ظل 10 دقائق ثم تحرك بالسيارة مرة أخرى.. وصل بعد قليل فصعد لغرفته بعدما وجد ياسمين وياسين نائمين فدخل وبدل ملابسه بسروال قطنى أبيض وتى شيرت رمادى ثم ألقى بجسده على الفراش..
أما حمزة فكان يجلس فى مكتبه عندما سمع دقات الباب فسمح للطارق بالدخول.. دلفت حنين بخطوات خجولة ثم قالت بهدوء لو سمحت يا بشمهندس.. هو حضرتك لقيت سكرتير تانى رد بفرحة مدفونة لا ملقيتش لسة.. خليكى فى الشغل لحد ما يوسف يرجع ان شاء الله لان انا لوحدى زى مانتى شايفة ومينفعش تمشى دلوقتى خالص تنهدت بضيق ثم استأذنت وخرجت.. بينما هو ابتسم بسعادة.. ستبقى لفترة أطول.. أجل هذا ما أريده.. حتى أحظى بفرصتى وأتقدم لطلب يدها.. شعر ببعض الفرح فأكمل عمله بحماس داعيا ربه أن تكون من نصيبه وتصبح زوجته...
أما ياسين كان نائما بفراشه مستيقظا ولما سمع خطوات يوسف تصنع النوم حتى يذهب.. عندما ذهب فتح عينيه.. تنهد بحزن وضيق شديدين.. يا إلهي متى الراحة.. لا أستطيع وضع عينى بعينى أخى لأننى أشعر بخيانته وأننى أطعنه فى ظهره بفكيرى فى زوجته.. ماذا أفعل.. لقد احتلت تفكيرى ولا أستطيع نسيانها لعدة دقائق فقط.. ما الذي فعلته بى يا صغيرة.. أخرجى من عقلى حتى تسير حياتى كما أردت دوما دون تأنيب ضمير وندم...
فى صباح اليوم التالي استيقظ يوسف من نومه بنفس إرهاق كل صباح.. تحمم ثم ارتدى سروال جينز رمادى وقميص أبيض وكوتشى رياضى أبيض.. وساعة سوداء زينت يده.. مشط شعره ورش عطره ثم ذهب لسيارته.. ذهب الى الكوافير الذى اتى به لمريم قبل ذلك.. اتفق معهم على الحضور صباح اليوم التالي للزفاف.. ثم ذهب لمكتب الطباعة أحضر كروت الدعوة ثم سلمها للمدعوين.. دقت الساعة الخامسة.. فذهب الى شركته.. قابله الموظفين بترحيب فبادلهم بابتسامة لطيفة.. صعد لمكتب حمزة بعدما ألقى نظرة على حنين التى تجلس فى مكتبها وتعمل بنشاط.. دق الباب فسمح له حمزة بالدخول.. قال بمرح الشركة وحشتنى قلت اجى اشقر عليها شوية.. عامل اية يا واد.. والشغل ماشى تمام رد حمزة مبتسما الشركة والشغل زى الفل وانا كويس الحمد لله.. متشيك كدة لية.. كنت فين رد بابتسامة صغيرة ولا حاجة سلمت الكروت واتفقت مع الكوافير.. جيبنا كل حاجة للشقة امبارح.. المفروض تترتب بس فهخرج من هنا أجيب مريم واروح رد بسعادة لصديقه ربنا يتمم لك على خير يا صاحبى جلس معه يوسف بعض الوقت ثم ذهب لسيارته.. فى طريقه اتصل بعمه واستأذنه بأخذ مريم معه فوافق.. اغلق الخط ثم اتصل بها فوجدها قد ردت بسرعة وقالت مندفعة انت لو اتصلت بيا تانى هوريك انا اقدر اعمل فيك اية قطع حديثها يوسف قائلا انا يوسف يا مريم.. مين دة اللى بتستحلفى له كدة ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت مرتبكة مف.. مفيش د.. دة حد بيعاكس بس وانا كنت بزعق له عشان ميتصلش تانى شعر بشئ غريب وأنها لا تقول الحقيقة لكنه تجاهل شعوره وقال بهدوء لما اشوفك نبقى نتكلم فى الموضوع دة.. البسى دلوقتى وانا 5 دقايق وهبقى عندك ردت بخفوت موافقة ثم اغلقت الخط.. لعنت غباءها لانها اندفعت وكادت تودى