رواية عن قصة حقيقية الفصل الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
اردها عضب عنها ومش عارف اعمل ايه
تفحصه ابيه وقال بنفس النبره الخفيضه_ومسألتهاش ليه
مط يوسف شفتيه فى تبرم قائلا_سألتها مردتش عليا وانا مرضتش أحاول معاها كتير علشان متحسش انى بضغط عليها بتعبى واللى حصلى ده..وأستدرك قائلا_ممكن حضرتك تكلمها وتحاول تقنعها
حسين_أنا رأيى انك تستنى لما ربنا يتم شفاك وتخرج من المستشفى وترجع البيت وساعتها تكلم معاها تانى وهيبقى ليها وقتها حرية الرفض او الموافقه لكن انا لو كلمتها هتفتكر ان دى رغبتى وممكن توافق علشان متزعلنيش
أخذ يد أمه وقبلها قائلا_الحمد لله يا ماما متقلقيش انا بقيت زى الحصان
أطل ايهاب برأسه الى الداخل قائلا بابتسامه مرحه_صباح الخير يا مطعون
تبعته فرحه التى لحقت بأمها بجواره تطمئن عليه وقالت_ايمان وعبد الرحمن بره ومعاهم وفاء وجوزها..نظر الحاج حسين الى ايهاب قائلا_خليهم يدخلوا يابنى
وقفت وفاء امامه بعينين دامعتين وقالت بخجل_حمدلله على السلامه يا يوسف ربنا يقومك بالسلامه
قال عبد الرحمن مقاطعا_قدر الله وماشاء فعل ربنا يقومهم بالسلامه هما الاتنين وأستدرك قائلا_تعال معايا نجيب للجماعه دول حاجه يشربوها بدل ما يدعوا علينا ولا حاجه
نهضت وفاء قائله_لا مفيش داعى يا عبد الرحمن احنا ماشين على طول
خرج عماد وعبد الرحمن وأغلق الاخير الباب خلفه _فقالت وفاء_انا عرفت اللى عملته مع وليد فى التحقيق يا يوسف حقيقى انت راجل اوى وطول عمرك شهم بصراحه... وانا عارفه انى موقفى صعب لانى أخته لكن انت عارفنى كويس ..ولم تستطع ان تتحدث أكثر وبدأت دموعها فى الحديث عنها
فقالت عفاف_متعيطيش يابنتى انتى طول عمرك قريبه مننا وعارفين كويس وأخوكى ربنا يسامحه ويسامحنا كلنا
قالت ايمان_الحمد لله الدكتور طمنا قبل ما ندخلك وقالنا بالكتير يومين تلاته وتخرج بالسلامه
ذهبت وفاء وزوجها وأنصرف الجميع عند أنتهاء الاوقات الرسميه للزيارة وبقيت مريم مرافقة له ...جلست على الفراش الاخر بجواره وفتحت المصحف وبدأت بالقراءة فى همس
جعل ينظر اليها وهى تقرأ وكلما واتته الفرصه ليقاطعها ويطلب منها العوده ټخونه شجاعته ويصمت فى تردد
حتى أنتهت ووضعت المصحف وقامت لاداء صلاة العشاء وبعد أن انتهت من أذكار الصلاة ونهضت متجهه الى فراشها مره أخرى قاله لها_مريم..التفتت له فقال_ممكن تحطيلى المخده ورا ظهرى ....عاوز أتعدل علشان اصلى انا كمان
ترددت لحظات فقال_خلاص لو هيضايقك...قالت متلعثمه _..لا..مفيش مضايقه ولا حاجه
كان لابد أن تتخذ وضعا معينا لكى تستطيع ان تساعده على الاتكاء قليلا لتضع الوساده خلف ظهره فابتعدت مره أخرى متردده فى ارتباك وخجل
فقال لها_طيب خلاص ارفعى السرير وخلاص مش لازم مخده
أنتهى من صلاته فألتفتت اليه وقالت _تحب انزلك السرير شويه
ابتسم وهو يحرك راسه نفيا قائلا_لا متشكر انا اصلى مش جايلى نوم دلوقتى...
