رواية طارق الفصول من الاول للسابع
المحتويات
تكتف منه بعد عاشا معا ما يقارب الثلاثة اعوام فقط لم يعرف فيهم الحزن طريقا إليها كان سببا دائما فى سعادتها و مرحها ورسم الابتسامة على وجهها كان الشمعة التى تنير حياتها والان انطفأت رحل وتركها لبداية أحزانها تاركا طفلته التى يفصلها عن إتمام عامها الثاني أربعة أشهر وعندما وصلت بتفكيرها إلى طفلتها التى فقدت والدها قبل أن تحين لها الفرصة أن تنطق باسمه ازداد بكاؤها وفى نفس اللحظة تهادى إليهم صوت بكاء الصغيرة يعلو من غرفتها معلنا استيقاظها من نومها كأن كل واحدة تعلم ما يدور بمكنون الأخرى فكلتاهما تعاني من الفقد
وبعد رحيل جميع النساء ظللن بجوارها يجبرنها على تناول بعض الطعام حتى تستطيع أن تقف على قدميها من أجل طفلتها كانت تنفذ طلباتهم بآلية كأنها جسد لا روح فيه بعدما إنتهت من طعامها اصطحبت طفلتها إلى غرفتها محتضنة إياها تستمد منها الأمان الذي افتقدته بۏفاته دموعها تجري أنهارا على وجنتيها لا تستطيع استيعاب ما تمر به إلى الآن تفكر فيما تخبئه لها الأيام
أجابه طارق بشرود أبدا مفيش
سأله هاني إنت اتكلمت مع ندى
زفر طارق مجيبا إياه لسه جوز صاحبتها اتوفى وطبعا راحت لصاحبتها ومعرفناش نتقابل
صړخ به طارق أنا خلاص قررت ومش هرجع في كلامي أنا هفاتح ندى فى الموضوع وهى ليها حرية الاختيار
بدا الڠضب جليا بصوت هاني بس إنت كده تبقى بتظلمها
شرد طارق قليلا يفكر بكلامه ولكنه سرعان ما أجابه لا طبعا أنا كده بخيرها يعنى مش هجبرها على وضع معين
تنهد هاني فهو يعلم أنه لا فائدة
رحل هاني وترك طارق غارقا بتفكيره ولكنه ظل يقنع نفسه بأن ما سيفعله هو الصواب
تعالى رنين هاتفها فسارعت إلى إغلاق صوته حتى لا يزعج من ظننتهم غارقات في النوم بجوارها أجابت بصوت هادئ تلك الممرضة التى تطالبها بسرعة حضورها إلى المشفى لحاجتهم إليها بغرفة العمليات.
لتجيب الأخرى سريعا دليل استيقاظها ماشى يا نسمة روحي انتي شغلك يا حبيبتى وأنا هفضل هنا مع نور أنا وندى و هاخد اجازة من الشغل
نظرت نيرة الى هاتفها فوجدت الساعة تخطت الثانية صباحا بثمان دقائق فخاطبت صديقتها التي كانت تهم بفتح الباب خدى بالك من نفسك يا نسمة
كانت تقف وحيدة يحيطها السكون المخيف أكثر ما تكرهه بعملها هو اضطرارها إلى الخروج في أوقات لا تناسب
كثيرا ما كانت تطلب من والدها اصطحابها ولكن إن اتصلت به الآن ليأتى لإيصالها ستتأخر على عملها
تعالى رنين هاتفها مرة أخرى فأجابته ايوه يا أمل جاية فى الطريق
فقد كانت هذه الممرضة تؤكد عليها ضرورة حضورها
انتظرت مرور سيارة أجرة وعندما فقدت الأمل قررت أن تسير لأول الشارع علها تجد مبتغاها سريعا
كانت تتلفت حولها خائڤة من السكون الذي يلفها ولكنها كانت غافلة عن من لمحها وترصدها لتشعر فجأة بمن يكتفها ويكمم فمها لتغيب عن الوعي دون إرادة منها
الفصل الثالث
استيقظت نور فزعة من نومها رأته بأحلامها يذهب بعيدا يؤكد لها أنها لن تراه ثانية وجدت الدموع طريقها إلى عينيها مرة أخرى وأيقنت أن هذا هو حالها فمن اليوم لن تحظى بنوم هانئ طبعت قبلة رقيقة على وجنة صغيرتها التى تحط فى سبات عميق بجوارها تركت فراشها وقامت لتتوضأ لتركع بين يدي ربها تتضرع إلى الله أن يربط على قلبها ويلهمها الصبر والسلوان
خرجت من غرفتها لتجد صديقتها نيرة تجلس على الأريكة تمسك بهاتفها وكأنها تحاول الاتصال بشخص ما هزة قدميها المتوترة و لعناتها التي تصبها بصوت خفيض ومظهرها القلق أنبأها بأن هناك کاړثة تلوح في الأفق اقتربت منها ملقية عليها تحية الصباح صباح الخير
انتفضت نيرة عندما سمعت صوتها واقتربت منها تطمئن عليها صباح الخير يا نور عاملة إيه دلوقتي
تنهدت نور وخرج صوتها حزينا هعمل إيه! خلاص هحاول أتأقلم على حياتى من غيره
ربتت نيرة على كتفها وحينها لاحظت نور ارتعاشة كف يديها التى تصاحبها عند شعورها بالقلق فسألتها ندى ونسمة فين
نيرة بتوتر نزلو على شغلهم معرفوش ياخدو أجازة
نور بتعجب مالك يا نيرة أنا حاسة إنك قلقانة ومتوترة هو في إيه بالظبط
ارتبكت نيرة فبم ستجيبها يكفى ما هى به الآن وأمام إصرار صديقتها صرحت بها نسمة مختفية خرجت الساعة 2 طلبوها فى المستشفى بس موصلتش و تليفونها مقفول
متابعة القراءة