رواية عن قصة حقيقية الفصول من الحادي عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
مش مرغوب فينا
قال مشفقا لا يا ايمان متقوليش كده ده انتوا عندى احسن من عيالى ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
ايمان معلش يا عمى انا مش هقدر ارجع هناك تانى انا اقعد فى جحر بس بكرامتى
وكرامتك متصانه يابنتى وانا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك واعملى فيه اللى انتى عاوزاه
حركت رأسها نفيا وقالت مش عاوزه حد يعتذرلى معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم اريح اعصابى وبعدين نبقى نتكلم
لا يا عمى ارجوك متعملش كده وبعد اذنك متقولش حاجه لايهاب حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع انا هقوله ان المشوار من المدرسه للبيت عند حضرتك متعب شويه خصوصا اننا عندنا امتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله انى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فأضطر ان يسمح لها بالبقاء يومين لا اكثر
فى المساء ذهب اليها ايهاب ومريم كان ايهاب غير مقتنع بما تقول
يا ايمان انا مش مقتنع باللى بتقوليه ده امتحانات شهر ايه اللى تقعدك هنا لوحدك
وفجأه كده من غير ما تقوليلى
ابتسمت ابتسامه زائفه وقالت منا قلت اهرب بقى قبل ما تمنعنى
واللهوفكرانى هصدقك ده انتى تؤأمى يا ايمان يعنى احس بيكى من قبل ما تتكلمى
لمعت عيناها فقاطعتهم مريم قائله بصى يا ايمان لو مصممه يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
بادلتها الابتسامه وقالت مريم يالا بقى معلش كلوا بثوابه
طب والشغل يا مريم
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن لا انا مش هروح الشغل ده تانى
ليه انتى كمان حد زعلك ولا ايه
لا يا ايهاب متقلقش انا بس حاسه انى اهملت مذاكرتى وعاوزه ارجع اذاكر تانى واحضر محاضراتىمتنساش اننا عندنا عملى ولسه كمان فى تدريب فى الصيف عليه درجات
نظرت ايمان الى مريم وهما تحت ذراعيه نظرة ماكرة وأشارت لها مريم واحد اثنين ثلاثه وفجأه أنقضوا عليه باللكمات ظل يجرى منهما فى مرح ويقفز من المقعد للمائده وهما يلاحقانه و يتضاحكان
نهض ووقف امام ابيه فى حزن شديد وقال انا اسف يا بابا والله ماكنت اقصد اى حاجه من اللى حصلت دى انا خرجت عن شعورى
أكمل والده بانفعال عارف البنت قالت لاخوتها ايه قالتلهم انها قاعده هناك علشان امتحانات الشهر بتاعة مدرستها مجابتش سيرتك خالص طلعت احسن منك يا عبد الرحمن
جلس عبد الرحمن الى فراشة ووضع رأسه بين كفيه فى حزن عميق
نظر له والده فى شفقه ولان صوته قائلا كل ده ليه يابنى الدنيا مبتوقفش على حد انت لسه فى عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى انت عاقل ولازم توزن الامور احسن من كده ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه فى حب وقال انا عارفك يا عبد الرحمن انت راجل يابنى وهتعدى اى محنه قدامك وهتبقى اقوى من الاول مليون مره يابنى الضربه اللى متكسركش هتقويك
وانت عضمك ناشف ده انت اللى هتشيل الشيله كلها من بعدى يابنى
تناول كف ابيه وقبله وقال ربنا يديك طولت العمر يا بابا ده احنا من غيرك منسواش حاجه ارجوك متزعلش منى اوعدك انى ارجع لحياتى تانى اقوى من الاول
وعد يا عبد الرحمن
وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول ربنا يبارك فيك يابنى انا كنت عارف انك راجل وانك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأه وكأنه قد تذكر شيئا فنظر الى والده وقال متعرفش يا بابا المدرسه اللى ايمان بتشتغل فيها اسمها ايه
فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن انها ستأتى متأخره وبعد حوالى الساعه أتصل به والده وطلب منه الحضور اليه
قطع يوسف الممر الى مكتب والده ودخل اليه فأشار له بالجلوس وهو يقول اقعد يا يوسف وبدون مقدمات قال ها قولى بقى عملت ايه فى بنت عمك انت كمان
قطب جبينه وقال يعنى ايه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
قصدى مريم يا يوسف زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى وأكمل بانفعال مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات
يا بابا هى اللى ابتدت وانت عارفنى مبحبش اسيب حقى
هو انا مش هخلص من حركات العيال دى هو انا مخلف رجاله ولا عيال فهمونى هو احنا فى شركة ولا فى حضانه
انا اسف يا بابا خلاص اوعدك مش هضايقها تانى ولو عملتلى حاجه هبعت جواب لولى امرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هى اشتكتلك منى ابقى ذنبنى على السبورة
ابتسم الحاج حسين لمزاحه وقال مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح
أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى
أشاح وجهه وقال بمكر دى مش طايقه تشوفك ومهما عملت مش هتصفالك انا متأكد انك مش هتقدر
نهض يوسف بشغف وقال بتحدى ماشى يا حاج افتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد انى اقدر ولما بحط حاجه فى دماغى بعملها ماشى
طب يالا روح شوف شغلك لما نشوف
أنصرف يوسف وبمجرد ان اغلق الباب خلفه أبتسم والده فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق الى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق فى ذكاء شديد
جلست ايمان فى المساء على فراشها وهى تنظر الى الزهرة المسكينة التى القى بها على الارض وتناولت الكوب الذى وضعتها به وجعلت تنظر اليها فى شفقة وهى تتخيل شكلها وهى تدهس بالاقدام مررت عليها اطراف اصابعها فى رقة وتهمس لها همسا متزعليش مش كل الناس معندهاش رحمه زيه
رفعت مريم الوساده من على رأسها وهى تقول بتثاءب بتقولى حاجه يا ايمان
ايمان لالا نامى انتى
مريم ازاى بقى انا سمعتك بتقولى حاجه
ايمان اوف انتى يابنتى ودانك دى ايه ده انتى ينفع تشتغلى مقياس للزلازلكنت بكلم الورده خلاص ارتحتى
مريم وهى تفتح عين وتغمض الاخرى والنبى انتى اټهبلتى بتكلمى الورده
ايمان ايه والنبى دى مش انا قلتلك مية مره قبل
متابعة القراءة