رواية عن قصة حقيقية الفصل الثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الى شاشة هاتفه قائلا_ده بابا...لو سمحتى ردى يا مريم ..نظرت اليه فقال_معلش نسيت السماعه فى البيت
تناولت الهاتف وأجابة_السلام عليكم...ايوا يا عمى ..لا احنا لسه فى الطريق...انتوا لسه طالعين دلوقتى... لاء احنا قربنا نوصل ...اه الحمد لله بخير..ماشى يا عمى مع السلامه
وضعت الهاتف مكانه مره اخرى فقال_هما طلعوا من القاعه
ابتسم بحزن قائلا_طبعا هو بيتصل علشان يطمنك انه جاى ورانا ومش هتروحى معايا البيت لوحدك
نظرة له ببرود ولم تجبه فتابع حديثه بسخرية حزينه قائلا_ابويا خاېف عليكى مني
قالت بجفاء_لو سمحت متكلمش فى الموضوع ده تانى
صمتت لثوانى ثم قالت _لا ولا اقولك أتكلم
ضغط مكبح السيارة حتى كادت ان ترتطم بزجاجها الامامى لولا حزام الامان التى كانت تلفه حولها ...بمجرد ان توقفت السياره پعنف حتى استدار اليها فى ڠضب_انتى ليه بتحاولى تستفزينى وتخرجينى من شعورى كل شويه.... ليه كل ما احس ان ربنا قبل توبتى تفكرينى بذنبى تانى ..ثم عاد لجلسته الاولى وأنطلق بالسيارة مرة أخرى
شعرت مريم پخوف يدب فى أوصالها ويقشعر له بدنها وهى تتذكر يوم الحاډثه والظلام الذى كان يحيط بها قالت فى فزع_مش عارفه
شعر يوسف بها وبصوتها المرتجف خوفا فحاول طمئنتها قائلا_خليكى فى العربيه لحد ما انزل اشوف فى ايه...تشبثت بذراعه قائله_لا متسبنيش لوحدى
ربت على يدها بحنان قائلا_مټخافيش ..قالت بسرعه _لاء أرجع بالعربيه نستناهم لما يجوا زمانهم جايين
ضغط على يدها برفق وقال_طيب تعالى أدخلك من باب الجنينه اللى قدام وابقى ارجع انا اشوف ايه اللى قاطع النور فى الجراج واركن العربيه وأحصلك
خفق قلبه بشدة للمستها وقال بهدوء_يعنى يرضيكى يجوا يلاقونى واقف مستنيهم علشان النور بايظ ... ده انا حتى يبقى شكلى وحش اوى
أضطربت كثيرا وهى تقول_خلاص هاجى معاك
كان يتمنى ان تتطول هذه اللحظه أكثر من هذا ولكنه احب طمئنتها اكثر من حبه لبقائه معها فقال بخفوت_طيب خلاص اطمنى عموما كلهم طالعين بعربياتهم يعنى الجراج فاضى
ابتسم قائلا_هنور كشافات العربيه لحد ما اركن وبعدين تنزلى انتى وتطلعى بره عند الباب على نور العربيه وبعدين اطفيها واحصلك
قالت _طيب ماشى
زحف بالسياره قليلا داخل الجراج الى ان وضعها جانبا ثم قال ل مريم_يالا انزلى
ترجلت من السياره وحثت الخطى نحو الباب الذى يفصل الجراج عن الحديقه بصعوبه وما ان اقتربت حتى سمعت صيحه مكتومه لا تحمل سوى الالم _آآآآآآآه ....ارتدعت بقوة وهى تصرخ_يوسف
لم تلقى جوابا ظلت تصرخ وهى تحاول ان ترى اى شىء على ضوء السياره التى مازال مضاءا _يوسف ..يوسف رد عليا ..لم تستطع ان تنتظر اكثر من هذا خۏفها عليه غلب فزعها من الظلام ...تقدمت ببطء شديد وتعلو شهقاتها من شدة البكاء خوفا وفزعا وترقبا وكلما اقتربت كلما سمعت صوت تأوهاته المكتومه
حتى رأته يزحف بجوار السيارة فى أتجاهها وخيل لها ان قميصه قد تلطخ بالډماء ..أقتربت منه وجلست الى الارض بجواره وهى تهتف بلوعه _يوسف مالك
تمتم بأنفاس متقطعه _انتى كويسه..حاولت ان تساعده على النهوض ولكنها لم تستطع وفجأه أقتربت أضواء كثيره فى طريقها للدخول الى الجراج ..وقفت تنظر الى السيارات القادمه فتبين لها انها سيارات أخواتها وعمها ..فأخرجت كل ما فى صدرها من خوف وفزع كانت تكتمه فى صرخاتها وهى تصيح بهم _ألحقونا...ألحقونا
