رواية روعة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

هدى عاوزوه راجل ويعتمد على نفسه معلش بس هو دا نصيبه لازم أجوزوه وماقداميش حاجة تانية
كانت هدى على معرفة بكل الضغائن والمكائد في نفوس بعض أفراد العائلة ناهيك عن جشعهم وكان ذلك كفيل بأن توافقه على قراره رغم عدم تقبلها زواج طفل في عمره نظرت بمحبة ل مراد ثم تنهدت قائلة بعدم ممانعة للسيد
اللي تشوفه يا عمي بس يا ترى عندها كام اللي هتجوزها 
خشيت هدى أنه يزوجه بفتاة تكبره فقال السيد بانتواء اراحها قليلا
مټخافيش هتكون من سنه............!!
___________________________________
جلست على الأرضية تطعم الصغيرة من زجاجة الحليب التي ابتاعتها لها وابنتها الصغيرة تلعب هنا وهناك من حولها أحست سعاد بحنين تجاه هذه الصغيرة ليرق قلبها لها سألت نفسها بحيرة
يا ترى اسمك أيه وأهلك يطلعوا مين معجول تكوني بت حرام!
من هيئتها استنكرت فثيابها نفيسة لمحت هذا القرط في أذنيها ثم ابتسمت خاطبت الصغيرة كأنها تتفهم عليها
هيخليه في دنيكي لحد ما تكبري
ثم انتبهت لمن يلج البيت عليها لتلتفت له سعاد هتفت بمسرة
فتحية أختي!!
ركضت فتحية نحوها لتعانقها بمحبة وهي تقبل وجنتيها بقبلات متلهفة وهي تردد باشتياق
وحشتيني يا سعاد سنة بحالها مشوفتكيش فيها
لاحظت سعاد تغير لكنتها عن البلد لتهتف ببسمة متسعة
بجيتي بتتكلمي كيف البندر
ثم مررت نظراتها على ما ترتديه متابعة بانبهار
وتيابك كمان بجت زييهم اتغيرتي يا بت يا فتحية
جلست فتحية القرفصاء بجوارها مرددة بشغف
أصل كنت في بلد اسمها الغردقة
الغردجة! ودي فين يا فتحية
ردت فتحية لاوية شفتيها
في مصر يا سعاد ما هو علشان محپوسة هنا مش عارفة اللي عاوز يعيش بجد يروح البندر حلاوة أيه هناك مقولكيش
زاغت سعاد في تلك الحياة التي لم تنعم بها وهي ما زالت معجبة بهيئة أختها استطردت فتحية بتأفف
بس يا خسارة الناس اللي كنت معاهم سافروا بلاد برة بس معطي جوزي وعدني نسافر تاني ندور على شغل أنا خلاص اتعودت على هناك!! 
ثم تنبهت فتحية لما تحمله أختها فهتفت بدهشة
إنتي خلفتي يا سعاد!
تلعثمت سعاد لوهلة ثم ردت بحضور ذهن
أيوة جبت ابنته
مدت فتحية ذراعيها لتحملها عنها قائلة بحنو
حلوة قوي يا سعاد
توترت سعاد وخشيت أن تنتبه أختها للقرط فهي لا تملك خمس ثمنه استفهمت فتحية بفضول
والبت الحلوة دي سميتوها أيه 
أخذتها سعاد منها كي لا تتفحصها أكثر لتقول بتوتر داخلي
لسه معرفينش هنسميها أيه!
نظرت لها أختها باستنكار قائلة
أيه الكلام ده! 
ثم نظرت للصغيرة بلطافة ومن ملامحها قالت
خدودها عاملة زي غزل البنات تتاكل أكل أيه رأيك في غزل اسم على مسمى 
أحبت سعاد الاسم وابتسمت لتردده من بين شفتيها
غزل!!
في تلك اللحظة ولج حسن برفقة ابنه يوسف الذي ركض نحو الصغيرة متشوقا لرؤيتها هتفت فتحية بعبوس مصطنع
شوفي الواد بيجري على البت ومش شايف خالته
تقدم حسن منهم مرحبا بها تيبس موضعه حين خاطبته بتبهج
تتربى في عزك يا حسن
نظر لها قائلا بتلجلج
هي مين!.................................................................. 
الفصل الثاني
بعد مرور عدة سنوات.........!! 
ولجت منزلهم البسيط والفرحة عانقت اشتياقها ليلوح ذلك على هيئتها اللاهثة وقعت عيناها على خالتها كما تعودت على ذلك جالسة مع والدتها ولسانها ينطق اسمها هتفت غزل بفرحة جلية
خالتي!! 
