رواية عن قصة حقيقية الفصول من الحادي عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ليراها من شرفتها تنظر اليه بصمت
الفصل الرابع عشر
أستيقظت ايمان صباح يوم الجمعه أكثر راحه عن ايامها السابقه وأسرعت لتوقظ ايهاب ليلحق بصلاة الجمعه كالعادة أستيقظ ايهاب وأغتسل وذهب للصلاة كانت ايمان قد دخلت غرفة مريم لتوقظها ولكنها لم تجدها
بحثت عنها فى فى جميع الغرف ولكن لا أثر لها إرتدت إسدال الصلاة وخرجت إلى الشرفة وظلت تبحث عنها بنظرها حتى رأتها تجلس على الأرجوحة الكبيرة فى جانب من جوانب الحديقة بالقرب من أحواض الزهور
كانت مريم يظهر عليها علامات الأسى الواضحة وهى تستعيد ما قصته عليها إيمان ليلة أمس عن مادار بينها وبين أعمامها فى الشركة 
وهي لا تكذب ما سمعته من إيمان لحظة واحدة فلقد عاشت مع أمها وخبرت ذلك جيدا منها 
وعاشت أيضا مع أعمامها وتعاملت معهم فترة كافية تجعلها تجيد الحكم عليهم وبمقارنة بسيطه تخسر أمها دائما 
نعم فالانسان يستطيع أن يغير فكرة الناس عنه بمعاملته وحسن عشرته أكثر من دفاعه عن نفسه بالكلام 
كانت مريم غارقة فى بحر من الأفكار تتصارع في عقلها كالأمواج المتلاطمة لدرجة أنها لم تشعر بإقتراب أحدهم منها من الخلف ووضع كفيه على عنينيها فى صمت 
اختلج قلبها بشدة تصورت أنه يوسف لا تعلم لماذا تمنت هذا مع علمها أن يوسف مستحيل أن يفعل ذلك معها وخصوصا أن العلاقة بينهم متوترة هذه الأيام 
تحطمت أمنيتها على صخرة الواقع عند سماعها صوت وليد وهو يقول أنا مييييييييين
أستدارت فجأه وقالت پغضب لو سمحت متعملش الحركات دى تانى أنا مابحبهاش وشرعت فى النهوض ولكنها تعثرت فى الأرجوحة وكادت أن تقع ولكن وليد ساعدها بيديه وأمسكها من ذراعها بقوة 
إعتدلت مريم لتوبخه ولكنها تفاجأت بيوسف يقف خلفه وينظر لها پغضب ويقول لوليد إيه اللى بيحصل ده
لاحظ وليد ڠضب يوسف مما يرى فقرر أن يستثيره أكثر فقال له غائظا ولا حاجة إنت عارف ابن عمك دايما بيجى فى الوقت المناسب علشان يلحق العرض الاول
قالت مريم بانفعال عرض إيه ثم تابعت مدافعة عن نفسها أنا كنت هقع
قال وليد بإستفزاز آه طبعا ميضرش أبدا 
ثم نظر إليهما وقد حقق مراده وقال طب ألحق أنا بقى الصلاة عن إنكم
حاولت مريم شرح موقفها مرة أخرى وهى ترى علامات الڠضب مازالت ترتسم على وجه يوسف قالت أنا كنت قاعدة على المرجيحة وبعدين !!
قاطعها قائلا مايخصنيش أنا اللى عاوز أنبهك ليه إنك هنا مش فى الجامعة يعنى لازم تحافظى على شكلك قدام عيلتك ولو اتماديتى مع وليد إنتى اللى هاتكوني الخسرانة الوحيدة في اللعبة دي 
قالت بنبره تشبه البكاء إيه الكلام اللي بتقوله ده هو أنا يعنى باعمل إيه فى الجامعة علشان تقولى كده وبعدين هو اللى مسك إيدى لما كنت هقع يعنى أنا ماتماديتش معاه فحاجة خالص
قال بسخرية صح أصل لو واحدة بتصد واحد هيجيله جرأه ويحط إيده على عينيها ويهزر معاها
وأنا مالى هو اللى دايما بيطلعلى من تحت الأرض وبيتصرف كده وبيغلس عليا من غير سبب
تابع بنفس اللهجة الساخرة من غير سبب متأكدة 
طبعا متأكدة
يوسف غريبة أومال يعنى مش بيغلس ليه على إيمان إختك
معرفش وأنا مالى ماتسأله هو
إنتى اللى مش عاوزه تعرفى
قاطعهما صوت عمها إبراهيم وهو يلقى التحية من بعيد ويشير ليوسف أن يلحق بالصلاة فتركها وانصرف سريعا 
كانت إيمان تتابع ما يحدث من شرفتها فنادت على مريم التى نظرت للأعلى فأشارت لها بالصعود صعدت مريم إليها قائلة خير يا إيمان فى حاجة 
