رواية روعة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الأول
أ
بعد منتصف الليل الواحدة تقريبا وقف أحد الصبية ذي الأحد عشر عاما والتي لطمت أنسام الهواء الباردة وجهه ليزمجر ويغمغم بتذمر ظل يتابع ما يفعله والده في ري الأرض ويكد في ذلك كل وبدا عليه التعب إلى حد ما ليخاطب والده بقسمات عابسة
فاضل أيه تاني يابا مش روينا الأرض خلاص بتعمل أيه تاني أنا زهجت وعاوز أعاود للدوار!
طيب يا يوسف أنا كمان تعبت
ثم نفض الطين من يديه ليتحرك بعدها نحو ابنه ليقول يوسف له بمعنى
تعالى نتسبح في المية إهناك
ألقى والده نظرة أخيرة على الأرض ثم تحرك برفقته نحو ينبوع الماء العذب أثناء سيرهما هتف يوسف بنفور
نظر له والده نظرة رضى وهو يرد بعقلانية
محدش إبياخد غير اللي ربنا رايده ليه قول الحمد لله إحنا مستورين!
لم يقتنع يوسف بذلك ليظل على وتيرته الغير قنوعة بعد وقت ليس بقليل اغتسل الاثنان في ينبوع الماء ليرتديا نفس الثياب فلم يكن معهما غيرها مسح يوسف شعره ليرجعه للخلف ثم حاوط ذراعيه حول صدره شاعرا بالبرودة فالشتاء قريب قال والده وهو يتحرك لإحدى النواحي
هز يوسف رأسه وهو يحاول تدفئة جسده ليحضر والده برفقة الحمار فامتطاه يوسف أولا لم يسع المكان لركوب والده والذي ابتسم بسماحة مرددا
خليك إنت راكب وأنا هسحب الحمار
تبدلت تعابير يوسف لعدم القبول فنزل فورا وهو يهتف برفض
ميصوحش يا بوي بجى أركب وإنت تمشي!
لاحت نظرة محببة على والده وهو يرى شهامته ركب هو الحمار بدلا منه ثم سحبه يوسف ليظل سيرهما مترع بالأحاديث الودية والتي تتخللها ضحكهما بين الفينة والأخرى....
الطريق من إهنه يا يوسف!
كأنه لم يستمع لوالده قال بشغف
شوية وراجعلك يا بوي هشوف حاجة إكده
رايح فين عاود يا ابني لحد يشوفك ومهيحصولش خير
فغر فاهه من روعة ما يرى تمتم بانبهار
الناس عايشين كيف دا الواحد منينا معايش واصل
قال ذلك حين تخللت أصوات الموسيقى أذنيه ناهيك عن رؤية الرجال والنسوة يتراقصون ترك ذلك لتجذبه مقتنيات السراية من تحف وغيرها شعر بالاختناق ليترك كل ذلك ويعود أدراجه حيث والده...
إكده يا يوسف إفرض حد شافك
تنهد بضيق ثم سحب الحمار مرة أخرى دون أن يرد عليه لينشغل فكره الحالم بكل ما رآه......
بداخل السراية جلست سيدة راقية المستوى على المقعد بجوار هذا الرجل ذي الهيبة الكبيرة قائلة بدلال
مقولتليش هتعمل أيه مع أخوك دا بيقولوا جاي بكرة!
نفث دخان سيجارته الفخمة قائلا بعدم اهتمام مصطنع
ما يجي من إمتى باشغل بالي بيه
رمقته بنظرة مظلمة معارضة عدم رهبته من أخيه الأكبر لم تطيل الحديث في ذلك لتقول بمكر
صحيح زي ما سمعت كده هيكتب كل حاجة بأسامي ولاد ابنه
تبدلت تعابيره للحقد مرددا باحتجاج
قبل ما يعملها لازم أكون واخد حقي مافضلش غير شوية عيال ياخدوا ورث أبويا وأطلع من المولد بلا حمص دا أنا هطربقها!!
مالت عليه أكتر ليزيد فضولها في معرفة ما سينتويه مستفهمة
وهتعمل أيه لو عملها!............
ركضت پخوف حاملة الصغيرة بين ذراعيها وهي تتلفت حولها لتطمئن داخليا بعدم رؤية أحد لها تعبت كثيرا لتظل تنهج بسرعة كبيرة وصلت لمكان ما وجدته المنشود لتتحرك نحو زاوية إلى حد ما نظيفة وضعت الصغيرة بحرس جم ثم تأملتها وهي غافية بأعين باكية متحسرة رددت بأسى
سامحيني أنا عاوزاكي تعيشي!!
