رواية عن قصة حقيقية الفصل الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

النهارده
مريم_النهارده احسن كتير الحمد لله
قال باهتمام_هو جانبك دلوقتى
مريم_لا فى البلكونه
حسين_قولتيله ولا لسه
أبتسمت أبتسامه خفيفه وقالت_لاء لسه ..بصراحه يا عمى عاوزه أربيه شويه
ضحك بسعاده قائلا_يبقى ردك لعصمته تانى مش كده
مريم _ايوه ردنى قبل ما يخرج من المستشفى
ضحك مرة اخرى وقال_خلاص ربيه براحتك انا موافق...
دخل يوسف من الشرفه الى الغرفه التى تتحدث بها فوجدها تغلق الهاتف وتضعه مكانه فقال_كنتى بتكلمى مين
مريم بعدم اهتمام_ده باباك..كان بيطمن عليك
كادت ان تتركه وتخرج من الغرفه لولا ان وقف امامها يسد عليها الطريق ..تلاقت عينيهما فقال بهمس_بحبك
كان يتوقع ان ان تشيح بوجهها وتتركه وتذهب كالعاده كلما قالها ولكن هذه المره وقفت تنظر اليه وقالت بنظرة لم يفهم معناها_من أمتى
تفاجأ بالسؤال فقال_يعنى ايه...تابعت _يعنى بتحبنى من امتى احنا من ساعة ما اتقابلنا واحنا پنتخانق زى القط والفار
قال يوسف بخفوت_والله ما عارف من امتى انا فجأة كده لقيتنى باغير عليكى من كل حاجه وكان نفسى اوى تسمعى كلامى وتغيرى طريقة لبسك ساعتها
بدت على وجهها ملامح ساخره وهى تقول_ليه مكلمتنيش بود وقولتلى انك مش راضى عن طريقة لبسى بدل ما كنت بتتخانق وتزعق وتتريق احيانا
يوسف_ زى ما قلتلك واحنا فى نويبع انا عمرى ما حبيت قبلك ومكنتش عارف اعمل ايه كل اللى كنت بحس بيه انك لازم تسمعى كلامى ومجاش على بالى ساعتها طريقة نصحى ليكى خالص ..كل اللى كنت بفكر فيه انك مبتسمعيش الكلام وبتعاندى وخلاص
وبعدين يا مريم انا كنت حاسس انك حاسه بيا وكنت متوقع انك لما تحسى بمشاعرى وتلاقينى باغير هتحترمى ده وهتسمعى كلامى من اول مره لكن انا لقيتك بتعاندى اكتر من الاول مش عارف ليه
نظرة له نظرة طويله وقالت بهدوء_مكنتش متأكده من احساسك وتصرفاتك العصبيه كانت مشككانى ...لو كنت اتعاملت بطريقة مختلفه ونصحتنى بهدوء ولمحتلى انك غيران من كلامى مع وليد مكنتش عمرك هتشوفنى بكلمه ... لو كنت فى الفرح جيت قلتلى مين اللى واقفه معاهم دول ومتوقفيش معاهم كنت هاسمع كلامك.. لو كنت لما مشيت ورايا بالعربيه نزلت وشدتنى قدام الناس ڠصب عنى علشان مطلعش مع سلمى كنت هسمع كلامك صدقنى كنت هسمع كلامك وكنت هتأكد من اللى كنت بعمل كل ده علشان أتأكد منه..انك بتغير
لكن انت كنت دايما تكتم فى نفسك وتكتفى بالتصرفات العصبيه وحتى لما كنت بتكلمنى كنت بتحسسنى انك بتأمرنى لمجرد انى بنت عمك وبس
لمعت دمعة فى عينيها فمسحها بأنامله وقال بحب_كنت غلطان سامحينى انا كنت سىء الظن لابعد الحدود معاكى...لكن عاوزك تعرفى انى مكنتش مبسوط يعنى وانا بكتم فى نفسى كده انا كنت بټعذب يا مريم...وعذابى وصل للمنتهى ولابعد حد فى يوم الحاډثه ....لدرجة انى اخدت الحبوب دى والسجاير من غير تفكير وكأنى منوم وفاقد للسيطره على نفسى لغيت عقلى ...سامحينى يا حبيبتى
نظرة له مره أخرى بنفس النظرة المبهمه قائله_فاكر لما سألتك فى العربيه واحنا راجعين من فرح وفاء وانت اضايقت من سؤالى وقلتلى انى باستفزك ...انا عاوزه اسألك نفس السؤال تانى ولو سمحت جاوبنى
أشاح بوجهه بعيدا وأغمض عينيه وهو لا يريد التذكر وقال ببطء وقد شعر بغصة فى حلقه _ صدقينى لو قلتلك انى مش فاكر حاجه خالص ..كل اللى فاكره اني حضنتك وقلتلك الكلام اللى قلته وانتى بتقاومينى وفجأه لقيتك اتخبطى فى الحيطه ووقعتى على الارض
صمت وهو يضغط عينيه بقوة كرها لما تذكره فى هذه اللحظه فقالت _وبعدين ايه اللى حصل
