رواية روعة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ابتعدت غزل لتراها ساكنة فقط ملامحها تتحدث عن حالتها المحزنة قالت بصوت خفيض
إنتي صعبانة عليا جوي............!!
وقف أمامها بشموخ ليتأمل ضعفها وهي متسطحة أرضا على فرش قديم في غرفة خاڤتة الإضاءة فتحت المرأة الكبيرة عينيها بضعف وهي مستلقية على جانبها حين انتبهت لولوج أحدهم عليها تمعنت النظر فيه جيدا لتعود كل قسۏة نالتها منه على ذهنها رمقته بعدائية فهو السبب في تحطيمها لم تجد سوى البصق عليه ثم قالت بشراسة
اعتاد على ذلك منها لذا التزم الهدوء رد بحقارة
آني ممكن أخليكي تحصلي بتك بس صابر عليكي على ما تخبريني فلوس أبوكي فين
كل مرة تراه فيها يتأجج احتقارها له ودت لو أكالت له بعض الضربات لتفرغ ڠضبها فيه لكن لضعف جسدها ظلت طريحة فقد أنهك جسدها بقلة إطعامها لتهتاف عليها الأمراض ردت عليه بكره
ليك يوم يا جعفر ودم بتي اللي جتلتها مهيروحش هدر طول عمرك واطي وبادعي رابنا يطول إف عمري علشان أشوفك جدامي مذلول
اللي يجف جدامي حكم على نفسه بالمۏت وإنتي عارفة إكده من زمان أنا جعفر يا عزيزة ولا نسيتي وبتك كانت خاطية ومصيرها كان جطع رجبتها
جملته الأخيرة جعلتها تتخيل منظر ابنتها مفصولة الرأس لذا بكت عليها متحسرة لم يرحمها فهي أيضا ابنته لكنه متحجر وتعرفه هتفت بقلب منفطر
ثم تابعت بكائها فابتسم بغرور ليقول بمكر
جولي الفلوس حطاها فين وآني هرحمك من اللي إنتي فيه.....!!
____________________________________
طرق باب غرفة أخيه الأكبر بهدوء ثم انتظر أن يسمح له بالدخول حين تنبه مراد النائم على تخته بمن يدق الباب استجمع حضور ذهنه وهو يرد
هنا ولج يزيد عليه فاعتدل مراد ليجلس حين رآه تقدم يزيد منه ليقول بحرج شديد
أنا آسف إني بصحيك من النوم أصلي كنت محتاج منك فلوس
بنظرة أربكت يزيد رد مراد
والمدام عاوزة أيه المرة دي
ازدرد ريقه وهو يقول بنبرة مشدودة
دا أنا محتاجهم للمصاريف ما إنت عارف إني متجوز وليا أسرة أصرف عليها دا طبيعي يا مراد!!
ابتسم باستهزاء من حديثه المبرر ونبرته المتوترة تنهد مراد بعمق ليقول بكل هدوء
شدد في نطق الكلمة الأخيرة بضيق فانحرج يزيد وتخضبت ملامحه تابع مراد بصرامة ونظرات قاسېة
مافيش فلوس يا يزيد إنت ومراتك عايشين معانا وليك مرتبك اللي بتقبضه واللي يكفيك وزيادة يلا روح على شغلك عاوز أكمل نومي
حين دلف يزيد كانت زوجته بانتظاره على مقربة اقترب منها فهتفت بشغف
جبت الفلوس
رد بقلة حيلة ازعجتها
مرضيش يديني ومعرفش اعمل أيه!
صرت أسنانها بغيظ قائلة
أنا عايزة أعرف أنا متجوزة مين إنت ولا هو بلاش أطلب منك طالما إنت كده يا رتني كنت اتجوزت مراد على الأقل هيكون عندي كل حاجة!!
رسم الڠضب الذي لم تقتنع به وهو يوبخها
احترمي نفسك أنا باشتغل وباقبض إنتي اللي طلباتك مبتخلصش وكل شوية عايزة حاجة ومتنسيش إنك عايشة وسطينا وكل طلباتك مجابة زي أي حد هنا كفاية حاجات ملهاش لازمة علشان تتجملي وسط أصحابك
ردت بانفعال
كمان مغلطني باطلب أيه يعني دا صحباتي اللي عايشين أقل مني عندهم اللي مش عندي
أنهى يزيد معها الحديث قائلا بتنبيه
آخر كلام مافيش فلوس وإذا كان عاجبك هو ده اللي عندي غيرك يتمنى يعيش مكانك
ثم تركها تغلي من عدم اهتمامه بأمرها عضت قبضتها بغل قائلة
وأنا اللي فاكرة الدنيا ضحكتلي يوم ما اتجوزتك عندها حق صاحبتي كنتي اتجوز مراد..........!!
