رواية عن قصة حقيقية الفصول من الحادي عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

إسكتى ياختى مش أنا اتخانقت مع المعيد بتاعنا
ليه يا وفاء
عرضت عليه فكرة الرسالة بتاعته إنها تبقى مقارنه بين القانون الوضعي والشريعة
وبعدين
ولا قابلين ده طلع معيد فيونكة ولا فاهم أي حاجة فى الشريعة
ضحكت إيمان وقالت وإنتى بقى شرحتيله بطريقتك قام كرهها من غير ما يعرفها
نظرت لها وفاء بتعجب وقالت عرفتى منين
تابعت والدتها إعداد الطعام وقالت يابت خاليكى فى مذاكرتك وسيبك من الجنان ده متخليهوش يستقصدك
قالت وفاء بتحدى وهى ترفع السکين أنا وراه والزمن طويل
وفى إحدى المشاهد المتكررة كثيرا ولكنها محببة للنفس إلتف الجميع حول مائدة واحدة كبيرة تناولت إيمان طعامها سريعا وقالت وهى تقوم بعد إذنك يا عمى أنا نازلة
الحاج حسين رايحة فين يا بنتى النهاردة الجمعة
إيهاب أكيد عندك مقرأة ثم تابع قائلا الله هو مش إنتى خدتى الإجازة بتاعتك
أومأت برأسها قائلة فعلا بس هاستلم شهادة الإجازة النهاردة
نظرت لها فرحه بتساؤل وقالت يعنى إيه شهادة الإجازة دى يا إيمان
ابتسمت إيمان بخجل وقالت يعنى شهادة معتمدة إنى ختمت القرآن برواية ورش عن عاصم وأقدر أدرسه فى أى مكان
قال الحاج حسين بأعجاب هو إنتى يا بنتى معاكى إجازه برواية حفص عن عاصم
قال ايهاب أيوه يا عمى دى خدتها الأول وبعدين دخلت على رواية ورش
قال الحاج ابراهيم ماشاء الله ربنا يبارك فيكى يابنتى 
قالت فرحة فى شغف إحنا لازم نعملك حفلة يا إيمان لازم نحتفل بيكى
قال يوسف وهو يخطف نظرة سريعة إلى مريم آه طبعا لازم نحتفل بيها ياريت كل البنات كدة
أشاحت مريم بوجهها فهى تعلم أن الكلام موجه لها وقالت بخفوت مبروك يا إيمان
قالت ايمان بحياء لا حفلة إيه وبتاع إيه كفاية الكلمتين الحلوين دول ده أحسن تشجيع
نظرت وفاء إلى فرحة وقالت لها وأنا معاكى يا فرحة وتابعت وهى تنظر إلى إيمان إنتى تروحى مشوارك ترجعى تلاقى الحفلة جاهزة ومستنياكى وهتلاقى الهدايا نازلة عليكى زى المطر
ابتسم عبد الرحمن قائلا ومش أى مطر
وفت وفاء بوعدها وقامت مع فرحة بتنظيم الحفلة السريعة ذهبت إليهما مريم وإيهاب الذى قال ممازحا أنا قولت أساعدكم يعنى بصفتى بفهم فى الديكور ثم تابع على فكرة اللى إختار الركن ده فنان بجد
قالت فرحه فى خجل أنا اللى اخترته حلو
نظر فى عينيها قائلا إلا حلو ده تحفة حلو خالص
ضړبته مريم على كتفه قائلة إيه ياعم إنت أومال فين دروس غض البصر اللى كنت بتقولنا عليها
فغض بصره وهو يستغفر وقال طب أنا هستناكوا هناك لو احتاجتوا تنقلوا ولا تشيلوا حاجه عرفونى
قالت مريم ماشى يا عم هركليز
ضحكت الفتيات وبدأت كل واحدة تقوم بالعمل المخصص لها نظرت مريم إلى فرحة وهى تختلس النظر إلى إيهاب الذى يجلس بعيدا وقد لحق به يوسف وعبد الرحمن ووليد
فإقتربت منها قائلة بجرأة بصراحة الواد يتحب
إحمر وجه فرحة لكلمة مريم وقالت بصوت لا يكاد يسمع قصدك إيه يا مريم
قصدى إيه لا ولا حاجه إشتغلى ياختى إشتغلى ربنا يوفقك
عادت إيمان بعد صلاة المغرب فوجدت الحديقة قد أعدت على أكمل وجه بعض الزينة البسيطة والورود المنثورة حول طاولتين كبيرتين عليهما بعض أنواع الحلوى المختلفة وبعض المشروبات الملونة تحت المظلة الخارجية الكبيرة التى وضع عليها الأنوار الملونة فكان المنظر رغم بساطته إلا أنه بديع ويحمل معانى الدفىء التى افتقدتها منذ زمن
إجتمعت العائلة الكبيرة فى الحديقة حيث قال الحاج حسين لو كانت الحفلة دى بكرة كنت جبتلك الهدية اللى تستحقيها لكن ملحوقة إن شاء الله
