رواية عن قصة حقيقية الفصل الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

فى ضعف ورجاء قائلا_سامحيه يا مريم سامحيه علشان ربنا يسامحه
قالت فى خفوت_أسامحه على ايه يا عمى يوسف معمليش حاجه
قال فى أسى_انا قصدى على الحاډثه يابنتى...ثم تركها وأستند الى الجدار بكفه وأطرق برأسه فى ياس قائلا_انا عارف ان اللى عمله صعب تنسيه ولا تسامحيه عليه وعارف انك عمرك ما هتنسى ابدا ..لكن ده دلوقتى بين إيدين ربنا ومحدش عارف هايطلع منها ولا لاء
تقدمت منه ووضعت كفها على كتفه قائله_أرفع راسك يا عمى متعملش كده فى نفسك ابدا... نظر اليها فقالت_مفيش حاډثه من الاساس يا عمى ..يوسف ملمسنيش

ألتف الجميع حول فراش يوسف فى غرفته داخل المشفى وهم يستمعون الى الطبيب الذى يتكلم بابتسامه مطمئنه_الحمد لله الچرح مكنش عميق بدرجه خطيره الحمد لله علشان كده خرج على طول على أوضه عاديه ماحتجناش نقعده فى العنايه المركزه بعد العمليه
فتح يوسف عينيه بضعف كانت الصورة مشوشه امامه غير واضحة المعالم بعد فقال بصوت ضعيف وكأنه يهزى_مريم..أنتى هنا
أقتربت منه وربطت على كفه بهدوء قائله_حمد لله على السلامه
حاول ان يستوضح ملامحها بصعوبه وأعاد سؤاله مرةأخرى_أنتى كويسه
قالت بصوت مبحوح_الحمد لله انا كويسه المهم أنت
أبتسم بضعف وهو يقول_طالما انتى كويسه يبقى انا كويس
أقبلت والدته فى لهفه وهى تقبل رأسه وتقول _الف حمد لله على سلامتك يابنى انا مش عارفه ده كان مستخبلنا فين
بدأت الصورة تتضح أمام عينيه وهو ينظر لوالدته وقال بضعف يحاول ان يداعبها_كان مستخبلنا فى الجراج
قالت فرحه التى تجلس عند قدمه على طرف الفراش_انت فيك حيل تهزر يا اخى موتنا من الخۏف عليك
تابع عبد الرحمن قائلا_ياستى سبيه يهزر الحمد لله انه كويس
بحث يوسف عن وجه ابيه بين الوجوه الدامعه _فوجده مصوبا بصره اليه فى لهفة وابتسامة حزينه تعلقت انظارهما ببعضهما البعض...شعر يوسف انه أحب تلك الطعنه لما رآه اخيرا من عطف أبيه الذى كان يفتقده
فلقد كانت لها الفضل عليه ان يرى الحنان فى عينيى أبيه الذى طالما كان يحبه ويحترمه كثيرا كان ينظرالى عينيه ينتظر كلماته الحنونه لم يبخل عليه والده ولم يجعله ينتظر قليلا فقال_حمد لله على سلامتك يابنى
تنهد يوسف فى ارتياح وقال وهوينظر اليه بحب_الله يسلمك يا بابا
قبض على كف مريم بوهن وهو يوجه حديث لعبد الرحمن_وليد هو اللى عمل كده صح
قالت فرحه بسرعه _والحمد لله ربنا انتقملك منه فى ساعتها والاسانسير وقع بيه
أتسعت عيناه بذهول وقالت بدهشه كبيرة_اييه ...أسانسير ايه وحصله ايه
أجابه عبد الرحمن_أسانسير البيت عندنا يا يوسف
تدخل ايهاب قائلا_نفسى أعرف كان طالع البيت يعمل ايه اللى يعمل عملته دى كان المفروض يهرب طالما محدش شافه ايه اللى خلاه يطلع البيت مش عارف
قالت ايمان بثقه_أكيد ربنا ليه حكمه فى كده
تنهدت عفاف وهى تقول ونعم بالله يابنتى
اكتسى وجه يوسف حزنا وهو يتسائل_وحصله ايه لما الاسانسير وقع بيه
قال عبد الرحمن_الاسعاف نقلته المستشفى بعد ما عرفوا يفتحوا باب الاسانسير بصعوبه
...لكن انا مش عارف ده حصل ازاى احنا لسه كنا عاملين صيانه وكانت حالة الاسانسير ممتازه ازى يقع فجأة كده
وجه له والده الحديث قائلا_أتصلت بالشركه بتاعة المصاعد دى...
اوما عبد الرحمن برأسه قائلا _أتصلت بعد ما يوسف خرج على طول..واصلا كده المفروض النيابه هتبدأ تحقيق فى الموضوع ..وكانوا مستنين يوسف لما يفوق علشان ياخدوا اقواله ..
