رواية كاملة جديدة الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

 
_ استغفر الله العظيم ماشى يا أسيد ابقى طمنى بالله عليك لاحسن انا مش حامل توتر اعصاب تانى
رتب على كتفه بنظرة دافئة وأنطلق الى خارج المستشفى مهرولا ..............

ساعات محدودة وكان يقف بسيارته امام باب المستشفى ليترجل منها ويقود خطواته السريعة نحو الداخلة متجها الى الطابق التى تكمن به بعد أن سأل عن اسمها فى الاستقبال .. وضع يده على المقبض وهم بفتح الباب فوجد الطبيب يخرج من الداخل فوقف يتحدث معه كالاتى  
_ خير يادكتور طمنى انا ابن خالها
بلطف جلى وإبتسامة مشرقة ممتزجة ببعض المزاح  
_ اهدى طيب مفيش حاجة تستدعى القلق ده كله هى كويسة اوى الحمدلله هو حصل معاها كده بس لانها اهملت فى علاجها ومكنش معاها وقت الازمة
فغر مقلتيه بذهول وهو يجيبه بعدم فهم وأستيعاب  
_ أزمة ايه بظبط يادكتور معلش فهمنى
تحولت نبرة الطبيب الى الجدية وبعض الحزن  
_ واضح انك متعرفش هى عندها مشاكل بسيطة فى القلب وبسببها بيجليها ضيق تنفس حاد بيأدى للاغماء انا معرفش لو هى متابعة مع دكتور مقالهاش تعمل عملية ليه لانها حاجة بسيطة لو عمليه هتنهى عليها خالص ومش هتكون خطړة وممكن يكون الدكتور قالها وهى رفضت
أغمض عينه بتأثر على تلك المسكينة وهو يتأفف بخنق مجيبا  
_ تمام يادكتور شكرا كده كده انا هاخدها عند دكتور تانى ولو قالها فى عمليه او حاجة هخليها تعملها
_ تمام جدا الف سلامة عليها
ودعه بإبتسامة شبه متصنعة وفتح الباب ليدلف لها كانت مستلقية فى فراشها نائمة كالملاك قد بدأ يظهر على وجهها الشحوب مجددا جذب أحد المقاعد وجلس امامها يتفحص ملامح وجهها المرتخية وانفاسها شبه المنتظمة ! ملامحها بشرتها البيضاء شفتيها التى برغم حالتها لم تفقد لونها الوردى الجميل لوهلة شعر بها زوجته لشدة تشابههم فى الشكل وبعض الصفات العناد الرقة تلك الإبتسامة التى كانت تجعله يرفرف جناحيه فى السماء عندما يراها على ثغر زوجته حساسيتها المفرطة تجاه اى شخص غريب كطفل صغير يخشى الاقتراب من الغرباء .... بدأت تحرك جفنيها تستعد للاستيقاظ وضعت يدها على قلبها وهى تصدر تأوها شديد فهتف هو بهلع  
_ ملاك انتى كويسة ملاك !
فتحت جزء بسيط من عيناها لترى صورته ضبابية وهى تلفظ انفاسها من بين شفتيها بصعوبة شعرت انها ستلفظ انفاسها الاخيرة فى تلك اللحظة وضعت يداها المرتجفة والباردة بشدة على يده هامسة بعدم وعى لم تلفظه  
_ أسيد خليك جمبى ابوس ايدك
نظر الى يدها بدهشة بسيطة وسرعان ما وضع كفة يده الاخرى فوقها وهو يرتب عليها قائلا بلطف جميل  
_ انا جمبك ياملاك ثانية هروح انده الدكتور
ذهب وجلب الطبيب فورا وبعد اجراء الفحص كانت هى تعود لتنفسها بطبيعية ليقول الطبيب باسما  
_ هاا يا مدام ملاك بقيتى كويسة دلوقتى
بصوت ضعيف يكاد لا يخرج  
_ الحمدلله يادكتور هو انا امتى اقدر اخرج 
_ مستعجلة كده ليه بس لو عايزة تخرجى مفيش مشكلة بس متهمليش علاجك ياريت وكمان تشوفى الدكتور اللى متابعة معاه لو قالك على عملية تعمليها بأقرب وقت ياريت لانك انتى شايفة وضعك ازاى
رأت نظرة أسيد لها التى تنم عن نفس غاضبة ومتضايقة فهتفت بتوتر بسيط  
_ أن شاء الله يادكتور انت عارف العملية بتحتاج ف.......
