رواية روعة قوية الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وبزغت الشمس ولجت بعض السيارات من بوابة القصر مصدرة أصوات متهللة وإحداهن مزخرفة بالورود كانت مميزة عن غيرها لتتسلط الأعين عليها من حرس وساكني المكان فقد وصل السيد رشدي الخياط ...
ترجل بعد أن فتح له السائق مطرقا رأسه باحترام ركض نحوه أقاربه من رجال ونساء ليستقبلوه فقد كانوا في إنتظاره هتف أحدهم بتهلل
حج مبرور يا عمي!
قبل الجد أعلى رأسه قائلا بنظرات اعجاب
كبرت يا يزيد وبقيت راجل
ابتسم يزيد له ولأخيه مراد ليعانقه هو الآخر بأخوة تناوب البقية على تقبيل يد جدهم من بنات وأولاد في مراحل صغيرة اقتربت ابنته الصغيرة سميحة منه وهي تحمل طفلتها الوحيدة قائلة
مش هتبوس هدير يا بابا
تعالى يا مراد اقعد جنبي
أغذ مراد في السير نحوه ليجلس بجواره على الأريكة فربت الجد على كتفه وما زال ينظر له بإعجاب بات غير مفهوم للجميع هذا ما أزعج سميحة كونه يفضل ابناء أخيها على أبنائها وتجهمت وجه السيد رشدي بصره لابن ابنه الصغير يزيد متابعا
توجه يزيد ليجلس بجواره على الناحية الأخرى ثم جلس البقية في بهو القصر الفسيح والكبير بشكل مبهر تحدث بصوت له توقير
الشغل عامل أيه ماهر
حاول ماهر أن يمحي ارتباكه وهو يرد عليه بعملية شديدة
كله تمام يا عمي أنا مجهز لحضرتك ورق المخازن كله علشان تشوفه بنفسك
اكتفى السيد رشدي بهز رأسه ليسأله بفضول لم يظهره
خطڤ ماهر نظرة لمن حوله متوترا نظر لعمه المترقب رده قائلا باقتضاب
هو في البلد من وقت ما حضرتك سافرت
بدا رده ناقصا لم يشبع فضول السيد رشدي ليهتف باكفهرار
علشان يبقى على راحته هناك حفلات ومسخرة
كان كلامه صائبا ولم يجرؤ أحد على نفي ذلك ابتسم السيد في تهكم ليتذكر شيء ما استفهم باستغراب
بتر حديثه حين لمحها تهبط الدرج دقق النظر فيها فزيفت ابتسامة فرحة وهي تتقدم منه أيضا انتبه الجميع لحضورها فلوت سميحة فمها حين رأتها سارت هدى من بينهم لتصل إليه قائلة بتودد
حج مبرور يا عمي
ثم انحنت لتقبل يده فسألها بعدم فهم
فينك يا هدى معقول معندكيش علم بوصولي حد مزعلك!!
قال جملته الأخيرة حين لمح الحزن في عينيها وإنكسارها ردت بتردد وهي تبرر
أنا كويسة يا عمي طول ما حضرتك معانا أنا كنت بقضي صلاتي علشان مقومتش الفجر ولحقته
لم يقتنع بردها ليفطن بأنها تتلقى السيء من أحدهم أثناء غيابه هتفت سميحة مغايرة الموضوع
ما تقوم يا بابا علشان تاخد حمام وترتاح شوية من السفر
نظر لها ثم ابتسم لم يؤيد حديثها هذا ليقول بعزيمة حملت مكر هذا الرجل بتفكيره العميق
وأنا في الحج دعيت ربنا وألهمني بحاجة كده قررت أنفذها
بدا الاهتمام والفضول عليهم فمرر نظراته على كل واحد منهم مزيدا من شغفهم وجد بما سيفعله الصواب لذا أكمل بحماس أصاب البعض بالاستنكار والبعض الآخر بالحقد
قررت اجوز مراد...........!!
____________________________________
تناول يوسف طعام الإفطار برفقة والده بنهم شديد رغم وضاعته من خبز صلب وجبن فقط مرافق له بعض ثمار الطماطم انضمت لهما الزوجة حاملة الصغيرة بعد أن جلبت لها الحليب جلست معهما على الأرض ثم وضعت الصغيرة في حجرها نظر لها زوجها قائلا بلطف
باين كل وشبع علشان كده ساكت!
