رواية رومانسية اجتماعية الفصول من الاول السادس

موقع أيام نيوز

رأى حمدى فهو حقا بحاجة للمساعدةقرر يحيى أن يكمل الطريق برؤية حمدى عليه أن يسافر ويقابل طبيبه النفسي كما أنه سيعود لاحضان امه الدافئة بالطبع لن يعلمها بشئ لكنه سيرتمى بين ذراعيها فضمتها هى المسكن الوحيد الذى يفلح دائما فى وأد ألامه
هل حقا لازالت لديه فرصة للحياة كما يصر حمدى أن يردد على أذنيه بإستمراربقدر ما يحتاج
الإنسان للأمل بقدر ما يرتعب إذا شعر أن أمله قد يكون كاذبا لان النهاية وقتها ستكون حتمية
بعد ساعات قليلة تقابل حمدى ويحيى فى ردهة المشفى
حمدى يحيى انت فين يا عم خرجت ليه كنت ارتحت النهاردة كمان 
يحيى بإبتسامة حقيقة افتقدها حمدى انا كويس اوى يا حمدى الحمدلله قلت انزل العيادات يمكن تكون في حالة ولا حاجة
حمدى بمزاح حالة مرة واحدة انت عاوز حالتين فى أسبوع واحد فى المنفى ده
يحيى يمكن يا اخى علفكرة البلد هنا كده فى الشتا بس اول ما يبدأ الصيف بتتملى ناس علشان البحر
حمدى اما نشوف هو يعنى الصيف هيروح فين 
يحيى عندك حقبقولك لما تيجي تنزل المرة الجاية عرفنى قبلها علشان انزل معاك 
حمدي بجد يا يحيى هتنزل إجازة 
يحيى أيوة يا حمدى هنزل واجرب الى قلت عليه يمكن انت صح 
احتضن حمدى صديقه بفرحة والله يا يحيى ربنا هيهعوضك خير
ربنا_ كم يخجل من ربه 
بينما يتحدثان قاطعهما صوت غاضب يصدر عن إحدى العيادات انا مش عارف ايه الإهمال ده انتو ناس مش طبيعين ايه معندكمش رحمة
توجه حمدى ويحيى لاستطلاع الأمر فوجدا أحد الأطباء حديثى التخرج وطفل يرقد فى اعياء شديد لا يتجاوز عمره الأربعة أعوام بينما تقف لجواره امرأة بيضاء طويلة نسبيا ترتدى فستان رقيق ينم عن ذوق رفيع وحجابها الكبير يغطى الجزء العلوي من جسدها تماما مظهرها لا ينم ابدا عن الإهمال الذي يصيح الطبيب متهما إياها به 
تدخل حمدى فى ايه يا دكتور
الطبيب بإحترام والله يا دكتور انا تعبت من الناس دى كل واحدة جايبة طفل سيباه لما قرب ېموت إهمال مش طبيعي ولا كأن الاطفال دول ولادهم 
هو فعلا مش ابنى نطقتها بهدوء جعل الجميع يلتفت إليها فأردفت بنفس الطريقة حضرتك مش مدينى فرصة اتكلم زى ما تكون ما صدقت علشان تزعق 
نطق يحيى للمرة الأولى منذ دخوله حضرتك بتقولى أنه مش ابنك بس حتى لو ده مش سبب علشان تسيبوه يوصل للمرحلة دى
نظرت له درة وقالت ايوه كلام حضرتك مظبوط بس حقيقي الولد اتدهور بسرعة كبيرة هو عندى فى الحضانة ومامته جابته الصبح كان دافى وكسلان ولما قلت لها أن الولد تعبان تروح بيه احسن اترجتنى وقالت لو غابت عن شغلها هتتجازى ومتقدرش تاخده معاها قعدته فى مكتبى لانى خفت يعدى زمايله ولما اطمنت على شغلى جبته وجيت والدكتور زعلان لانى مش عارفه تعب امته ولا اشتكى من ايه
شعر الطبيب بالحرج ونظر له يحيى معاتبا ميصحش يا دكتور تكون مندفع كدة احنا شغلنا نعالج الناس مش نحاسبهم 
الطبيب انا شكيت أن الولد عنده جدرى وكنت عاوز أتأكد من الأعراض الأوليةانا اسف يا مدام
لم تنتبه درة لاسفه وسألته بلهفة جدرى حضرتك متأكد
الطبيب ده تشخيص مبدئى محتاجين نحجز الولد وحضرتك للاسف مش هتقدرى تمشى من هنا الا لما نتأكد هو عنده ايه ولو لا قدر الله عنده جدرى لازم اخواته ومامته وباباه يكونوا هنا 
حمدي خلاص يا دكتور اتفضل شوف شغلك والمدام هتستنى هنا 
نظر لدرة وقال حضرتك ده إجراء وقائي لمنع انتشار المړض ياريت تتصلى بأهله يجو هنا 
هزت رأسها بتفهم أيوة يا دكتور فاهمة بس حسين مالوش اخوات ووالده متوفى مفيش غير والدته ومفيش وسيلة اتصال مباشره بيها 
يحيى يعنى ايه حضرتك قلتى حضانة يعنى سجلات واوراق
درة تمام قلت فعلا بس حسين حالة إنسانية مش متسجل فى الأوراق ووالدته بتشتغل عاملة نظافة فى مصلحة حكومية يعنى ملهاش فى الموبايلات والكلام ده كويس اوى أنها قادرة تصرف عليه 
حمدي يعنى حضرتك متقدريش توصلى لها 
درة لا طبعا اقدر بس الدكتور قال إنه تشخيص مبدئى مفيش داعى افزعها لكن لو لا قدر الله اتأكدنا أنه مصاپ ممكن اجيبها هنا فى ربع ساعة
لم يستطع يحيى أن يخفى إعجابه بتفكيرها المنظم بينه وبين نفسه
تم نسخ الرابط