قاطعها بصرامة ونبرة رجولية وهو يجيب الطبيب  
_ متقلقش يادكتور لو فى عمليه هتعملها فى أقرب وقت
إبتسم الطبيب ثم ودعهما وأنصرف فجلس هو على الاريكة الصغيرة وهو يحدق بها بنظرات قاټلة تحاول هى تفادى تلك النظرات المريبة بالنسبة لها فهتفت منفعلة قائلة  
_ بتبصلى كده ليه مكنش قصدى على فكرة اخبى عليك انت وريان بس قولت ملوش لزمة اقولكم يعنى اذا كان جوزى كان بيدينى فلوس العلاج بالذل والاھانة وبيرميلى الفلوس فى وش فمرضتيش احس بالشفقة من ريان وخبيت الموضوع ده مفيش حد يعرف غيرى اساسا
صاح منفعلا فى أستياء  
_ وانتى بتشبهينا بال ده ياملاك الموضوع مفهوش شفقة ولا غيره ده موضوع مينفعش نتأخر فيه وكل ما نتأخر فيه هيكون فيه خطړ على حياتك
أشاحت بوجهها وهى تجيب بمرارة  
_ ومين قالك اصلا انى فارقة معايا حياتى ده المۏت راحة ولله على اى حال انا هشوف الدكتور وأن شاء الله ميقوليش فى عملية وحتى لو قالى مش ..............
مقاطعا بنظرة ڼارية ارعبتها قليلا  
_ هتعمليها ياملاك ڠصب عنك وانا بنفسى هروح معاكى عند الدكتور علشان اتأكد لسا كمان استنى لما ريان يعرف انك خبيتى عنه حاجة زى كده
أعتدلت فى جلستها وهى تهتف پغضب فى نبرة محذرة  
_ مش هيعرف يا أسيد ولو عرف صدقنى همشى ولا انت ولا هو هتعرفولى مكان ولا اى حد كفاية انت عرفت انا مكنتش عايزة اقول لحد اصلا لا ريان ولا زمردة ولا سارة هيعرفوا حاجة
صمتت ثوان وهو يقول بضجر  
_ اممم همشى زى ماعملتى كده النهردا .. احنا متفقين ايه يا ملاك وامبارح كنا بنتكلم ومفيش حاجة طلع امتى موضوع المشيان ده فى دماغك امى وأسمى قالولك ايه ومن غير لف ودوران تقولى علطول
بثبات تام فى شموخ اجابت  
_ مقالوش حاجة انا مشيت وحدى محبيتش اقعد اكتر من كده والا ابقى ضيفة باردة يعنى مشيت من هناك برغبتى محدش قالى كلمة ولا قالى امشى واتمنى انك تفهم رغبتى فى انى مش عايزة ارجع تانى
هب واقفا وجذب المقعد لجلس مقابلها مباشرا هامسا بمكر  
_ ملاك يمكن انتى كنتى بتقدرى تضحكى على ريان وتقنعيه بكلامك اللى مش مقنع اساسا بس انا مش ريان ومفيش كلمة من اللى قولتيها دخلت دماغى بس همثل انى صدقتك وهمشى على كلامك وهتفهم رغبتك .. بس فكرينى انا قولتلك ايه امبارح قولتلك أن انتى وزمردة وصية بابا مش كده يعنى متتوقعيش منى انى هسيبك تلفى فى الشوراع وانا موجود وكمان قولت انى دايما كنت معاكى انا وريان ومازالت معاكى ... مفهوووم الكلام !
حالة من السكون الجميل سادت بينهما نشبت داخلها روح تضج بالسعادة لم تنكر أنجذابها له منذ اول يوم دخلت فيه منزله ووقف بجانبها امام والدته .. لان الصمت بينهم حتى قطعه هو مكملا  
_ ودلوقتى لو مش عايزة تاجى البيت معايا تمام بس هتروحى تقعدى فى بيتى والافضل انك تشوفى زمردة تاجى تقعد معاكى علشان متقعديش وحدك ده غير انى هاخدك بكرة ونروح ننهى موضوع طلاقك ده وهتكونى فى شهور العدة يعنى لا هقدر اشوفك ولا اكلمك فلازم يكون فى حد معاكى علشان اكلمه واتعامل معاه 
تمتمت بأستغراب بعد إن تفكرت مليا  
_ أسيد هو ريان ميعرفش ان زمردة بنت عمه صح 
اماء لها بإيجاب ثم هب واقفا وهو يمد يده لها قائلا بود  
_ يلا قومى علشان نروح وبليل هجيلك ونروح للدكتور مفهووم

تم نسخ الرابط