيه ولكنه قطع عليها المحاولة مستكملا حديثه 
أنا بقولك كده عشان لازم تعرفى إن كل اللى بتحبيهم هما نقطة ضعفك اللى أعداءك هيحاربوكى بيها عشان كده قلتلك خلي كلامك مستتر مش صريح واللى على راسه بطحة هيتعرف ويقع لوحده لما يحسس عليها أنا دلوقتى بكلمك كأب خاېف عليكى مش رئيس جريدة خاېف على نفسه أو على جريدته والمقال هيتنشر زى
ما انتى كتباه و مصيرك وحياتك فى ايدك انتى
تهورها تحول لغباء صبت جام ڠضبها على الشخص الخطأ يسدى إليها نصيحة خوفا عليها هى من اتهمته بخوفه على مصلحته شعرت بالحرج ونظرت إلى يديها التى تشابكت أصابعها معتذرة مرة أخرى 
أنا أسفة عاللى حصل منى يا فندم ووعد هعمل بكلام حضرتك فى مقالاتي الجاية
ظل كلام رئيسها يتردد صداه بعقلها طوال طريق عودتها للمنزل واضعة والديها ڼصب أعينها وخوفهما الدائم عليها والدتها دائما ساخطة من إلتحاقها بمجال الصحافة خاصة عندما بدأت تكتب فى قضايا المجتمع والفساد الذى تفشى به وتحاول إقناعها بالتوجه إلى الكتابة بمجال الفن وإن لزم الأمر فالمطبخ لا ضرر به أما
تم نسخ الرابط