رواية عن قصة حقيقية الفصول من الحادي عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
ساعه تماما كان من الممكن ان يفكر يوسف بشكل مختلف او كان من الممكن ان لا يفكر بالامر ابدا فوليد علاقاته متعدده
ولكن وليد غير معتاد على ترك الشركه فى هذا الوقت المزدحم بالعمل لاى ميعاد مهما كان وقد ربط ذلك بآخر جمله قالها وهو يخرج من المكتب وبين اشارته لها فى الصباح
تناول الهاتف وأتصل على الخادمه التى أتت بها والدته للطبخ زتنظيم المنزل لحين عودتها من العمره وسألها كأنه يسأل عن اهل البيت بشكل طبيعى قائلا فرحه رجعت من كليتها
يوسف الانسه مريم اتغدت معاها
ايوا اتغدت وطلعت شقتها يا فندم
يوسف طيب شكرا وأغلق الهاتف
كان يريد ان يتأكد ان مريم فى المنزل وهل هى وحدها فى شقتها ام مع فرحه
ظل يطرق بالقلم على سطح المكتب فى توتر وهو يتخيل وليد وهو يدلف الى شقه مريم بحرص دون ان بنتبه اليه احد ويتخيلها وهى تغلق الباب وتتلفت حولها لتتأكد انه لا احد يراهم
أضطر يوسف أن يستقبل العميل لم يستطع يوسف ان يركز ذهنه مع الرجل فلقد كان مشتتا فى خيالاته
أنهى حديثه مع الرجل بوعد بلقاء آخر خرج العميل وخرج يوسف خلفه مباشرة من المكتب كالسهم ومنه الى الاسفل أستقل سيارته وانطلق مسرعا عائدا الى المنزل
وبالفعل خطط لكل شىء لكى يؤكد ليوسف ان هناك علاقه حقيقيه بينه وبين مريم
كان يعلم ان هناك شىء ينبت فى قلب يوسف تجاه مريم فاراد وئده فى المهد فلقد شرب الكره الشديد لاولاد عمه علي من أمه كما انه يعلم ان يوسف لن يفضح ابنت عمه وبالتالى لن يفضح علاقته بسلمى
ولكنه تفاجأ بهبوط المصعد منه الى الطابق الارضى عاد يوسف ادراجه بهدوء على الدرج ووقف على آخر سلمتين فى الطابق الارضى بجوار المصعد خرج وليد من المصعد وهو يطلق صفير من بين شفتيه بطريقه منغمه تدل على الانسجام الشديد
خرج وليد من المصعد وأتجه الى الجراج مره اخرى وأستقل سيارته وهو مبتسما ابتسامه عريضه وعاد الى الشركة مره أخرى
تأكد انها ليست فقط بنت تتصرف بطريقه غير لائقه لا أنها تعدت كل الحدود أشتعلت ڼار الغيرة فى قلبه أكثر وأكثر الان تأكد انه يغار عليها ولكن هى لاتستحق سوى السحق بالاقدام
تعلن الخطوط الجويه السعودية عن اقلاع رحلتها رقم المتوجهة الى القاهرة
نرجو من جميع الركاب ربط الاحزمه والامتناع عن الټدخينشكرا
نظرت ايمان الى عفاف التى تجلس بجوارها بابتسامه وهى تقول لها الحمد لله عرفت اربطه لوحدى
ضحكت عفاف وهى تقول كده احسن برضه بدل ما نحتاس زى المره اللى فاتت ابتسمت ايمان قائله ها يا طنط حفظتى دعاء الركوب
ايوا حفظته اسكتى بقى لما اقوله متلخبطنيش
نظر الحاج حسين الى عبد الرحمن الذى يجلس يجلس على المقعد بجواره قائلا بابتسامه عمره مقبوله يابنى ان شاء الله
قبل عبد الرحمن يده وقال ربنا يتقبل يا حاج وميحرمناش منك ابدا
صمت الحاج حسين قليلا ثم الټفت الى عبد الرحمن وقال بصوت خفيض وبنبره جديه بقولك ايه يا عبد الرحمن
انت مش ناوى بقى تفرحنا بيك ولا ايه
أبتسم عبد الرحمن بحزن قائلا ان شاء الله يا بابا ادعيلى انت بس ربنا يرزقنى ببنت الحلال
اقترب منه وهمس وهو يشير الى المقعد الخلفى طب ماهى بنت الحلال موجوده اهى
