رواية عن قصة حقيقية الفصل الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
متمسك بيكى لاخر لحظه وانتى اللى كنتى مصممه لاخر وقت .... بس شوفتى ربنا خدلك حقك ازاى
سبحان الله .. يوم فرح برضه وبالليل والدنيا ضلمه..الټفت اليها وقال مداعبا_شكلك كنتى بتدعى عليا بضمير اوى
قالت دون ان تنظر اليه _بس انا مادعتش عليك
تنهد فى ارتياح وقال_حتى لو مادعتيش عليا الحمد لله ان ربنا خلص مني فى الدنيا ...مش ناقص غير حاجه واحده بس...لمس يدها وهو يقول_انك تسامحينى من قلبك
قبض على يدها بضعف وهو يتأملها وقال ببطء_مريم...لو رديتك..هتحسي انى رجعتك ڠصب عنك
حاولت سحب يدها ولكنه تمسك بها وقال برجاء_انا مش قادر اضغط متسحبيش ايدك ...كده هتتعبينى
قالت بصوت يسمعه بالكاد_ طيب سيب ايدى
تمسك بها أكثر قائلا بحب_لما تردى عليا الاول..انتى عندك استعداد تكملى حياتك معايا وتنسى اللى فات
قاطعتهم طرقات خفيفه على الباب ..يتبعه دخول الطبيب أخذ الطبيب يفحص يوسف الذى لم يرفع بصره عن مريم ابدا وبعد ان أنتهى الفحص وخرج الطبيب ...توجهت مريم الى ركن من اركان الغرفه وأدت صلاة العشاء
قالت وهى تسحب الغطاء وتتدثر به جيدا_لو أحتاجت حاجه صحينى بسرعه متترددش
قال مداعبا وهو لا ينظر اليها_لالا نامى انتى ولو احتاجت حاجه هبقى أقول للممرضه
فى اليوم التالى صباحا كان الحاج حسين هو أول من طرق باب غرفة وليد فى المشفى ودخل بعد سماع الاذن بالدخول ..لم يكن هناك أحد بالغرفه سوى وليد المسجى على الفراش ووالدته تجلس بجواره تبكيه ...فقال بحرج_السلام عليكم
وأخيرا تكلم الحاج حسين قائلا بجمود_حمد لله على السلامه
وقفت فاطمة فى حرج وهى تتمتم _الله يسلمك يا حاج حسين ..أتفضل
قال بهدوء_لا متشكر مفيش داعى انا جيت بس أطمئن على وليد وأقوله ان ابن عمه قال فى التحقيق انه ماشفش اللى ضربه وكان هيموته...
خرج حسين من الغرفه وقبل ان يصل للمصعد وجد ابراهيم مقبل عليه من بعيد فوقف ينتظره
سبقته عينيه ونظراته المتسائله قبل ان يصل اليه بجسده وما ان وقف امام اخيه قال_انت كنت بتزور وليد
أومأ حسين برأسه قائلا_ايوه كنت بزوره ده واجب مهما كان وبرضه كنت باعرفه ان يوسف قال ايه فى التحقيق علشان تحت اى ظرف يبقى عارف انه مش متوجهله اى تهمه
زفر ابراهيم بارتياح وقال بامتنان_انا مش عارف اقولك ايه يا حسين بس انت عارف ان يوسف احسن عندى من ابنى
ربت حسين على يده قائلا_المهم دلوقتى أخبار فريق العمال اللى جايين علشان الاسانسير ايه وصلوا للسبب
قال ابراهيم بحيرة_هما خلاص بيخلصوا ومعاهم كمان ناس من الحكومه بيطلعوا على التقارير النهائيه
حسين فى قلق_والنتيجه ايه
قال ابراهيم وقد خلا وجهه من كل تعبير_قضاء وقدر
نظر له حسين بتمعن وقال بدهشه_معقول .....يعنى مفيش سبب معين
حرك ابراهيم راسه نفيا وقال_بكرة المحرك فلتت من غير اى سبب واضح و منقدرش نتهم الشركه بأى حاجه لان مفيش اى عيب يخص الصيانه أو التركيب....ثم نظر الى أخيه نظرات مضطربه حزينه فقال حسين _عاوز تقول حاجه يا ابراهيم
قال_سامح وليد يا حسين ..اللى وصله ده غلطتى انا وامه مش غلطته هو لوحده ..ارجوك سامحه وخلى يوسف يسامحه... يوسف راجل وكفايه انه قال انه ميعرفش مين اللى ضربه ..
