رواية طارق الفصول من الاول للسابع

موقع أيام نيوز

أول من يقف بجوارها فى محنتها ألقى عليهم السلام وحانت منه التفاتة تجاه النائمة بعمق بتأثير إبرة المهدئ ثم عاد بنظره إلى والدها كنت عايز أتكلم مع حضرتك يا عمي
لاحظ منصور التوتر البادي على خطيب ابنته وتوقع ما سيحدثه بشأنه خير يا أيمن! 
نظر إلى الارض يعبث بالحلقة الفضية التى تحيط إصبعه انتزعها يعلنها صراحة أنا آسف بس مش هينفع نكمل مع بعض مش هقدر اتعايش و اعدى اللى حصل
لم اختار القدر أن تستيقظ فى ذلك الوقت هل لتستمع إلى تخليه عنها بأذنيها أم لتدرك أن الجراحة الماهرة قد أصيبت بطعڼة في قلبها وتحتاج إلى من يداويها
الفصل الرابع
وقف حازم أسفل منزل نسمة لليوم الخامس على التوالي تقوده قدماه يوميا إليها لزيارتها لكنه يتراجع فى اللحظة الاخيرة تصادف وجوده خارج المشفى فى اليوم التالي للحاډث ليراها تخرج مستندة إلى صديقتها ووالدتها ووالدها ينتظرهم بالسيارة يحمد الله على تواجده بذلك الوقت فور انطلاقهم تتبعهم بسيارته ليعرف عنوان منزلها شيء ما يجذبه إليها يعلم أنه ليس شعور الشفقة ويأبى الاعتراف بما يصرح به قلبه أتخذ قراره اليوم ترجل من سيارته حاملا باقة من الزهور وتوجه إلى حارس البناية يسأله عن الدور الذى تقطن به
مر ما يقارب الأسبوع ولم يتغير شئ بحالة نسمة صامتة لا تتحدث مع أحد تستيقظ فزعة
من نومها تراودها الكوابيس وتؤرق مضجعها كانت تخشى النوم لكي لا تراهم مجموعة ذئاب يحيطون بها يريدون التهامها ليأتي هو من الظلام ليبعدهم عنها أو ربما ليقودهم.. لا تعلم لا تتبين ملامحه.. أهو ليث شجاع أم ذئب مخادع كل ما تدركه هو أن عليها الهروب و أولى خطوات هروبها هى إصرارها على الخروج من المشفى فى اليوم التالى كانت تخشى نظرات زملاءها والممرضات إليها تلمح شعور الشفقة والعطف فى أعين البعض ونظرات شامتة في أعين البعض الآخر رفضت التحدث إلى الطبيب النفسي كما رفضت عمل محضر رسمي بالحاډث لمعرفتها التامة بطريقة تفكير المجتمع العقيمة رفضت التعامل مع جنس الرجال حتى والدها تتعمد تجنبه فقدت الثقة بكل من حولها حتى أنها فقدت الثقة بنفسها لو لم يكن الله حرم الاڼتحار لكانت الفكرة التى تراودها قيد التنفيذ فما كان بيدها سوى الدعاء إلى الله ليأخذ روحها ويريحها من عڈابها
جلس منصور شاردا بحال ابنته وما وصلت إليه يلوم نفسه على عدم حمايتها ولكنه يعلم أن الأمر ليس بيده يرى بعينيها نظرة مبهمة إليه لا يعلم أهي تلومه على عدم حفاظه عليها أم تتهمه بأنه من جنس الرجال أم تتوسله أن يضمها بأحضانه لتخرج شحناتها السلبية أتت إليه زوجته جلست بجواره واطلقت تنهيدة حزينة بردو مرضيتش تاكل ولا عايزة تتكلم هنعمل إيه يا منصور هنسيب البنت تضيع مننا 
نظر إليها بأعين دامعة وصوت خرج متحشرجا ما هي ضاعت وأنا أبوها سندها فى الحياة مقدرتش احميها يا شمس
ربتت على كتفه محاولة مواساته دا قدر ومكتوب واللى حصل حصل بس لازم نساعدها تنساه وترجع تقف تاني على رجلها إوعى تحسسها إن اللى حصل دا ذنبها لازم نبقى اقويا قدامها عشان نعرف نقويها
نظر إليها متعجبا من صلابتها انتى كده إزاى انتى معانا قوية وعايزانا ننسى ولما تكونى لوحدك بسمعك بتعيطى وتدعى ربنا يكملها معاها بالستر
اجهشت بالبكاء عشان بنتك لازم تقوى مش لازم تتكسر وعشان دا يحصل لازم تشوف دا فى عينينا لازم تتأكد إنها هتفضل دكتورة نسمة اللى كلنا هنفضل فخورين بها لازم تتأكد اننا جنبها ومش هنتخلى عنها زى ايمن ما عمل إحنا لازم نكون مصدر قوتها 
قاطعهم صوت جرس الباب فتوجه إليه منصور لفتحه ليطالع شاب فارع الطول وسيم الملامح له شارب خفيف وذقن نامية يحمل باقة من الزهور تزين ثغره ابتسامة خفيفة ويظهر على محياه التردد والخجل
بادر حازم بإلقاء التحية السلام عليكم 
شرد منصور بملامحه يعلم أنه قد رآه من قبل ولكنه لا يتذكر رد التحية وعليكم السلام مين حضرتك 
عذر حازم عدم تذكره إياه فهو لم يراه سوى مرة واحدة ولم تتعد مدتها الخمس دقائق قام بتذكيره بنفسه أنا حازم إحنا اتقابلنا فى المستشفى أنا اللى نقلت دكتورة نسمة للمستشفى يوم. 
ولم يرد التكملة و الذكرى آلمته كما آلمت والدها رحب به ودعاه للدخول ايوه افتكرتك اتفضل يا بني 
جلست ندى بغرفتها حالتها النفسية تزداد سوءا مر أسبوع على انفصالها عن طارق الذي لم يكلف نفسه عناء الاطمئنان عليها كل ما فعله هو مجرد اتصال هاتفي طالبا رؤية والدها بعيدا عن المنزل وفي هذه المقابلة أنهى كل شئ كأنها باعلانها رغبتها عدم رؤيته إياه قد أطلقت سراحه من سجن دفين ترى الحزن بأعين والديها وفرحتهم المنكسرة يكفي ما يتحملاه من عناء إجابة أسئلة الفضوليين عن سبب عدم إتمام الزيجة ولكنها قررت أن تترك كل شئ وراء ظهرها وتلتفت إلى مستقبلها لتعود ندى القوية مرة أخرى
تم نسخ الرابط