الټفت عبد الرحمن للخلف ثم نظر ابيه باستنكار وقال حضرتك بتتكلم جد
نظر له والده يتفرس فى وجهه يحاول ان يقرأ انفعالاته وقال طبعا بتكلم جد وجد الجد كمان لو فيها عيب طلعهولى
ارتبك عبد الرحمن وقال مش مسألة فيها عيب يا بابا بسبس انا بحس انها عندى زى فرحه كده مش اكتر
ده بس علشان مفيش بينكم معامله لكن لما تبقى خطيبتك المسافه بينكم هتقرب اكتر
خطيبتى ايه بس انا يا بابا مبفكرش فى الموضوع ده خالص دلوقتى
شرد حسين وقال اول مره تعارضنى يا عبد الرحمن
قال عبد الرحمن بسرعه اعوذ بالله انا مقدرش اعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش اتجوز واحده بحبها زى اختى
اول مره تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك
أعتصر كلام ابيه قلبه فقال پألم لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط انا مبفكرش فيها خالص بالعكس
اومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى مؤدبه ومحترمه ومتدينه وبنت عمك يعنى دمك ولحمك
شعر عبد الرحمن ان اباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق خلاص يا بابا اوعدك هفكر فى الموضوع ده وارد على حضرتك قريب
حسين اسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجه لكن اعرف يابنى ان الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور قدامك يومين وترد عليا علشا افاتح البنت فى الموضوع
كاد ان ينفعل من وقع كلمات ابيه ولكنه تذكر انها وامه يجلسان خلفهم فحاول ضبط أعصابه واخفض صوته قائلا بس حضرتك يابابا نسيت انا سبت هند ليه لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هى عايزاه
ابتسم حسين قائلا ومين قالك انى مش هنفذلها اللى هى عايزاه
قال عبد الرحمن بتعجب اول مره مفهمش حضرتك بتفكر ازاى
ابتسم والده فى هدوء وثقه قائلا شوف يابنى انا واحلام واقفين على اول طريق والطريق ده اخره اتجاهين انا عاوز اخر الطريق احود يمين وهى عاوزه تحود شمال يعنى انا وهى لازم نمشى فى الطريق نفسه مع بعض لكن العبره فى اخر الطريق يابنى فهمتنى
عبد الرحمن طب هى عارفين هى عاوزه ايه عاوزه فلوسنا وخلاص لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه
حسين كان لازم تعرف من ساعة ما كنت بدور عليهم يابنى انا مستغرب من سؤالك دهياما قلتلك وانا بدور عليهم انى عاوز الم لحمنا اللى مرات اخويا خادته وهربت
وان عمك موصينى بكده قبل ما ېموت اومال انت فاكر يعنى ايه معنى ان اخويا يقولى وهو بيطلع فى الروح خد عيالى فى حضنك يا حسين لو كنت
عرفت معنى الجمله دى مكنتش سألتنى السؤال ده يا عبد الرحمن
شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشده وهو يقول طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف اشمعنى انا
ابتسم مره اخرى قائلا علشان مينفعش اعرض عليه واحده هو بيحب أختها
تفاجأ عبد الرحمن بكلمات ابيه وقال باندهاش يوسف بيحب لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا
والده معاك حق انا كمان مستغرب بس انت عارف ابوك مبيقولش حاجه غير لما يكون متاكد منها
ثم اردف قائلا بجديه قدامك يومين تفكر وترد عليا اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق حاضر