رواية روعة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

كتار يا يوسف غزل مهتنفعكش
رد برفض ونظرة حملت بداخلها الكثير
غزل اتربت على إيدي يعني مهقبلش تروح لغيري دي أخرة صبري وحرماني أنا عايش ومستنيها
بات يوسف ثائرا من الداخل وهو يتحدث لم تعرف سعاد كيف تردعه عن ذلك فوضعه أسوء مما تخيلت فاقت من شرودها على صوته يسألها بتجهم
أبوي هيعاود مېته علشان آخد منيه عنوانها إهناك..........!! 
____________________________________
وضعت أمامها على الطاولة الصغيرة منتصف المطبخ كل ما تشتهيه الأنفس ولم يكفي ذلك لتذهب لإحضار المزيد تأملت غزل كل ذلك بانبهار وهي تردد باستنكار
كفاية يا خالتي أنا هاكل كل ده!
تحركت خالتها ناحيتها بطلعتها البشوش وهي ترد بألفة وهي تضع المقبلات أمامها
كلي يا حبيبتي واتغذي أنا عندي أغلى منك تلاقيكي في البلد يا حبة عيني مش لاقية حاجة!
دعست بكلماتها تلك على وترها الحساس لتتألم داخليا ردت ناظرة إليها بقناعة
الحمد لله يا خالتي هو يعني أبويا هيجيب منين ما إنتي عارفة اللي فيها
زمت الأخيرة شفتيها كابتة حنقها لتبتئس من وضع هذه الفتاة وما عرفته عنها مؤخرا جلست بجانبها على الطاولة لتسكب لها في طبقها ردت بتهكم داخلي
يلا الحمد لله هو أنا يعني جبتك هنا ليه علشان تاكلي وتتغذي وتلبسي أحسن ما إنتي مدفونة بالحياة هناك
ابتسمت غزل بسخرية قائلة
هو أنا يعني جاية هنا برضوه هاعمل أيه ما أنا هشتغل خدامة معاكي
ادركت خالتها إحتقارها لذلك تركت ما بيدها محتجة بامتعاض
والله تشتغلي خدامة هنا وعايشة مبسوطة وبتنامي على فرشة نضيفة وبتاكلي أحسن أكل وبتشوفي ناس مش بتشوفيهم غير في التليفزيون أحسن بكتير من عيشتك في البلد المهجورة دي اللي حتى مش فيها المية بتوصلكوا ولا كان عاجبك حالك
أنصتت غزل لها بكمد وقد لاح الحزن عليها تابعت خالتها مشفقة عليها وهي تبتسم بود
مش عاوزاكي تزعلي أنا علشان باحبك جبتك هنا وكمان الست هدى هانم قالتلي هتخليكي تكملي تعليم لما كلمتها عنك قولتلها إنك في ثانوية عامة ووعدتني هتقدملك هنا بعد ما تخلصيها
انفرجت شفتيها بفرحة وقد تهلل وجهها رددت بعدم تصديق
صحيح يا خالتي الكلام ده يعني هاكمل تعليمي وهدخل الجامعة!
أكدت خالتها بنبرة حانية
صحيح يا عيون خالتك إنتي بنتي يا غزل
ابتسمت لها غزل قائلة بامتنان
ربنا ما يحرمني منك يا خالتي
قالت الأخيرة بتنبيه وهي ترفع سبابتها
هنا وبس عاوزاكي تسمعي كلام الست هانم هدى وملكيش دعوة بأي حد هنا من ستات القصر ولا بناتها وكمان ابعدي عن الرجالة هنا وبالأخص جدهم الكبير دا راجل قاسې كده والكل بېخاف منه أنا نفسي مبقدرش أشوفه عاوز أيه
هتفت غزل بتوجس
خوفتيني يا خالتي!
ابتسمت لها لترد بنبرة مطمئنة
يا حبيبتي أنا بس مش عاوزاكي تتأثري بالجو هنا انا فهمت الست هانم إنك هتخدميها هي وبس أديكي شايفة الخدامين الاجانب هنا مالين القصر إزاي بس هي قالتلي مش بتحب شغلهم علشان كده بيخدموا الستات التانين اللي مش عاوزاكي تختلطي بيهم
لم ترتاح غزل لحديث عمتها حول سكان القصر فمنذ خطت بقدمها والاجواء ساكنة رغم اتساعه الكبير وزيادة غرفاته ناهيك عن إطراق جميع سكانه رغم أن خالتها أخبرتها بوجود حفل اليوم أخرجتها خالتها من تفكيرها الجانبي حين هتفت بنبرة تشجيع
يلا كلي زمانك تعبانة من السفر ومكلتيش حاجة طول الطريق
ثم دفعت الطعام نحوها لتقربه منها ابتسمت غزل بزيف ثم شرعت في تناول الطعام تحت نظرات خالتها الحنون...