وهنا قال عبد الرحمن بهدوء أنا بقى عندى لإيمان هدية هاتخليها ټعيط
قال ايهاب بمزاح طب إحتفظ بيها لنفسك
عبد الرحمن إستنى بس يا أخى ثم توجه بالكلام لإيمان قوليلى بقى عندك جواز سفر
إيمان بحيرة لا ليه
عبد الرحمن طب إلحقى بقى طلعيه بسرعة علشان تلحقى الفوج السياحى
قالت بحيرة أكبر فوج إيه
ياستى الفوج اللى طالع بعد عشرين يوم إيه مش عاوزه تعملى عمره ولا إيه
نظرت بإمتنان له وقد برقت عينيها بدموع الفرح وكادت أن تبكى ولكنها قاومت دموعها بصعوبة وهى تقول جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن بس مفيش داعى تكلف نفسك
تدخل الحاج حسين قائلا تصدق والله فكرة يابنى أنا كمان بقالى فترة نفسى أطلع عمرة ثم إلتفت إلى زوجته قائلا ها يا عفاف تيجى معانا
قالت بسرعه ولهفه إلا آجى طبعا هآجى
قال خلاص جهزى جواز السفر من بكرة يا إيمان ثم أشار إلى إيهاب وقال وانت بقى تاخد أجازة وتلف معاها على حكاية جواز السفر دى عاوزينه يطلع بسرعة علشان نلحق نسافر
لم تستطيع إيمان أن تتمالك نفسها أكثر من هذا فانسابت دموعها على وجنتيها وهى تتمتم الحمد لله كان نفسى فيها من زمان فقبلتها أختها واحتضنتها وقالت ده عنده حق بقى لما قال هدية هتخاليها ټعيط
أقبل الجميع يهنىء إيمان فى بهجة ومن وسطهم انسحبت مريم بهدوء إلى مكان بعيد نسبيا ووقفت تتأمل الأبواب الحديدية التى تحيط بالحديقة فى صمت وحزن وهى تشعر أن هذه الأبواب القاسېة بداخلها تحيط بقلبها وتعتصره فى قسۏة
تريد أن تتحرر
تريد أن تتقرب إلى الله مثل أختها لعلها تنال إحترام الجميع مثلها
ولكن هناك شىء يصدها دائما لا تعلمه
شعرت أن أحدا يقترب من المكان التى تقف فيه فإستدارت فوجدت يوسف يقف خلفها قائلا ببرود بابا بيسأل عليكى وقفه هنا لوحدك ليه
أشاحت بوجهها عنه وقالت حاضر جاية حالا 
مرت بجواره لتعود أدراجها ولكنه استوقفها بإشارة من يده وقال بهدوء هسألك سؤال وعاوز إجابه بآه أو لاء ممكن 
إتفضل
إنتى فى حاجة بينك وبين وليد
نظرت له بإستنكار وقالت لاء طبعا وعلشان تتأكد وليد بيقابل سلمى صاحبتى
وضع يديه فى جيبه وركل حصى صغيرة أمامه بخفه وقال ساخرا ده دليل ميشرفكيش على فكرة بالعكس
نظرت له پغضب وغيظ شديد ثم تركته ومضت فى طريقها حيث الإجتماع العائلى المبهج تحت مظلة الحديقة
مضت الأيام سريعا وإيمان تستعد للسفر لأداء العمرة بصحبة الحاج حسين وزوجته عفاف
وكانت المفاجأه أن عبد الرحمن أيضا سيذهب معهم لأداء العمرة فلقد كان يحتاج إلى مثل هذا الجو الروحانى ليخفف عنه ما يشعر به وليتقرب أكثر إلى الله بطاعة مثل هذه تخرجه من حالة الحزن الداخلى الذى يشعر به بإستمرار ويخفيه بمزاحه ومداعباته دائما مع الجميع 
وبعد السفر بعدة أيام جاءت سلمى لزيارة مريم مرة أخرى ولكنها كانت على حريتها فى المنزل أكثر من المرة السابقة فكانت تتحرك بحرية ولكن مريم لم تكن على طبيعتها معها فلقد بدأت تشعر بأن سلمى تسبب لها الكثير من الأڈى دون أن تعلم وخصوصا نظرات الڠضب التى تراها فى عيون يوسف كلما رآها بصحبتها كانت بداخلها تعلم أنه على حق ولكنها كانت تكابر دائما بعناد شديد
وعندما حان وقت إنصراف سلمى وقفت عند باب الشقة وصافحت مريم لتذهب فعرضت عليها مريم أن تهبط معها ولكنها أبت ذلك فتركتها مريم وشأنها فهى أصلا لم تكن مرحبة بوجودها معها هذه المرة 
إستقلت سلمى المصعد وبعد أن استقر وخرجت منه وجدت من يجذبها لداخل الشقة
تم نسخ الرابط