وبعد ساعتين وهم جلوس حول يوسف طرق ابراهيم الباب ودخل وهو يتوجه ليوسف مباشرة_حمد لله على سلامتك يا يوسف يابنى
نظر اليه الجميع كان كأنه يحمل جبال فوق كتفه وهم الدنيا فوق صدره وكأن المشيب قد زحف اليه پعنف على حين غره...جلس على طرف الفراش بجوار يوسف قائلا_ربنا خدلك حقك يابنى ونظر الى مريم وقال_وانتى كمان يابنتى ربنا خدلكوا حقكوا انتوا الاتنين
طأطأ راسه وقال پألم_الخبطه كانت شديده اوى ..ابتلع ريقه وقال بصعوبه_جاله شلل نصفى
تسمر الجميع وكأن عقارب الساعه قد توقفت فجأة أتسعت عيونهم فى ذهول وعدم تصديق وهو يتابع بحزن_من ساعة ما فاق وعرف اللى جراله وهو پيصرخ من الحسړة والندم ده غير الالم اللى حاسس بيه
ثم الټفت الى ايهاب قائلا_انت ربنا نجالك يابنى..ابنى كان طالع علشان يحط السلاح اللى ضړب بيه يوسف فى بيتك ..شهقت فرحه وهى تنظر لايهاب الذى تلقى الصدمه برجوله وحسن تصرف قائلا_انا مسامحه يا عمى ..وربنا يسامحه..متحملش نفسك فوق طاقتك
اقترب منه حسين وأمسك كتفه قائلا_انت راجل مؤمن يا ابراهيم وان شاء الله ابنك يقوم منها أصبر وأحتسب
قالت ايمان موجهة حديثها اليه_قول يا عمى ..اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ردد ابراهيم_اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها..ووضع يده على يد اخيه التى على كتفه وقال_انت كنت صح يا حسين ..لما قلتلى ولاد علي حته منه..ونظر اليهم قائلا_انتوا فعلا حته من ابوكم..وابتسم بحزن قائلا _ابوكم كان حنين اوى رغم ان دماغه كانت ناشفه اوى
بعد قليل حضر وكيل النيابه ليأخذ أقواله قائلا_أنت شفت اللى ضړبك يا أستاذ يوسف
نظر له يوسف بصمت ثم قال بحسم وهو يهز راسه نفيا_لاء...الدنيا كانت ضلمه مشوفتش حد خالص
_بس نور العربيه ركز وحاول تفتكرأى حاجه من ملامحه
حرك راسه نفيا مره اخرى قائلا_يافندم مشوفتش حد خالص انا متأكد
_يعنى انت مبتتهمش حد معين
يوسف_لاء
خرج وكيل النيابه من غرفته ودخل الجميع مره أخرى متسائلين قال حسين_قلت ايه يا يوسف
ابتسم يوسف وهو يقول_هقول ايه يا بابا هو انا شفت حد علشان اقول عليه
أبتسم والده وهو يربط على كتفه قائلا بأعتزاز_ راجل يابنى .. حاول يوسف ان يحرك ذراعه الاخرى ليمسك يد ابيه ويقبلها ولكن جرحه آلمه فقال والده_يالا يا جماعه الحمد لله اننا اطمنا عليه ثم نظر الى عبد الرحمن وايهاب قائلا_يالا ياولاد خدوهم وروحوا ده محدش فيهم نام من امبارح ..وانا هبات معاه
قال عبد الرحمن بسرعه_معلش حضرتك يا بابا روحهم انت وانا هبات معاه
تدخلت عفاف قائله_محدش هيبات مع ابنى غيرى روحوا انتوا
قاطعهم يوسف بأشارة منه وقال مبتسما _ياجماعه روحوا كلكوا وانا لو أحتاجت حاجه بالليل هبقى انده على اى حد ممرض ولا ممرضه
التفتت مريم اليه قائله _وتنده على ممرضه ...انا هبات معاك
خفق قلبه مع ابتسامته فلم يعلم ايهما سبق الاخر ولكن كل ما كان يدركه هو الدهشه_فلم يكن يتوقع ابدا ان تفصح عن رغبتها فى البقاء معه.. بل لم يكن يحلم ابدا ان يلمح الغيره فى عينيها من أمرأة أخرى
قالت عفاف يابنتى روحى انتى ده انتى شكلك تعبان اوى ..قاطعها حسين _لا يا عفاف مريم معاها حق هى اللى المفروض تقعد معاه يالا أحنا
ودعه الجميع بعد ان اطمئنوا عليه وذهبوا وتركوا مريم تجلس على مقعدها بجوار فراشه الابيض
الټفت اليها وقال بلهفه _ قربى الكرسى بتاعك من السرير . . نهضت واقفه ووضعت مقعدها بجواره وجلست تنظر اليه فقال وهو ينظر لعينيها بعمق _مروحتيش ليه
تجنبت النظر اليه وهى تقول_المفروض انى انا اللى اكون معاك
قال بسرعه_الكلام ده لو انتى مراتى لكن انتى اللى طلبتى الطلاق
نظرت له بتحدى قائله_وانت مصدقت وطلقتنى
أبتسم من طريقتها الطفوليه فى الحديث نظر قائلا_انا برضه مصدقت .. ده انا كنت
تم نسخ الرابط