رواية كاملة جديدة الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ولا ايه !
اشتعلت نيران الغيظ لديها وهى تصيح  
_ أسيد قولتلك مليون مرة متقولش سوكة دى متنرفزنيش
ضم شفتيه محاولا عدم ظهور إبتسامته وهو يقول ببرود  
_ وهو انا قولت حاجة غلط ما انتى كنتى سوكة فعلا يا أسمى تحبى افكرك لما كنتى تضربى الولاد فى المدرسة وياجوا اهلهم يشتكوا اللى هو المفروض العكس الواد بيضرب البنت واهل البنت هما اللى بيرحوا يشتكوا بس انتى مختلفة عن الاخرين طبعا افكرك عملتى ايه فى مروان لما اتريق عليكى فى مرة
صړخت به بعد أن أصبحت كجمرة نيران مشټعلة وتنفث دخان من فمها بدلا من ثانى أكسيد الكربون  
_ اطلع بره يا أسيد ومتكلمنيش تانى لشهرين قدام !!
ضحك بشدة مردفا من بين ضحكاته  
_ انتى مدايقة ليه عايزة افهم !
تجمعت الدموع فى عيناها وهى تصيح به فى عتاب شديد  
_ مدايقة ليه ! اليوم كله امبارح قافل تلفونك من ساعة ما طلعنا من عند معتز ووقتها كنت متعصب اللى هو احنا اتأكدنا انك حصلك حاجة وحشة لو كان حصلك حاجة مكنتش هسامح نفسى لا وبعد ده كله جاى بتغلس عليا كمان ايه البرود ده !!
ضمھا الى صدره ليطبع قبلات متتالية على شعرها ويخلل اصابعه بين خصلات شعرها وباليد الاخرى يمررها على ظهرها نزولا من اعلى اى أسفل وهو يهمس بصوت يقطر حنانا وحبا  
_ ايه ياناس العسل اللى پتخاف على اخوها دى اكتر من نفسها مټخافيش ياروحى مش هقتله يعنى .. هدفعه تمن اللى عمله بس على طريقة أسيد الصاوى
ابعدها عنه ليمسح دموعها بأناملها ويلصق شفتيه بجبينها فى قبلة اخوية دافئة دامت للحظات ليقول بشئ من الحدة  
_ مش عايز اشوف دموعك تانى يا أسمى فاهمة
اماءت بحب لتكفكف عن البكاء وتهتف بنبرة مقتضبة  
_ هى اللى اسمها ملاك دى فين يا أسيد !
تحولت نظراته الى الخنق ليجيبها بلهجة حازمة لا تقبل النقاش  
_ شئ ميخصكيش هى فين يا أسمى كنتوا مدايقين انتى وامك من قعدتها هنا واهى مشيت ولو سمعت انك انتى او ماما حاولتوا تدايقوها بأى شكل من الاشكال هيكون فى تصرف تانى منى كفاية اللى عملتوه معاها يوم الحاډث اللى حصل مع عمى !
لينهض ويرحل تاركا اياها تجلس على فراشها وهى تلوح بيدها فى الهواء بطريقة استهزاء فى أغتياظ عندما تذكرتها .............. !!

وصلا الى المنزل فتحت زمردة الباب فدهشت بأن المنزل فى ظلام هكذا التفتت الى ريان الذى بادلها الدهشة فى نظراته لتركض الى غرفتها وهى تصيح بأسمها ويقف الاخير وقلبه يكاد يدب من بين اضلعه على حبيبته التى لا يستطيع حتى رؤيتها يتحرق قلقلا لرؤيتها والاطمئنان عليها ......... !! 
وجدتها جالسة على الارض ومنخرطة فى نوبة بكاء عڼيفة رفعت نظرها لها وحاولت نطق اسمها من بين شفتيها متقطع  
_ زم..ردة
چثت على ركبتيها امامها وعانقتها بشدة وهى تقول بهلع  
_ مالك ياملاك فى ايه حصل ايه وعاملة فى نفسك كده ليه !
خرج صوتها المتقطع بنشيج مسموع  
_ تعبت يازمردة تعبت هو انا مليش نفس اعيش يومين مرتاحة هلاقيها من أكرم ولا مرات خالى وأسمى ولا من الدنيا وحياتى كلها .. انا بجد مش قادرة خلاص من ساعة ما جيت على الدنيا وانا بټعذب ومازال العڈاب مستمر وهيفضل ملاحقنى لغاية ما اموت
غامت عيناها بالعبرات لتشدد من احتضانها وهى تملس على شعرها هامسة بصوت ټخنقه العبرات  
_ ياهبلة ده ربنا بيختبرك أن بعد العسر يسر ياملاك ياحبيبتى اصبرى علشان تنولى افضل ماعنده صدقينى كله هيعدى والله انتى قوليلى حصل ايه بس خلاكى كده !