____________________________________
لم تغفا لتظل متيقظة وعقلها زائغ فيما مرت به وقبلها طيلة السنوات الدابرة جزء بداخلها أدركت به الشړ وجزء حائر مريض حاقد أصبحت به تخطط للنيل ممن دمروا حياتها بغرفتها جلست قسمت على فراشها منكمشة في نفسها تلوم نفسها شاعرة بالقهر لكن من ماذا! لم يكن سبب ما هي عليه هو انفصالها عن زوجها بل اعتادت على ذلك طاش فكرها لبعيد لتتذكر استغنائها عن قطعة منها لسطوة من أحبته عليها واصراره على عدم وجود ما يربطهما عاقبها الله ليحرمها من الإنجاب ثم بكت بحړقة لتخرج ما في جعبتها من آلام.....
شهقت بهلع حين نادتها هدى من الخارج
قسمت!
سريعا كفكفت عبراتها جيدا وهي تحاول الهدوء عاود صوت هدى يقول لها
قسمت أنا عارفة إنك منمتيش عاوزة اتكلم معاكي مش معقول هتنامي والنور والع
لم تجد قسمت مفر لترد مختلقة تبرير
استني يا هدى أنا بلبس هدومي
انتظرت هدى وبعد وقت هيأت فيه قسمت نفسها حين نهضت لتظبط نفسها قالت لها بجأش
ادخلي يا حبيبتي
ولجت هدى مبتسمة كعادتها ثم سألتها وهي توصد الباب
إنتي منمتيش ولا أيه
جلست قسمت على الأريكة ثم دعتها للجلوس معها حين جلست هدى ردت الأخيرة بكذب
لا نمت شوية وبعدين صحيت
سألت هدى بجدية
لو متضايقة من وجودك هنا علشان سميحة ممكن تسافري الصعيد عند عمك مش إنتي عندك كمان صاحبتك نادية هناك
ذلك الاسم بدل تعابير قسمت لشيء مريب جعل هدى ترتاب في أمرها ابتلعت قسمت ريقها في توتر ولم تعلق أكملت هدى باستفهام
صحيح نادية ليه مش بتيجي من سنين إنتم كنتم أصحاب قوي حتى مبقتيش تجيبي سيرتها أو تقولي عاوزة أروح عندها
شحبت قسمت فجأة ولم تستطع إخفاء ذلك لتبين وجود ما يقلق قالتها صراحة
بيقولوا هربت وفيه بيقولوا أبوها قټلها
أوجست هدى من ردها فهذا ما وصلها من زمن سألت هدى باهتمام
يعني متعرفيش عنها حاجة دي كانت أقرب صاحبة ليكي!
أرادت قسمت أن تكف الأخيرة عن الحديث عن ذلك لذا قالت بضجر
خلاص يا هدى معرفش أنا بقالي سنين بعيد عن الصعيد ومعرفش عنها حاجة
لاحت عصبية قسمت في ردها فقالت هدى بامتثال
طيب يا قسمت على راحتك أنا قولت تروحي تفكي عن نفسك شوية
ردت بمفهوم بعدما زفرت بقوة
أنا هنا مرتاحة ومش عاوزة أروح البلد علشان ماليش حد فيها ممكن يهمني حتى أسعد ميهمنيش............!!
___________________________________
شغلته تلك الفتاة اللعېنة ليظل فكره لا يذكر سواها بين الفينة والأخرى متذكرا دلالها حين تتحدث معه واقترابها منه بحجة طلبه لشيء ما نفوذه ومكانته وأيضا عمره الكبير يمنعوه من الارتباط بفتاة في منزلتها المتدنية ناهيك عن فارق السن بينهما أشبع أسعد اشتهائه لملامسة فتاة في عمرها بتفكير شيطاني خطط له بمكر ليجد أن هذا هو الحل الوحيد...
استدعى أحد خفراء سرايته لينفذ مخططه المستهجن فأتى الخفير مطأطئ الرأس ثم وقف أمامه باحترام نظر له أسعد لبعض الوقت ثم استجمع كلماته قائلا بدجنة
مش عاوز تتجوز يا عوض
تنبه عوض لسؤاله فنظر له بحرج قائلا
نفسي يا بيه دا العمر بيجرى بيا بس منين
رد أسعد بخبث
أما أنا شايفلك عروسة هتعجبك قوي ومتقلقش جوازتك عليا
تهلل عوض واتسعت بسمته غير مصدق ما يسمعه منه تابع أسعد بنفس دهائه
هجوزك البت أمل بنت حسن السقا عارفها يا عوض
تذكرها عوض فهي تأتي الفترة الأخيرة كثيرا ثم قال بموافقة حماسية
موافج يا بيه حلوة أمل!
انتهت مهمة
متابعة القراءة