رواية جديدة تحفة الفصول من العاشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يرى ابنة عمه واقفة أمامه بتلك الهيئة مغمضة عينها بابتسامة رقيقة وهى تتنفس بعمق
قرر مقاطعتها وأردف مالك يا فيروزة
أتسعت حدقة عيناها بدهشة إذن هو واقف أمامها حقيقة وليس من خيالتها
حمحمت بحرج ثم أردفت بتلعثممعلش اصل كنت عايزة أنام
قالتها وهى تنظر إلى الأسفل من شدة التوتر
لم يعد يستطيع التماسك إلى هذا الحد فاڼفجر ضاحكا على تلك الطفلة كما يقول لها
رفع عيناه الزيتونيه تجهاها وأردف بمرحيابت مش هتبطلى حركات العيال ديه
قاطعها من شرودها فى عيناه فهندمت من حجابها بتذمر أكبر ثم أردفتحضرتك جاى عشان تتريق عليا
عمر أنا ههههه لا أبدا بس أخوك يا ستى هو اللى باعتنى ليك عشان آخد سيف مهو أنا مش هخلص من أوامر سى حمزة
دلف واغلق الباب وأردففين نعمة
نظرت إليه بتعجب نعمة!
عمر آه نعمة
نعمة أنا هنا يا حبيبى أخيرا جيت تسأل عليا
عمر وهو يقبل يداها معلش عارف أنى مقصر
بس أنا مشغول في الشغل جدا
فيروزة بتلعثم طيب ماما ممكن تلبسى سيف
نظرت إليها بتعجب وأردفت ماشى يا حبيبتى
عمر لا لا أنا مابحبش أفطر بشرب قهوة فى الشركة
نعمة والله أنت مش هتتظبط غير لما اتجوز
عمر هههه وعشان كده مش هتجوز أنا كده زى الفل
نعمةماشى يا خويا بكرة تقع يلا أنا هروح ألبس سيف
جلست على المقعد المقابل له بتوتر وهى خافضة رأسها
نظر إليها بابتسامة ثم أردفلا بس كبرتى يا فيروزة
أومأ لها بالإيجاب ثم أردف فعلا المهم حمزة قالى إنك عايزة تتدربى فى الشركة
فيروزة بخجل أيوة عشان خاطر دى آخر سنة ليا
عمر بجدية تمام لو فاضية بكرة تعالى وياستى أنا بنفسى هدربك
دب الأمل في قلبها فهو لا يعلم أنها دخلت فى ذلك المجال من الدراسة لكى تكون معه فى تلك اللحظة
عمر بابتسامة أذيك يا بطل
سيف كويس يا عمر
نعمة يابنى قول عمه عيب
عمر لا عمو أيه بس ده صاحبى مش كده يا سيفو ولا ايه
سيف أيوة أنت صاحبى
عمر طيب تعالى بقى نروح لبابا هو مستنينا عند ماما
خرج من المنزل قامت هى بالدلوف إلى غرفتها وهى تضع يداها على قلبها تهدئ من تلك النبضات
أمسكت هاتفها وهى تبتسم حينما نظرت إلى صورته التى كانت تأتى بها من وسائل التواصل وأردفتهتحبنى أمتى يا عمر لو تعرف بس أنا بحبك أد أيه
ثم أبتسمت حينما تذكرت قوله بأنها نضجت
وهو لا يعلم أن ذلك النضوج ليس كما يدرك فقط وإنما هى نضجت فى غرامه
أغلقت هاتفها وهندمت من حجابها وتوجهت إلى جامعتها
٭٭صلى على الحبيب٭٭
وقف أمام غرفتها أخذ نفس عميق ثم قام بفتح البابدلف إلى الداخل وهو ينظر إليها بحب أتجها إليها وظل يتأملها وهى نائمة
مسد بيديه على خصلات شعرها المشعثة والفارغة فى بعض الأماكن من كثرة تقطيعها لشعرها
نظر بحزن إلى أظافرها التى أقطلعت بعضها من كثرة قضمها ووجها الذى به بعض الچروح من تصرفاتها
كيف لزوجته الجميلة أن تكون هى تلك الماكسة
وضع قبله على عيونها بحنان بالغ
فتحت عيناها عندما شعرت بوجوده
نظرت إليه بحزن وهى تراه حزين على حالها ذلك
قامت بأحتضانه بشدة وبكت
أما هو فاعتصرها داخل أحضانه وعلم الآن أنها فى وعيها وأردف بحنانواحشتينى أوى يا صبا واحشتينى يا حبيبتى
خرجت من بين ذراعيه ووضعت يداها الهزيلة على وجهه وهى تتحسسه وأردفت بوهنأنا بټعذب أوى يا حمزة تعبت والله تعبت وقلبى وجعنى
حمزة هتبقى كويسة صدقينى هتبقى كويسة
كمان عندى ليك مفاجأة
