رواية جامدة قوية الفصول التاسع ةعشرون والثلاثون

موقع أيام نيوز

الفصل_التاسع_والعشرون
.....
تسمرت قدماه في تلك اللحظه وهو ينظر لها بغير تصديق
شعر ان قلبه توقف للحظة وعاد ينبض من جديد
تنفس بإضطراب وهو ينظر اليها بقوه وذهول وصدمه والكثير والكثير من المشاعر المبعثرة التي لا يستطيع ابدا أن يعدها
عيناه تخترق روحها 
يتفحصها مرارا وتكرارا بغير تصديق 
رفضا أن يصدق فيتألم مره اخرى

رافضا تصديق انها هنا
هل هي هنا
سؤال تردد وتردد بداخله
خائڤا من الاجابه 
لكنه يريدها وبقوه
اضطربت عيناه بتشتت اكبر وهو يردد
هل يتوهم 
هل يتخيل 
اغمض عيناها بقوه وعاد ليفتحهم من جديد 
وهو يهمس لنفسه
هل وصل به الامر أن يهذي بتلك الطريقة
ان يهذي ويراها بقلبه ناسيا انه لا يكفي
هو يريدها في ارض الواقع 
لا يريد تخيل هو لا يريد سوا الحقيقه فقط 
ام أن
ام أن ما يراه ليس بخيال بل مجرد حقيقه 
مجرد واقع 
وهناك أمامة تجلس فيروزة ارضي تضم امه الى صدرها
فيروزه هنا 
فيروزة هنا
ظل يرددها في عقله لعله يصدق
وبعد عده ثواني من الصدمه 
صدق 
فيروزة هنا 
فيروزه هنا بحق
وهنا وفي تلك اللحظه تحديدا
اختفت الأصوات 
خفتت وخفتت واختفت تمام
كغرفه فارغه لا يوجد بها احد 
اختفي كل شي 
صوته وصوتها 
حتي صوت أمه
لم يبقي سوا صوت انفاسه الهادره المتوتره والغير مصدقه 
وقلبه الثائر العاشق لتلك المراه التي امامه
فيروزة 
والاسم يكفي 
حبيبته وامرأته هنا 
هنا أمامة
واخيرا 
نقل عيناه بشوق لم ولن يقدر علي إخفائه ابدا
وهو يتفحصها بدقه وحب
لم يهتم لاي شي في تلك اللحظه
سوا انها هنا 
هنا فقط 
فيروزة امامة بشحمها ولحمها
والاهم بروحها 
ووقلبها
فجأه وبدون مقدمات اصبحت هنا
شقت ابتسامه ساحره وجهه المتعب 
وهو يتاملها 
نسمات الهواء تداعب وجهها المحبب إلى قلبه 
وخصله صغيره تحررت من حجابها فأصبحت تتحرك علي وجهها بتحرر
عيونها المتسعة والغير مصدقة وجوده من الاساس
ووجنتاها المحمره بتلك الحمرة الخفيفة ولولا تدقيقه بوجهها لما راها 
وفي تلك اللحظة
لم يعد يري سواها 
ولم تعد تري سواه
صمتت الألسنة
وتحدثت العيون
انتهى الكلام قبل حتى أن يبدأ
فما حاجه الكلام في تلك اللحظة
لحظه اللقاء وما اجملها بل واروعها
شعر في تلك اللحظه انه يضمها 
ليس بجسده
بل بقلبه 
يضمها بعينه يضمها بقوة يريد دسها في قلبة 
وسيكون هذا اكثر من كافي
ابتسم اكثر 
وهو يردد
لا شئ مهم
ف الاهم أن فيروزة هنا 
هنا أخيرا
وبعد طول انتظار
.....................................
...................................
اما هي لم يكن حالها افضل منه ابدا
بل كانت أكثر منه بكثير
فالصدمه الجمت لسانها 
بل وعقدته بألف عقدة معقدة 
وهي تتفحصه بغير تصديق 
وعيون تلمع وتلمع بعشقه 
تدقق النظر في كل انش من ملامحه 
تحفظها عن ظهر قلب
تحفظ تلك الصور
بل وترسخها بقلبها قبل عقلها
فلا تدري متي سيكون لقائهم القادم 
ربما بعد شهر اثنين ثلاث 
أو سنه 
وربما سنوات 
لا تعلم ولا تريد ان تعلم
ربما المره القادمه يكون مرتبط
او
متزوج
متزوج بأحد غيرها