وضع حسين يده على كتف أخيه قائلا_ربنا يسامحنا كلنا يا ابراهيم احنا محتاجين نسامح بعض علشان ربنا يسامحنا..يلا أستأذن انا بقى علشان اروح أطل عليه..سلام عليكم
ذهب حسين بينما دخل ابراهيم حجرة وليد فوجد الطبيب يتمم فحصه وعندما أنتهى سأله فى رجاء_ايه الاخبار يا دكتور...أومأ الطبيب برأسه وهو يدون ملاحظاته عن حالة وليد وقال_العملية
قال ابراهيم_العمليه وياترى هيتحسن ويقدر يمشى تانى ولا ايه يا دكتور
نظر له الطبيب بعد ان انهى ملاحظاته وقال _شوف يا حاج انت بتسأل عن حاجه لسه بعيده اوى احنا لسه يدوب فى البدايه والحالات اللى زى دى بتاخد وقت طويل لحد الشفا الكامل وده محتاج جهد وصبر واستعانه بالله
خفض ابراهيم راسه وهو يقول _ونعم بالله يا دكتور ربت الطبيب على كتفه وخرج من الحجره وتركهم
جلس ابراهيم بجوار زوجته وهو ينظر لولده الممدد أمامه على فراش المړض حالته غير مستقره آلامه متواصله وقلبه يعتصره الالم حزنا وندما.. فلم يكن له الاب الناصح المربي الحنون وانما أنشغل وتركه هو وأخته وتصور ان جمع المال هو أقصى جهد يمكن بذله من أجلهم ونسى دوره الاصلى..التربيه والتوجيه ..حتى زوجته لم يعاملها كما يجب ليصلح أخطائها وعيوبها وانما كان يتركها ويهرب منغمسا فى عمله...شعر انه المسؤل الاول والرئيسى عن ما وصلوا اليه جميعا....أخذ يستغفر ويسترجع ويدعو الله ان يساعده ويقويه فى طريق أصلاح ما تركه يفسد طيلة السنوات الماضيه
طرق الحاج حسين باب حجرة ولده فى المشفى ودخل اليه مبتسما ...أقترب من فراشه وقال بابتسامه حانيه_ازيك النهارده يا يوسف
حاول يوسف النهوض أو الاعتدال فى فراشه ولكن والده ساعده فى العوده كما كان فى وضع الاستلقاء وهو يقول_خليك يابنى متتعبش نفسك
قال يوسف_الله يسلمك يا بابا ..انا بخير طول ما حضرتك راضى عنى
وضع المقعد بجوار فراشه وجلس عليه وهو يقول_ربنا يرضى عنك وعنا يابنى ...ثم قال وهو ينظر الى الفراش الاخر_اومال مريم فين
يوسف_فى الحمام بتتوضا
حسين _وهى عامله ايه دلوقتى كان شكلها تعبان اوى امبارح
خرجت مريم من الحمام وهى تجفف يدها من أثر ماء الوضوء ابتسمت وهى تنظر الى عمها وذهبت اليه صافحه وقبل جبينها وهو يقول_عامله ايه النهارده شكلك اتحسنتى عن امبارح كتير الحمد لله
قالت بابتسامة رضى_الحمد لله يا عمى لما نمت واستريحت شويه بقيت كويسه انا كنت مرهقه بس مش أكتر..قبلها على راسها مره أخرى وهو يقول _الحمد لله ثم همس فى أذنها_قولتيله
حركت راسها نفيا...بينما قال يوسف_انتوا سابينى هنا وواقفين تتكلموا المفروض ان انا اللى المړيض على فكره
قال حسين وهو يتجه الى مقعده مره اخرى ويجلس عليه_متستعجلش دلوقتى تلاقى اخواتك وامك طابين عليك
ذهبت مريم الى ركنها الذى أتخذته مصلى فى الحجرة ووقفت تصلى فنظر يوسف لابيه وقال بصوت منخفض بعض الشىء_بابا لو سمحت انا عاوز ارد مريم بس مش عاوز
متابعة القراءة