صبا بإبتسامةأيه هى
حمزة سيف جاى
وضعت رأسها أرضا وأردفت بحزنأكيد خاېف منى
صدقنى يا حمزة أنا ماكونتش أقصد أعمل كده
أنا أساسا مش فاكرة أنى عمل كده
أنا شوفت ماما هى اللى عملت كده
حمزة مامتك ماټت من زمان يا صبا
صبا بس أنا بشوفها والله يا حمزة... بشوفها
حمزة وده مش حقيقى يا صبا
كل ده هلاوس ولازم تاخدى الدوا اللى الدكتورة بتديهولك عشان تخفى
صبا طيب خدنى البيت يا حمزة عشان خاطرى ماتسيبنيش أنا عارفة إنى حمل تقيل عليك
حمزة حاضر والله يا حبيبتى هاخدك ومش هسيبك أبدا عمرى ماهسيبك أنت روحى يا صبا
جاءتهم عدة طرقات فقام وأتجها ناحية الباب وفتحه
وكان عمر حامل سيف الممسك فيه بشدة وهو خائڤ
حمزة تعالوا ادخلوا
أخذ سيف من عمر وتشبث فيه أيضا خائڤا من الماكسة على الفراش التى أرعبته مرار وهى فى غير وعيها
حمزة سيف حبيبى يلا روح سلم على ماما
حرك رأسه يمينا ويسارا پخوف
صبا پبكاءسيف حبيبى تعالى عشان خاطرى
رق قلبه لها فهى والدته مهما فعلت نعم يشتاق إليها ويحبها نظر إليها بأعين باكية وأتجها إليها حاضنا إياها
شددت فى عناقه وأغمضت أعينها تستمتع بحضن ابنها
صباحبيبى يا سيف آسفة يا روحى ماتزعلش منى
نظر إليها بحزن ورفع يداه الصغير يزيل دموعها من وجنتيها وأردفخلاص يا ماما مش زعلان بس عشان خاطرى خفى بسرعة أنا عايزك ترجعى زى زمان
صبا حاضر يا حبيبى أنا هاخد الدوا وهبقى كويسة وهرجع زى زمان بس أوعى تكرهنى يا سيف أوعى
سيفحاضر يا ماما مش هزعل عشان أنا بحبك
أحتضانته مرة أخرى بحب وهى تقبله من رأسه
وأردفت ڠصب عنى كل ده ڠصب عنى
حمزة خلاص بقى يا سيف روح مع عمه عمر عشان ماما ترتاح
صبا لا يا حمزة سيبه شوية
حمزة حبيبتى أنت شوفتيه سيف كويس يلا يا سيف
سيف وهو يقبلها من وجنتيهاهجيلك تانى ماتخافيش
يلا يا عمر
عمر تعالى يا بطل سلام يا مدام صبا
صبا سلام
خرجوا إلى الخارج
فالټفت إليه وأردفت بحزنليه يا حمزة خليته يمشى أنا كويسة
حمزة بهدوءحبيبتى أنت كتير بتبقى هادية وبعد كده بتتحولى
صباوأيه العمل
حمزة أنا هروح دلوقتى أتكلم مع الدكتورة تقى
نظرت إليه پغضب وأردفت عايز تخونى تانى
أغمض عيونه بآسف ثم رتب على يديها وأردفشوية وهجيلك يا حبيبتى
خرج من غرفتها واغلق الباب خلفها وترك الحراسة تقف على بابها
وفى طريقه تذكر عندما أكتشف مرضها
حمزة پغضبيعنى أيه مراتى أتجننت
تقى أنا ماقولتش كده يا كابتين حمزة
حمزة أومال أيه مش فاهم
تقىببساطة مدام صبا عندها مرض عند أربعين مليون واحد فى العالم واللى بيشفى منه واحد من ضمن تلاتة
مرات حضرتك عندها سكيزوفرنيا
اللى هو مرض الفصام وفى ناس بتقول عليه شيزوفرينا
جلس على المقعد بتوتر بعدما سمع تلك الكلمات وأدرك تلك التصرفات التي كانت تفعلها
قطع ذاكرته وطرق على باب غرفة تقى حتى أذنت له بالدخول
دلف إلى الغرفة وجلس أمامها مطأطأ الرأس بيأس وأردفأنا عايز أعرف كل حاجة عن المړض ده
من غير مصطلحات علمية مش بفهم فيها أنا عايز أعرف اللى يهمنى فى علاج مراتى
تقى تمام هعرفك كل حاجة بس ياريت تهدى أنت علطول عصبى وده مش كويس طالما قررت تقف جنبها يبقى تبطل عصبية خليك هادى واستخدم عقلك
حمزة حاضر هبقى هادى ممكن تفهمينى بالتفصيل
تقىتمام هبدأ شرح المړض بالترتيبمرض الفصام بيبقى لأسباب كتير وسبب واحد مش كافى لحدوثه يعنى هو لي أسباب وراثية ونفسية وإجتماعية والعامل الرئيسى هنا هو العامل الوراثي وده بيقبى
متابعة القراءة