مسح وجهه بيديه وقال لها _انا مش عاوزك تفتكرى التفاصيل دى انا ماصدقت انك بقيتى كويسه
معايا
فتابعت وكأنها لم تسمعه_وبعدين يا يوسف حصل ايه
رضخ لرغبتها وقال_صدقينى مش فاكر كل اللى فاكره ساعتها لما وقعتى على الارض وانا قربت منك ..... بدأ جبينه يتعرق وهو يتذكر تلك اللحظات بصعوبه وقال_شلت عنك الهدوم
وبعدين بدأت اشيل هدومى وفجأة حسيت انى صنم عقلى اتجمد وقلبى ابتدى ينبض ببطء شديد ..حاولت بعدها افتكر اى تفاصيل مافتكرتش حاجه ابدا صدقينى
وتركها وخرج من الغرفه الى حجرة المعيشه جلس على الاريكه وبدأ فى البكاء وهو يتصور كل مشهد مر امام عينيه وهو يعصى الله فيها وهو يتذكر كلماتها وقتها وهى تصرخ فيه _فوق يا يوسف انا مريم
سمعت صوت بكاءه فخرجت اليه ورأته يدفن رأسه بين كفيه ويبكى وتعلو شهقاته وهو يستغفر الله ...أطرقت برأسها ولم تعد تتحمل كتمان الامر أكثر من هذا فهو يتعذب بما لم يفعله يوما بعد يوم ويأكله الندم ويلوكه بين فكيه بكل قوة شعرت ان عقلها ينبض فى قلبها ويحثها على أخباره بما حدث لم تتردد أكثر من هذا وقالت وهى تجلس بجواره_
مصدقاك يا يوسف ...عارف ليه لانك ملمستنيش ..معملتليش حاجه ابدا
توقف البكاء وكأن الدنيا قد توقفت فجأة عن الدوران والټفت اليها بذهول وقطب جبينه قائلا_يعنى ايه
أفلتت دمعتين من عينيها وقالت_فاكر لما ودتنى لدكتورة النسا لما اغمى عليا والدكتورة طلعتك بره
أومأ براسه وهو ينظر اليها بصمت فقالت_الدكتورة فوقتنى وسألتنى عليك وقلتلها انك جوزى
قالتلى طب أحتمال يكون القىء والدوخه بسبب الحمل نتأكد..طبعا انا كنت ھموت وافقت على طول وبعد الفحص قالتلى لا مفيش حمل ولا حاجه يبقى انتى اكيد جالك برد فى معدتك ولا كلتى حاجه ملوثه
أطرقت راسها بخجل وهى تقول _ ساعتها طلبت منها تكشف عليا علشان كنت حاسه بتعب معين كده فى المكان ده ..كشفت عليا وبعدين بصتلى باستغراب وقالتلى اومال بتقولى عليه جوزك ازاى ولا انتوا كاتبين الكتاب
وبعدين قالتلى طب لما هو كتب كتاب وافقتى ليه يا بنتى على كشف الحمل ....ساعتها شكيت وسألتها ليه بتقول كده ..ضحكت وقالتلى مهو مش معقول تبقى ډخله وانتى لسه بنت بنوت
ساعتها روحت فى دنيا تانيه مبقتش عارفه اضحك ولا اعيط اصړخ ولا اعمل ايه مش عارفه لقيت دموعى نازله زى المطر
ولما خرجت من عندها والبنت الممرضه شافتنى بعيط سألتنى مالك لقيت نفسى بقولها الدكتوره كانت فاكرانى حامل..طبعا افتكرت ساعتها انى بعيط علشان مطلعتش حامل
توقفت الساعات والعقارب حتى انه شعر ان الهواء ايضا توقف فلا يستطيع التنفس ولا الحركه وكأن قلبه رفض نبضه وكأن عقله تمرد عليه ورفض التصديق لا يستطيع شيئا سوى الذهول...الذهول وفقط
فقال فى هذيان _يعنى ايه ...اومال ده حصل ازاى ..ازاى ..
قالت من بين دموعها_اكيد أغمى عليك والا مكانش عمى لما دخل بعد الفجر لقاك جمبى
قفز المشهد فى عقله مره أخرى..لقد تذكر لحظة سقوطه وكأنها حلم بعيد من مشهد قديم نعم لقد سقط وهو يشرع فى نزع ملابسه ..عندها كان يترنح بقوة وسقط غائبا عن الوعى
أستدار اليها بجسده كله دفعة واحده وكأن روحه دبت فيه دفعة واحده من جديد وهتف بها_ومقولتيش ليه من ساعتها ...ليه يا مريم وقف ناهضا وقال _يعنى ايه
يعنى انا لسه بعفتى وطهارتى يعنى انا مش زانى ...يعنى ...يعنى انا لسه يوسف ...انا يوسف ..انا مضعتش من نفسى... انا ربنا حصنى وحمانى من المعصيه دى
نهضت لتقف امامه وقالت ودمعها ينهمر كالشلال وتمد أناملها تمسح الدموع عن وجهه وتقول_وانا لسه
تم نسخ الرابط