إيمان أنا كنت واقفة وشفت اللى وليد عمله ولاحظت وشك وإنتى بتكلمى يوسف 
هو قالك حاجه زعلتك وبعدين يا مريم إنتى خليتي وليد ياخد عليكي للدرجة دى ليه
شعرت مريم أن الجميع يتكلم عنها بنفس الطريقة ويتهمها فى تصرفاتها فقالت بإنفعال هو فى إيه كلكوا بتتهمونى إنى أنا السبب وأنا اللى باسمحله يضايقنى ويغلس عليا إنتى تقوليلى مأخداه عليكى ويوسف يقولى إنى باتمادى معاه هو إنتوا شايفنى إيه بالظبط
مسحت إيمان على شعرها وهدأتها وجلست بجوارها وقالت فى حنان مريم يا حبيبتى إنا قلتلك قبل كده الناس مش بتدخل جوانا وتشوف نيتنا إذا كانت طيبة ولا لاء 
الناس بتحكم بالتصرفات الظاهرية لينا يعنى مثلا إنتى وقفتى قدام فاترينة خمور فى الشارع أى حد معدى هيقول بتتفرج على الخمړة ليه أو نفسها تشترى منها لكن إنتى ممكن تكونى وافقة ترتاحى من مشوار طويل أو دايخه مثلا ووقفتى تاخدي نفسك شوية 
لمعت عيون مريم وقالت يعنى إيه يا إيمان يعنى أنا هيبقى ذنبى إنى واقفه أرتاح أو دايخة 
إبتسمت إيمان وقالت لا يا مريم مش ذنبك انك بترتاحى لكن ذنبك إنك إختارتى المكان الغلط اللى ترتاحى قدامه 
يعنى ماشيه مشوار طويل ومستحمله كان ممكن تستحملى أكتر وتمشى خطوتين كمان لكن إنتى إستقربتى ووقفتى فى حتة ممكن تشبهك وإنتى مش حاسة إن الناس هاتحكم عليكى من خلال المكان اللى وقفتى قدامه 
ثم طبعت قبلة حانية على وجنتها وقالت يعنى إنتى كل مشكلتك يا مريم إن نيتك كويسة لكن بتستقربى الغلط وتقولى نيتى خير 
نظرت لها مريم بحنق يعنى مطلوب منى أعمل إيه علشان الناس تعرف إنى كويسة 
إتسعت إبتسامة إيمان وقالت بهدوء قوليلى يا مريم لما بتحبى تقرأي قصة إيه أول حاجة بتلفت نظرك ليها
مريم العنوان وبعدين بشوف مضمونها
حصلت إيمان على ما تريد فقالت بالظبط كدة 
العنوان الأول وبعدين المضمون علشان كدة لازم تخلى عنوانك مظبوط أوى
مريم يعنى إيه عنوانى
ايمان عنوانك يعنى لبسك ومظهرك الخارجييعنى صحابك اللى ماشية معاهم ومصحباهم يعنى وقفتك ومشيتك وطريقة كلامك وهزارك يعنى الأماكن اللى وافقة فيها أو جواها أو خارجة منها
قالت مريم بتأفف فاهمة تقصدى سلمى مش كدة
قالت إيمان بصبر مش سلمى وبس لا وكل سلمى ممكن تشبهك وتخلى الناس يفتكروكى زيها يابنتى الرسول عليه الصلاة والسلام قال المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
يعنى مافيش حاجة إسمها أصاحب واحدة تصرفاتها مش كويسة وأنا واثقة من نفسى إنى مش هاعمل زيها فهمتى 
والدليل على كدة إنك قبل ما تصاحبيها كان لبسك جميل ومحتشم ولا نسيتي 
قالت مريم بعناد طيب يا إيمان سيبينى مع نفسى شوية لو سمحت أنا مخڼوقة دلوقتى
قامت إيمان وقالت ماشى هاسيبك بس عاوزاكى تعرفى إن أنا بحبك أوي وإنك أغلى واحدة عندي لكن ماتنسيش إنك مالكيش حجة أنا روحتلك كليتك كتير قبل كدة وشفت بنات محترمة كتير يعنى ماتجيش تقوليلى مش هلاقى أصحاب والكلام بتاع كل مرة ده 
عن إذنك بقى هانزل عشان ألحق الخطبة من أولها في المسجد 
وإلتفتت إليها وقالت ماتنسيش تنزلى بعد الصلاة علشان الغدا
زفرت مريم بقوه وقالت مش طايقة أشوف حد مش نازلة
ضحكت إيمان وهى تفتح الباب قائلة يبقى إنتى لسه معرفتيش عمك لحد دلوقتى
تفاجأت إيمان بقبله على وجنتها من الخلف إلتفتت إلى وفاء بسعادة وهى تحتضها وتقول وحشتينى يا إيمى
وإنتى كمان والله أخبار المذاكرة إيه
تم نسخ الرابط