توقفت السيارات وترجل منها الجميع فى فزع بأتجاه الصوت ...اول من وصل اليها كان ايهاب بينما تحرك عبد الرحمن بسرعه فى اتجاه لوحة الكهرباء ..رفع الازرار فى سرعه فأنار الجراج مرة أخرى دفعة واحده ..صړخت عفاف وهى تسرع باتجاه يوسف المسجى على الارض مدرج فى دماءه وبجواره مريم تسند راسه على ركبتيها ...صاحت بها مين عمل فيه كده يا مريم ...أسرع عبد الرحمن بالاتصال بسيارات الاسعاف بين صرخات وشهقات النساء ... وايهاب يهتف به مش هينفع نستنى لما الاسعاف تيجى تعال شيله معايا نوديه اقرب مستشفى
وماهى الا ثوانى وسمع الجميع صوت ارتطام شديد أهتزت له الارض التى يقفون عليها وكأن المنزل أنهار بأكمله أو ضربه زلزال شديد
وبعد ساعه كانت سيارات النجدة والاسعاف تحيط بمنزل آل جاسر
وقف الجميع فى الممر المؤدى الى غرفة العمليات التى يرقد يوسف داخلها أخطلت مشاعرهم بين الحيرة والتسائل والفزع والخۏف والالم والحزن تحركت ايمان بأتجاه عفاف التى كانت تبكى بين ذراعى زوجها وتتمتم بالدعاء وقالت هى تربط على ظهرها انتى مكانك مش هنا دلوقتى يا طنط تعالى نروح نصلى وندعيله لحد ما الدكتور يخرج يطمنا
نظر حسين الى ايمان ثم نظر الى عفاف وقال وهو يجفف دموعه_اسمعى كلامها يا عفاف روحى صلى وادعيله احسن من وقفتك هنا مېت مره ولما الدكتور يخرج هاجى اندهلك على طول
أومأت برأسها وقالت وهى تبتعد عنه وهى تبكى _اول ما يخرج تعالى على طول
قال بسرعه _حاضر
ذهب عبد الرحمن الى والده قائلا_يابابا تعالى اقعد شويه انت واقف على رجلك من بدرى
أستند حسين الى ذراعه قائلا_ارتاح ازاى بس مش لما نطمن على اخوك
قبض عبد الرحمن قبضته فى ڠضب وعينيه تحدق بالفراغ قائلا_انا غلطان اللى سمعت كلام ماما وايمان وسبته انا كان المفروض اعلمه الادب ...وادى النتيجه يضرب اخويا بالسکينه فى الضلمه ...الجبان
شد حسين على ذراعه وقال_امسك نفسك يا عبد الرحمن واهو ربنا اداله جزائه فى ساعتها...أنتبه قائلا_عمك لسه مااتصالش
حرك عبد الرحمن نفيا قائلا_اخر مره كلمنى كان من ساعه ولسه واقفين قدام العمليات ..الهى ربنا ياخده ونرتاح من شره
قال حسين بسرعه_متدعيش عليه يا عبد الرحمن ده عمك ممكن يروح فيها .. روح يالا شوف أختك جوزها مش عارف يسكتها ....وقبل ان يذهب عبد الرحمن ألتفت اليه قائلا بانتباه_اومال فين مريم
تلفت حسين حوله وقال _كانت هنا من شويه ...روح انت حاول تسكت أختك وانا هادور عليها
كانت تجلس على الارض بجوار غرفة العمليات وهى ضامة ساقيها الى صدرها وتستند رأسها الى الحائط وقلبها ېتمزق لوعة عليه ..تسكب دمعها وهى تتمتم بتضرع الى الله سبحانه وتعالى فى خفوت_يارب نجيه..يارب انا مسمحاه على اى حاجه يارب نجيه يارب ...يارب علشان خاطرى
أقترب حسين منها ووضع يده على كتفها قائلا _قومى يا مريم قومى يابنتى ..رفعت راسها اليه وهى تقول پبكاء_يوسف يا عمى يوسف هيضيع
أنهمرت دمعه كانت حبيسة عينيه وأطلقتها كلمات مريم ...أمسك كتفيها وساعدها على النهوض واقفة ..ضمھا اليه وهو يمسح على رأسها أدعيله يابنتى أدعيله ربنا ينجيه
قالت وهى تسكب العبرات فى صدره _والله العظيم بدعيله من كل قلبى
رفع رأسها اليه ونظر اليها
متابعة القراءة