ثم ضغطت على وجنتها بقوة كي تفيق وتبكي وهذا ما حدث حين تعالى بكاء الصغيرة ربطت على قلبها لتتركها هكذا وتغادر لم تذهب بعيدا لتظل تراقب مرور أحدهم ورؤيته لها حين يستمع لصړاخها....
مر يوسف برفقة والده الذي وصل لأذنية بكاء طفل حدث ابنه بغرابة
سامع يا يوسف فيه عيل إصغير عم يبكي
هتف يوسف باستنكار
يا بوي المكان مجطوع مافيهوشي صړيخ ابن يومين مين هيجيب عيل إصغير إهنه بس!
رغم حديث ابنه لكن ظل الصړاخ في أذنيه يسمعه حين اقترب أكثر ارتفع الصړاخ لينتبه له يوسف هو الآخر والذي اندهش ليدير رأسه ناحية والده نظر له الأخير مرددا باندهاش
سمعت بدنيك يلا نشوف فيه أيه...
ثم تحركا للبحث عن مصدر الصړاخ لمحتهم السيدة فانزوت خلف الشجرة لتترقب ما سيفعلانه تعالت نبضاتها حين رأوا الصغيرة وانحبست أنفاسها وهي تجد هذا الرجل يحملها...
هدهدها والد يوسف كي تكف عن البكاء قائلا لابنه بتعجب
ابن مين العيل ده مش معجول جه لواحده إهنه!
رد يوسف بجهل وهو يتأمل ملامحه الجميلة عن كثب
دا باين عليه ابن ناس شايف لابس أيه
رد والده بحيرة وهو يتلفت حوله كأنه يبحث عن أحد
وهنعمل أيه دلوجت دا مافيش حد واصل حوالينا يعني أهله رموه
هذا ما استنتجه بحدسه ليقول يوسف عائبا عليهم
حد يرمي عيل إصغير حلو إكده الناس قلوبها بجت حجر
كلماته جعلت السيدة تبكي أكثر لكن ما تفعله كان من أجلها اتخذ يوسف ووالده القرار بأن يأخذوا الصغير معهما للبيت انتفض قلبها بۏجع وهي تتابع رحيلهم ودموعها تنهمر على وجهها بنظرة وداع وابتسامة مټألمة عرفت طريقها على ملامحها رددت مودعة الصغيرة
مع السلامة يا حبيبتي عارفة إن أمك مش هتسامحني بس دا علشانك
ثم استمعت لأحدهم قادم وتيقنت بأنهم رجال والدها ركضت من حيث أتت لتشتت طريقهم كي لا يتتبعون الرجل ومن ثم يصلوا للفتاة فقد اطمأنت عليها وهذا يكفي لم تركض كثيرا حيث قابلها أحد الرجال بجبروته الذي يخيفها ثم توقفت موضعها وسط الزروع مذعورة تحملق فيه پخوف رمقها بنظرة مغلولة شقتها لنصفين وبدون مقدمات أمره رجاله بتحجر
عاوز رجبتها تحت رجلي
شقهت بفزع وهي تضع يدها على عنقها صاړخة بتوسل
متموتنيش يا بابا أنا بنتك
نظرة احتقار أصابتها من نظراته نحوها وفي لحظات كان الرجال يقيدونها وسط صړاخها المستغيث انقطع صوتها وشلت حركاتها حين قام أحد الرجال بقطع عنقها لتطير أمام أقدام والدها دون أن يسمع قط تبريرها لم يحن قلبه وهو يتطلع على عنقها الملقي أمامه ليأمر رجاله بقسۏة
في أي مجبرة ارموها فيها ومعايزش واصل حد ياخد خبر والبت اللي كانت معاها اجلبوا البلد لحد ما تعرفوا ودتها فين علشان تحصلها
فورا كان أمره مطاع ليحملوها كي يتم ډفنها تتبعهم الوالد للحظات ثم بصق على الأرض مرددا باستهجان
البنته اللي تجيب العاړ لأهلها المۏت أحسنلها.........!!
___________________________________
أذن الفجر ليؤدي الجميع الفريضة بعد وقت حين انجلى النهار
متابعة القراءة