ردت زوجته بضحك خفيف وهي تلتقم قطعة من الخبر
لا وإنت الصادج دي ارتاحت بعد ما غيرتلها كانت عملاها على روحها
توقف عن تناول الطعام ليهتف بتفاجؤ
هي إبنته
هزت رأسها بتأكيد ليحدق يوسف في الصغيرة قائلا ببسمة متسعة
طيب والله أنا كنت شاكك معجول الجمر دي تكون واد
ضحك والداه على حديثه ليتابع يوسف متأملا ملامح الصغيرة
خدودها كيف التفاح بتاع جناين علوي الجصبي
لكزته والدته في كتفه قائلة أثناء ضحكها
يوه يا واد كفاية أول مرة تشوف بت إصغيرة ما عندك أختك جوه أهي معاشوفكش بتلعب معاها
استمر يوسف في تأمل الصغيرة متجاهلا حديث والدته جاء الحديث الجاد لتقول زوجته وهي تمد يدها بمظروف ما
الفلوس دي كانت إمعاها طلعوا كتير جوي يا حسن!!
أخذه حسن منها ليجدهم هكذا بالفعل نظر لزوجته ثم تساءل بتعقل
هنعمل أيه يا سعاد في البنته دي
ردت بحيرة وهي تطالع الصغيرة بشفقة
هنربيها يا حسن جاية ورزجها معاها إنت لجيتها مرمية في وسط الزرع ودا معناها إن أهلها معوزنهاش وممكن تكون بت....
لم تكمل لوجود ابنها لكن تفهم حسن ما تعنيه ولم يخض كثيرا في ذلك فهي صغيرة وهذا قدرها شعر بقلة حيلته ليقول بتردد
هنربيها كيف بس دا إحنا عايشين بستر ربنا وبكرة الفلوس دي تخلص
وعي يوسف لحديثهما ليتدخل بترج
خليها معانا يا بوي متخليهاش تبعد عنينا أنا هجبلها الحليب وهاشتغل طول النهار مع الأنفار هنرميها يعني والبت تتبهدل يمكن رابنا بعتهلنا علشان تعيش واسطينا
نظر حسن لزوجته ليجدها صامتة لكن قسماتها لم تمانع ذلك سأل بجدية
وهنجول أيه لو حد شافها معانا!.............
___________________________________
صعدت هدى لغرفة السيد رشدي مغتمة بالكامل بعد قراره الذي أعلنه بالأسفل استأذنت بالدخول عليه ثم ولجت وهي ممسكة بيد مراد جلس السيد على المقعد يسبح بمسبحته ثم حدثها بهدوء
فيه أيه يا هدى أنا مش قولت عاوز أرتاح!
وقفت أمامه قائلة رغم رهبتها منه
إزاي يا عمي عاوز تجوز مراد في السن ده مراد لسه عيل مكملش تلاتشر سنة!!
التزم هدوئه وهو يعلل
مش صغير ولا حاجة بوصيله كويس
ثم أشار على مراد الذي وقف جاهلا بعض الشيء لما سيتخذونه بشأنه تابع السيد بمغزى
ومراد بقى شاب ومش ممانع يتجوز وعلشان ترتاحي هسأله قدامك
ثم نظر ل مراد متسائلا
مش إنت يا مراد موافق تتجوز
نكس رأسه بحرج فنظر السيد ل هدى مرددا
مقالش لأ أهو
ردت باحتجاج
يا عمي دا عيل هو عارف حاجة بيسمع عن الجواز بس دا مسؤولية مش لعب
أدرك السيد رشدي خۏفها عليه ومحبتها له رغم أنه ابن زوجها ما يعجبه فيها أنها لا تميز بين ابنها يزيد وبين مراد رد ليريح قلبها
أنا مش عاوز منه حاجة هيبقى في وسطنا عايش هو ومراته وكل حاجة عليا المطلوب يشد حيله ويجيب لنا أحفاد
شهقت مصډومة فها هي تعي نواياه هتفت برفض
عيال أيه يا عمي لو كان ده غرضك طيب ما تستنى عليه لما يكبر مراد لسه ميتجوزش دلوقت
نظر لها السيد مطولا ثم إلى مراد وقف مراد صامتا غير رافض لتلك الفكرة قال السيد پألم
مش هاستنى أما أشوفه محصل أخوه أومال خدته الحج معايا ليه علشان يكون تحت عنيا وفي حمايتي العيون كتير عليه يا
متابعة القراءة