شعرت بنغزة بسيطة فى قلبها فهدأت من روعها قليلا وتوقفت عن البكاء حين أخذت تستنشق انفاسها بصعوبة فتابعت بصوت حانى  
_ طاب لو مش هتتكلمى قومى اغسلى وشك كده ولما تهدى نبقى نتلكم
هزت رأسها بالموافقة لتضغط على قدمها وتنهض سائرة نحو المرحاض ببطء شديد فتجفف زمردة عبراتها جيدا وتعود الى ريان الذى تطلع اليها بتفحص عيناها المتلألأ واللامعة جعلته يسألها بتلقائية  
_ فى ايه ملاك كويسة
اماءت اماءة خفيفة فى إيجاب وهى تهمس بصوت مبحوح 
_ احم .. كويسة هى متقلقش بس لقيتها مدايقة شوية يمكن علشان كده مهمتش تفتح تلفونها او تشوفه لو فاصل شحن تحطه على الشاحن
فى خفوت ونبرة دقيقة  
_ متأكدة انها كويسة يعنى لو فى حاجة قولى متخبيش عنى !
هزت كتفيها لاعلى فى عدم حيلة قائلة  
_ ولو فى حاجة هخبى عليك ليه ياريان ... أقصد يا أستاذ ريان هى زى الفل والله متخفش
تفرس وجهها بنظراته القاټلة ليردف بضيق  
_ ماشى لو احتجتوا حاجة رنى عليا من الرقم اللى رنيت عليكى بيه او قولى للرجالة اللى بره .. وابقى سلميلى على ملاك 
إبتسمت له بود متصنع وهى تومئ بموافقة بدأت تسأم من اسئلته تلك ونظراته لها كأنها تعمل لديه ماهذا المتعجرف ! لا تستوعب انه ابن عمها اصبحت تتساءل ماسبب حب ملاك وتعلقها به الى تلك الدرجة ! فقررت تهتف ببرود مستفز مثبتة نظرها على وجهها تراقب أثر وقع كلماتها عليه  
_ حاضر هتصل بيك مع انه أسيد مش بيخلينا محتاجين حاجة وبالاخص ملاك 
فهم ماترمى اليه تلك الوقحة تلعب على أوتار اعصابه سريعة الاشتعال ليقترب منها ويهمس بكلمات نزلت على قلبها كالصاعقة وكأنه يلقنها درس على ماقالته الذى لم يكن بنية بريئة تماما  
_ قصدك لو ملاك محتاجة حاجة مش محتاجين اصلا انتى مين علشان سواء انا او أسيد نهتم بيكى قبل ماتقولى اى حاجة احسبيها الاول لانى فهمت كويس اوى قصدك ايه باللى قولتيه ده
ليستدير وينصرف تاركا خلفه تلك المسكينة متسمرة بأرضها طعنها فى وسط قلبها بكلماتها الچارحة لولا وجود ملاك لكانت تركت ذلك المنزل على الفور وعادت الى منزلها حيث تكون بعيدة عن تلك العائلة بقدر الامكان ولكن لا تستطيع ترك ملاك بمفردها ................. !!

خرجت أسمى الى حديقة المنزل لتستنشق بعض الهواء الصافى لتنصدم بوجود مروان الذى كان يتحدث عبر الهاتف بعصبية كانت تحمل بيدها فنجان قهوة صغير فأقتربت منه وهى تتفحص قسمات وجهه بتدقيق الى حين أتضح انه يتحدث مع مراد وقفت امامه لتبتسم فى وجهه بصفاء فيبادلها الابتسامة ويستمر فى حديثه الى حين انتهى وتفرغ لها ليتشدق بحب دفين  
_ عاملة ايه دلوقتى يا أسمى !
اجابته بعذوبة فى مرح  
_ كويسة اوى ولو مكنتش كويسة مكنتش هتلاقينى عاملة فنجان القهوة ده
أتسعت إبتسامته المشاكسة وهو يأخذه من يدها هاتفا بجدية وهو يرتشف منه 
_عملاه ليا يعنى حاسة بيا والله اخوكى ورملى دماغى شكرا جدا يا أسمى !
تهجم وجهها وهى تهتف بغيظ طفولى  
_ ومين قالك انى عملاه ليك هات فنجان القهوة يامروان بالذوق !
بحدة مزيفة اجابها وهو يرفع أحد حاجبيه لاعلى  
_ ايه النتانة دى مدام انتى مزاجك حلو اوى كده روحى اعملى واحد غيره واستعجلى أسيد اللى ساعتين بيستحمى ده امشى يابت يلا
صرت
تم نسخ الرابط