ثم هرولت نحوها لتفرد الأخيرة ذراعيها مستقبلة إياها فغاصت غزل في أحضانها هتفت فتحية بشوق سافر
وحشتيني يا غزل مبجيش هنا غير علشانك يا وش السعد إنتي
وصلت فرحة فتحية عنان السماء وهي تراها تكبر عن كل مرة صارت صبية على مشارف بداية العقد الثاني ابتعدت غزل وهي تضحك بمسرة من رؤيتها استفهمت بلهف طفولي
جبتيلي أيه معاكي من مصر يا خالتي
قهقهت فتحية قائلة بتصحيح
اسمها القاهرة يا غزل إحنا أصلا في مصر
لم تعي غزل أو بالأحرى لم تهتم وبدا ذلك على وجهها ذي الملامح الصغيرة تابعت فتحية مدعية الحزن
وكمان مش تقولي وحشتيني يا خالتي دا أنا باجي كل فين وفين!! ولا بتستنيني علشان الحاجات الحلوة اللي بجيبهالك 
اقتربت غزل منها لتقبل وجنتيها مرددة بشغف
وحشتيني جوي يلا فرجيني جبتيلي أيه
رق قلبها وهي ترى لهفتها لتفتح حقيبة سفر شبه قديمة فبدأ الفضول يعرف طريقه في نظرات غزل وهي تتفحص ما جلبته بعفوية محبوبة مدت يدها لتلتقط ثوب وردي انبهرت به وضعته تلقائيا على جسدها مرددة بحماس
عاوزة ده على مجاسي بالظبط
ثم نهضت ممسكة بالثوب لتركض به إلى غرفة مقابلة كي ترتديه تتبعها نظرات خالتها الحانية فكم أحبت هذه الفتاة انتبهت لحديث أختها سعاد وهي تخاطبها
المرة دي اتأخرتي جوي يا فتحية
وجهت فتحية بصرها نحوها لتجيب بانتباه
أصل الست هانم مش بتستغنى عني خصوصا إن الست عزة مرات مراد بيه قربت تولد قالتلي روحي البلد يومين علشان بعد الولادة مش هتوافق بأجازة ليا
تفهمت سعاد وضعها فسألتها بمعنى
وإنتي مبسوطة معاهم يا فتحية
ردت بجدية
أنا مش عاوزة أسيبهم من راحتي وسطيهم الست هدى دي بلسم بتعاملك كأنك واحدة من عيلتها
قطع حديثهن خروج غزل مرتدية الثوب تصلبت نظراتهن عليها وبالأخص خالتها التي رمقتها بإعجاب بائن دارت غزل حول نفسها وهي تسألهن بتهلل
حلو عليا
ردت والدتها بتأكيد
هياكل منيكي حتة
توقفت غزل عن الدوران لتسأل خالتها
مجولتليش رأيك يا خالتي
ابتسمت فتحية وهي تقول بمحبة واضحة
حلو يا غزل كأنه متفصل عليكي
كان يوسف قد عاد ليراها هكذا فلم تتزحزح نظراته من عليها بات شابا في أوائل العشرينات قوي البنية رغم نحافة جسده اكتسب بشرته الحنطية من عمله المتواصل تحت أشعة الشمس لاحظت غزل حضوره فركضت نحوه انتبه لنفسه فقالت له بتهلل
شوفت خالتي جابتلي أيه يا يوسف 
قالتها وهي تلف حول نفسها كي يشاهدها عن قرب فابتسم رد بشخصيته الهادئة
إنتي اللي محلياه يا غزل
رده عليها جعل فتحية تقول بمكر
أموت واعرف السر اللي يخليك تحب البت دي كده وتتعلق بيها
توتر يوسف وهو ينظر لخالته ثم إلى والدته التي ارتبكت ردت عليها موضحة بثبات مزيف
مش أخته يا فتحية!
ما آني كمان أخته ومبشوفش منيه غير وش خشب
قالتها أمل أخته والتي عادت برفقة والدها وطلعتها مكشرة رد والدها موضحا بتودد
علشان الصغيرة يا أمل عتغيري من أختك!
لوت فمها ثم تعمقت للداخل مقتربة من خالتها كي ترحب بها عانقتها على غير غرض حين ابتعدت قالت فتحية بعدم رضى
كل أما آجي ألاقيكي عابسة كده
ردت أمل بضيق شديد
علشان كلاتكم ما شيفينش غير غزل حتى إنتي كمان يا خالتي بتحبيها أكتر مني
جلس يوسف هو ووالده على الأرضية وكذلك تقدمت غزل لتقف أمامهم وما فهمته أن أختها لم تحبها بررت فتحية لتكسب ودها
أنا بأحب غزل زيك بالظبط وغزل يوم ما شوفتها وشها جاب الخير عليا جاني الشغل الحلو اللي أنا فيه ده
بعد كلامها لاحظت أن أمل كما هي رغم كبتها لضيقها انزعجت سعاد من رؤية ابنتها غير سعيدة ثم نظرت ل حسن الذي ابتسم بطيبة جارفة لا يريدها أن تنقلب على الفتاة الصغيرة بينما اعتزمت سعاد أن تخبر ابنتها بحقيقة غزل وسر تعلق أخيها بها كي لا تزيد فجوة النفور بينهما فأولادها أهم عندها وقفت غزل تتابع ما يحدث بعدما تلاشت فرحتها بما جلبته لها خالتها لم تتفهم شيء سوى كره أختها لتحزن من ذلك أضحت الأعين تتحدث والنظرات ترسل ردود لبعضهم البعض أدركت فتحية بأن الصمت غير موفق هنا فتابعت بألفة
تم نسخ الرابط