إمرأه اخرى تحبه وتغدقه بحبها وحنانها ودلالها
إمرأه اخرى تصبح زوجته وحبيبته وكل حياته 
صفحه جديده بحياه لن تكون بها ابدا !!
وربما يكون
اب 
اب لطفل صغير جميل ولطيف يشبهه
اب لطفل غير طفلها
ستكون حياه جديده وسعيده
تجمعت الدموع في عيناها وهي تشعر بقلبها ينهار 
ېتمزق إربا إربا
يتحطم 
تشعر انها تذبح
تذبح بدماء بارده
هي لا تريد
لا تريد ان ترى تلك اللحظه
لا تريد ان تراه 
لن تتحمل 
الم يكفيها عڈاب !
الم يكفيها فقدان!
الم يكفي إلى الان !
تجمعت في عيناها تلك الدمعات الخائڼه
اغمضت عيناها تمنعها من النزول بقوه
وهي تردد في داخلها 
لم يكن نصيبها 
لم يكن يوما 
لم يكن مقدر لها 
وواست نفسها انها رأته قبل فراقها
رأته بعد كل هذا 
فدعائها تحقق اخيرا 
وهي تري عبدالرحمن يقف امامها 
حقا هو أمامها 
وأخيرا تحققت 
تلك الدعوه التي دعتها في كل صلاه 
وهي فقط ان تراه 
وها هو يقف امامها بمظهره الخاطف لأنفسها وروحها واخيرا لقلبها
وسيم رغم شحوب وجهه والارهاق البادي عليه
وطلته المميزه القريبه لقلبها مهما ارتدى من ملابس 
تراه الأوسم دائما وابدا
تراه الأكثر جاذبيه 
لطالما رأته هكذا 
نقلت عيناها لعينيه وهي تراه يحدق بها بقوه 
لم تستطع ازاحتها
كانه يجذبها اكثر واكثر كلما ارادت الفرار والهروب يعيدا
الهروب من تلك المشاعر 
من ذاك القلب 
من هذا الحب 
لكنه يعود ويجذبها
كالمغناطيس 
حاصرها بعينيه اللامعه المحبه 
كما حاصرها قبلا بقلبه وروحه 
كم تحبه بل تعشقه
وكم تتألم 
فحبه مؤلم
وليتها لا تتألم 
.................................
...............................
افاقت فيروزه علي صوت نداء ام عبد الرحمن المتعبه وبشده وهي لا تستطيع التنفس بشكل جيد
تحاول التقاط انفاسها بتعب وارهاق شديد بادي علي وجهها
فقالت بسرعه وخوف وهي يرى ملامحها الشاحبه الخائفه ومحاولتها للتنفس ووجهها يتصبب عرقا عبد الرحمن
عبد الرحمن الحق طنط
افاق الاخر من شروده واندفع يركض بسرعه وصدمه نحو امه الراقده ارضا يهتف بړعبماما
ماما 
ايه الي حصل
ماما ردي عليا 
سمعاني 
ماما انتي سمعاني
قالها وهي يمرر يده علي وجهها يحاول ان يفهم ما بها
واكمل بهلع وصړاخفيروزة اطلبي الاسعاف بسرعه 
وهاتي اي ريحه من جوه 
قالها وهو يضم أمه لصدره بقوه وخوف يزيداد مع مرور كل دقيقه 
وكان الوقت لا يمر
انطلقت فيروزة تطلب الاسعاف
وتاتي بالعطر لتفيقها
لكن الاخره فقط تبكي
وعبد الرحمن المړتعب ېخاف ان يحركها فتتاذي مضطر ان ينتظر وصول الاسعاف 
يتفحصها بدقه يحاول ان يفهم ما حدث
وما اثار خوفه ورعبه
بكاء امه الذي ازداد يعلو ويعلو
وهمسها بتعب واعياء والغثيان يداهمها بقوه دايخه 
الحقني
مش قادرة 
قالتها وهي تتحس صدرها بقوه 
اتسعت عيناه بړعب وهو يسمع الي هسمها المتعب 
تلك الهمسات كانت قادره علي رسم أفظع السيناريوهات بداخل عقله في تلك اللحظه 
وهو يتخيل ان يكون أصابها مكروه لا قدر الله 
وظل يلوم نفسه 
هو السبب 
هو السبب 
انزلقت تلك الدمعه من عينه
وهو يتخيل ان يفقدها 
فجأه بدون مقدمات 
ترحل
تم نسخ الرابط