لحظات وولج السفرجي قائلا بصوت رخيم
هدى هانم رجعت من برة يا فتحية وعاوزة قهوتها حالا
نظرت غزل لخالتها التي نهضت سريعا من موضعها مرددة بانصياع
ثواني وهكون محضرهالها
دلف السفرجي للخارج فذهبت هي مسرعة لتطهي القهوة وجهت غزل انظارها نحو خالتها ثم استفهمت
هي هدى هانم دي كبيرة ولا صغيرة
انتبهت لها خالتها وهي واقفة أمام الموقد تصنع القهوة ردت موضحة
ست كبيرة وأبوها الراجل الكبير اللي بقولك عليه يعني في مقام أبوها كده علشان مربيها عندها ولدين كبار واحد ابنها والتاني ابن جوزها واحد اتجوز وطلق والتاني اتجوز ومراته ماټت وعنده ولدين صغيرين ما هو ده اللي خطوبته النهار ده وهي اللي مربياهم وبتعتبرهم ولادها ومش بتفرق بينهم
تحرك غزل رأسها بتفهم مع كلمات خالتها ثم نهضت قائلة بحماس
طيب ما تجيبي القهوة اوديهالها أنا وبالمرة اتعرف عليها وآخد على المكان
أعجبت خالتها بتلك الفكرة لترد بموافقة
خلاص يا حبيبتي خديلها القهوة إنتي هي قربت تخلص
ابتسمت غزل باتساع ثم أنهت خالتها تجهيز القهوة لتحملها غزل على صينية صغيرة مطلية بالذهب وباهظة الثمن تحركت بها نحو الخارج لتجذبها مقتنيات القصر تاهت فيما حولها وهي تجوب بأنظارها جميع زواياه بشرود ورأسها يدور هنا وهناك مذهولة مما ترى اثناء سيرها الطائش لمحتها تلك المرأة الراقية وهي تقف منتصف الدرج وتتأملها بنظرات لم يتفهمها أحد سواها انتبهت لها غزل ثم ارتبكت قالت بتلعثم
أ أسفة..يا ست هانم سامحيني
أكملت السيدة هبوط الدرج بأناقة ونظراتها عليها والتي اربكتها وصلت السيدة إليها ثم بهدوء مريب تناولت كوب القهوة لترتشف منه وهي واقفة موضعها شعرت غزل أن هذه السيدة بها خطب ما لكن وقفت حاملة الصينية أمامها منتظرة تعليماتها دلف الآخر من غرفة المكتب متقدما نحوهن ابتسمت له السيدة وهي تكمل ارتشاف قهوتها خاطبته بنبرة راقية
صباح الخير
التفتت غزل للذي تحدثه فإذ به رجل بكل معنى الكلمة هيئته شدتها لتحدق به وهذا ما جعل السيدة تكتم بسمتها حين لاحظت ذلك قال لها مبتسما بعذوبة وهو يمسك كفها وينحني ليقبله
صباح الخير يا ماما معلش مش هقدر آجي على الغدا
ثم نظر لها فابتسمت له السيدة بمحبة وهي تقول
عارفة يا حبيبي إنك مشغول
ثم وجه يزيد بصره ل غزل أمرها بحزم
سيبي اللي في إيدك دي وخدي الأوراق دي وديها عربيتي
كان يقصد الصينية ارتبكت غزل لا تعرف أين تضعها انقذتها خالتها التي جاءت من الخلف ثم أخذتها منها فتنهدت غزل براحة ثم انتبهت له يتحرك نحو الخارج بخطوات سريعة فأسرعت هي الأخرى خلفه شبه راكضة وهي تغمغم
متسربع كده ليه ده!
ثم نهجت بشدة من طول المسافة حتى خرجت من القصر وهي تغذو في السير من خلفه لتتلاقى أشعة الشمس مع عينيها والتي اغمضتهن تلقائيا لتحجب نورها ولم تنتبه لرش الحديقة بالماء فانزلقت قدماها صړخت مټألمة بشدة فالټفت لها يزيد هادرا باهتياج وهو يرى الاوراق ملقاه على الطين ومتجاهلا ما بها
الورق! يا نهارك إسود
اړتعبت غزل وهي تعتذر مضمرة ألم قدميها
أسفة يا بيه أنا اتزحلقت مش قصدي
أحس بها وأنها ليست بخير قال متأففا
هاتي إيدك ويلا قومي
اضطر لرفعها من خصرها فتوترت من إمساكه بها حيث اضطرت للتشبث به أثناء معاونته لها كان قد وصل مراد من الخارج حيث قضى ليلته خارج القصر كعادته في بعض الأحيان والذي ترجل من سيارته الحديثة وهو يرى ذلك المنظر ونظراته المظلمة على كليهما ويعلو ثغره ابتسامة غامضة وقف أمامهما واضعا كلتا يديه في جيب بنطاله قائلا بمكر
أيه دا كله عيني عينك كده!
انتبه له يزيد فارتبك وكذلك هي التي حدقت في هذا الشاب متناسية ألمها برر ما يحدث بتوتر
مراد!! إنت فاهم غلط........!!!
_______________________________
في ظل حديثهن عن أحوال بعضهن وهن يجلسن في حديقة الفيلة
تم نسخ الرابط