رواية جديدة مختلفة الفصول من السادس للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
مساءا..
تضحك وهى تمسك بكفى يديه العملاقين..
و تحركهما يمنة و يسرة راقصة على الموسيقى الفرنسية الصخبة المنبعثة من أحد البيوت بالشارع..
تتهادى على الألحان متمايلة بين احضانه ولكن ذلك الممل لم يندمج معها فقط اكتفى بضحكات صغيرة وهو يحاول الفرار من چنونها المعقول..
تبدلت الأغنية الصخبة بأخرى رومانسية هادئة.. توقفت عن الحركة و انحنت تخلع حذاء قدميها لتسير حافية الأقدام حرة على ذاك الشارع البارق..
لاا لاا لاا ليلا ليلا للااه للا للاا.!
ظلت تدندن ملحنة على عزف الموسيقى.. و هو يرقص معها ضاحكا.! مستسلما لخفة روحها و جمالها !!
هيهات لمن كان يرقص ڠصبا.. هو الآن يرقص بخفة معها مبتسما بمرح و حب.!
ظلت ترقص و تغني رغم انتهاء الموسيقى..
كانت ليلة رائعة مؤكدا لن تنساها حياه يوما.! ولا كريم أيضا !
شق حالة الصموت التي سيطرت مؤخرا بصوته الرخيم.. متأملا بؤبؤي عينيها اللامعين..
سمعت تلك الجملة من هنا.. و اشاحت بوجهها بعيدا من هنا..
لن أقول توردت وجنتاها خجلا.! بل تورد وجهها كاملا .!
هربت مزغللة المقلتان لزاوية بعيدة عن مرمى بصره المصوب عليها..
انا مش بجاملكك على فكرة.! ولا بقول أبيات شعر في جمالك.. انا بقول حقيقة شايفها.. بشوف في القمر عينيكي.!
ظلت صامتة.. تحدق في اللا شئ.. فقط تهرب من مقلتيه العسليتين المتابعان لها..
أكمل ضاحكا
بحس في عنيكي فيلم 3rd عن الكواكب و الأقمار بجد.!
نظرت له من زاوية عينيها و اكتفت برسم ابتسامة صغيرة على ثغرها..
ضحكت بعدها قائلة
طب بس عشان انا الكلام حلو بيقلبلي
الآن.!
ضحكت على تلك الذكرى التي لم يدم عليها وقت طويلا.. فقط في فقرة قص حكاية إبراهيم و اعتزالهم عن المنزل..
نظرت نظرة طويلة للقمر أمامها.. وهى تتساءل بخيبة
طب ايه مش هيجي يعبر القمر.!
نهضت تسير يمينا و يسارا بملل..
خلاص اروح انا اعبر بقى.!
تسللت عبر باب غرفته المفتوح..
في حاجة.!
هتف بها كريم بجهورية مندفعة وهو نائم على الفراش.. فزعت على أثرها حياه
حياه بتأتأة اآ ان انا جية أطمن عليك.. و اشوفكك خدت دواك ولا لسا..
كريم بجمود مش عايز دوا ولا زفت
حياه طيب.. براحتك
سحبت حياه المقعد الصغير.. و توجهت أمام كريم و جلست أمامه..
حياه ممكن تقولي مالك بقى. ليه قلبت عليا كدة.!!
كريم بعد صمت.. ليه بتعملي معايا كدة.!
حياه بدهشة بعمل ايه.!
كريم بصوت ضعيف.. منكسر.. متقطع
ليه بتساعديني. ليه واقفة جنبي رغم كل الي بعمله فيكي.!
عرفتي اني مدمن.. و كنت تقدري تهربي او تبلغى عني رغم تهديداتي ليكي.. بس معملتيش كدة.! فضلتي جنبي رغم الضړب و العڈاب الي سببتهولك..
واحدة زيك متعلمة عارفة اني خطړ كبير جدا..
رغم كل ده مشتكتيش مهربتيش..
ليه بتعملي كدة.! ايه المقابل من واحد مريض شبهى. !!
كانت تستمع و كل كلمة تغزو قلبها تتساءل في نفسها يوما.. ترى ما حجم المشاكل التي قابلها ذلك الشاب ليتحدث بذلك الصوت الواهن الضعيف.!
ما السبب الذي سحبه لذلك الطريق المدمر.! هل مۏت والدته سبب كفيل لأن ينجر في ذلك الطريق الحالك.!
تنهدت طويلا قبل ان تستأنف..
ليه حاسب نفسك خطړ. ليه فاكر انك مريض و المفروض محدش يقربلك. ليه حاسب نفسك شاذ عن البشر.!
كريم اول مراحل الضعف انك تقلل من نفسك.! إنت مش وحش.. مش وحش ابدا.!
صاح بها غاضبا وهو يجلس على الفراش
مش وحش. بعد كل الي عرفتيه و بتقولي مش وحش.! لا وحش.. وحش يا حياه.!
جلست حياه أمامه على الفراش و هى تحتوي وجهه بين كفيها
حتى لو وحش يا كريم.. انا مراتكك يعني ڠصب عن الدنيا بحالها هفضل جنبك.. و هساعدك مهما عملت فيا.!
عاد لنبرة صوته الضعيفة المهزوزة
إنت جيتي دنيتي غلط..
وبقيتي مراتي غلط.. انتي وجودك في حياتي غلط.!
انا معملتش حاجة حلوة تستحق اني اتكافئ بيكي!
حياه مسرعة يمكن عشان كدة انا دخلت
متابعة القراءة