تنحنحت فى حرج وهى تقول بارتباك_طبعا انت مش زعلان من وفاء ..صح
نظر اليها قائلا_وهزعل منها ليه وهى ذنبها ايه..وفاء طول عمرها بنت كويسه اوى
شعرت بالحنق مرة أخرى وظهر ذلك على نبرة صوتها وهى تقول_اه ما انت قلتلها كده
ونظرت له نظره جانبيه وهى تستدرك_واكتر من كده كمان
راوده احساس بالسعادة عندما لمح الغيرة فى صوتها ونظر اليها بعمق يتأملها ويتفحص معالم وجهها المضطرب وقال بخفوت_قلتلها ايه
قالت بسرعه واندفاع_قلتلها دموعك غاليه عليا اوى وانتى عارفه مكانتك عندى كويس
منع الابتسامه التى كانت تريد القفز على شفتيه حتى لا يقطع عليها استرسالها الحانق على كلماته لوفاء وقال بهدوء_ماهى فعلا طول عمرها ليها مكانه عندى
لم تلحظ استدراكه لها فقالت بضيق_ومتجوزتهاش ليه بقى لما بتحبها اوى كده
لم تستطع الابتسامه الصبر اكثر من هذا خدعته وقفزت على شفتيه رغما عنه وهو يقول_انا قلت برضه انى بحبها جبتى الكلام ده منين
رأت ابتسامته وشعرت بمراوغته فى الحديث فأشاحت بوجهها بعيدا ولم تجبه
فاردف قائلا وهو يتفحصها بابتسامته العذبه_انا مبحبتش غير واحده بس...وبدعى ربنا فى كل وقت انها ترضى عني وتسامحنى وترضى ترجعلى تانى
سحبت غطاءها وهى تنظر بعيدا عنه وقالت بقتضاب_تصبح على خير
قال بسرعه يعنى هتسبينى متعلق كده ..طب نزليلى السرير الاول كده ظهرى هيوجعنى
نهضت مرة أخرى وأتجهت الى فراشه فقال_طب ممكن تظبطيلى المخده دى تحت راسى احسن مش مرتاح خالص
قالت وهى تحمل راسه بيد وتحرك الوساده باليد الاخرى _انت شكلك بتدلع على فكره
أمسك يدها وجذبها اليه برفق فشعرت بأنفاسه تلفح وجهها وهى تحاول الاعتدال ولكنه لم يسمح لها وأستنشق عبيرها وقال بصوت رخيم_
انا رجعتك لعصمتى يا مريم
ثم فك أسر يدها فأعتدلت وقد شعرت ببرودة تسرى فى اوصالها أقشعر لها بدنها وكأن نبضات قلبها أخذت تبطئ شيئا فشيئا مما أشعرها بالدوار ولكنها لم تغضب ولم تستنكر ما قاله ..خطت نحو فراشها وصعدت بصعوبه وتدثرت...كلمة واحده جعلتها تذوب بعضها فى بعضها
ونامت فى ثوانى معدوده كأنها غابت عن الوعى
فى اليوم التالى فحصه الطبيب وقال بابتسامه _والله انت بطل يا استاذ يوسف ماشاء الله عليك
قال يوسف بسرعه_هخرج امتى طيب يا دكتور
ابتسم الطبيب وقال_مستعجل اوى كده ليه ده يدوب بقالك يومين بس
قال يوسف بشغف_الله يخاليك يا دكتور انا اصلى بكره القاعده الطويله دى وعاوز اروح بيتنا بقى
دون الطبيب ملاحظاته قائلا_خلاص خاليك النهارده بس وروح بكره الصبح لو عايز..وقوم اتمشى بقى لو الراقده مزهقاك اوى كده
زم شفتيه تبرما ثم قال_طب مينفعش اروح اتمشى فى بيتنا ..انا والله حاسس انى بقيت كويس
زفر الطبيب بنفاذ صبر ثم ابتسم له قائلا_انت ملكش حل بجد_لكن عموما هكتبلك على خروج اخر النهار ...حاول يوسف الكلام ولكنه قاطعه قائلا_ومفيش خروج قبل كده... فاهم
ثم نظر الى مريم وقال_تعالى يا مدام لو سمحتى علشان افهمك هتتعاملى مع الچرح ازاى بعد ما يخرج وربنا يقدرك عليه... بصراحه جوزك ده لا يحتمل بصراحه
أبتسم يوسف وشعر بالبهجة ..أخيرا سيعود لمنزلة بصحبة زوجته ليبدأ معها حياة جديدة لن يشوبها الا ما حدث فى الماضى فهل من الممكن ان يرأب هذا الصدع فى يوم من الايام
وفى المساء كان يخطو خطواته الواهنه بعض الشىء داخل بيته وعبد الرحمن يساعده الى الصعود الى فراشه والجميع ملتف حوله فى سعادة مرحبين بعودته الى منزله سليما معافى
وبعد ان اطمأنت لأستغراقه فى النوم فتحت خزانتها بهدوء وأخذت ملابسها وأغلقتها بهدوء
دخلت الحمام وأغتسلت وبدلت ملابسها وخرجت وهى تجفف شعرها بالمنشفه فوجئت به يجلس على طرف الفراش ينتظرها ..تعثرت قليلا فى خطواتها ثم استعادت توازنها بسرعه وأتجهت الى المرآه لتمشط شعرها فقال وهو
متابعة القراءة