بحياتها الى الهلاك.. قامت وارتدت فستان نيلى بورود بيضاء ثم ارتدت عليه الحجاب الأبيض الذى اعطاه لها أمس.. لا تعلم لما فعلت ذلك.. لكنها تعلم أنها لا تريد اغضابه.. حتى لا تنكشف حقيقة الأمر.. لقد شعرت بدقات قلبها تزداد عندما احتضنها بالمطعم.. عندما اخبرها أنه بجانبها سواء شاءت ام لا.. أحست وقتها أنه حمايتها وأمانها كما كان فى طفولتها.. لم بدأ قلبها يدق لمرآه.. هى لا تحبه.. هى تحب هشام.. ظلت تقنع نفسها بتلك الكلمات.. ثم هبطت الى الأسفل عندما اتصل بها ليخبرها انه وصل.. ذهبت له وعندما رآها شعر بالدهشة والسعادة معا لقد ارتدت الحجاب.. ظن أنها بدأت تلين وستنفذ ما يقوله لها.. ولا يعلم أنه مخطئ بظنه.. ابتسم لها بفرحة واضحة.. بادلته هى بابتسامة صغيرة.. فتح لها الباب الأمامى فجلست به ثم التف هو الى كرسى السائق وحرك السيارة قاصدا الشقة.. تفاجئت به يقول هاتى الرقم اللى اتصل بيكى ردت بتلعثم م.. ماهو.. ماهو انا حظرته ومسحت الرقم من عندى نظر لها بعدم تصديق.. ابتلعت ريقها پخوف أن لا يصدقها وتنكشف كذبتها.. لكنها تنهدت براحة عندما صمت ولم يرد.. ثم غير الموضوع قائلا هنروح الشقة نظبط الحاجة اللى جيبناها هزت رأسها موافقة ثم قالت بتساؤل طب مجيبتش ياسمين تساعدنا لية رد بهدوء الشقة دى شقتنا.. احنا اللى هنعيش فيها.. كل حاجة فيها هتترتب بذوقك انتى مش ياسمين.. هى كتر خيرها ساعدتنا فى العفش.. نكمل احنا بقى لم ترد بل ظلت تنظر له بإعجاب.. وكان يعلم هو بنظراتها له.. ابتسم فى نفسه.. وصلا الى الشقة فترجلا من السيارة وصعدا.. دخلا ثم بدأت مهمتهما الصعبة.. شمر يوسف أكمامه وفتح ازار قميصه.. اقترب من مريم بخطوات بطيئة.. شعرت بالخۏف من اقترابه منها.. عادت خطوتان الى الوراء فاصطدمت بالحائط.. كادت تذهب الا انه حاوطها بذراعيه من الجانبين.. لم يترك لها مساحة لتستطيع التحرك.. رفع يده فاغمضت عينيها پخوف وانقطعت أنفاسها.. شعرت بيده تفك حجابها ثم ابتعاده عنها قائلا بمكر انا بخلع الحجاب بس عشان تبقى براحتك تنفست عندما شعرت بانقطاع الهواء.. ثم وضعت يدها على قلبها وقالت بارتباك ط.. طيب.. انا.. انا هروح المطبخ واظبط الحاجة ابتسم بخبث وتابعها بعينيه حتى اختفت عن انظاره.. دلف الى غرفة النوم ورتب ملابسها التى كانت موضوعة منذ اول أمس.. ثم هندم الفراش ووضع الغطاء.. انتهى منها ثم ذهب الى الصالون وضع بعض الصور التى بها آيات القرآن الكريم.. ثم ذهب الى غرفة الضيوف.. كان بها فراش ففعل المثل وخرج.. دلف الى المطبخ فوجدها ترتب الاطباق بخزانة المطبخ من الأعلى.. أنجزت الكثير ولم يبق الا تلك الخزانة.. كان الإرهاق واضح على قسمات وجهها.. قال بهدوء اطلعى ارتاحى وانا هكمل تنهدت براحة ثم خرجت.. بينما هو تابع ما كانت تفعله.. نظرت الى غرفة النوم.. ارادت ان تدخل وتراها.. لا تعلم لم.. دلفت وتطلعت بأنظارها لما حولها.. فتحت خزانة الملابس فوجدت الخزانة بأكملها مليئة بالملابس النسائية.. فتحت فمها دهشة.. متى أتى بتلك الملابس.. لقد كانت معه طوال يوم أمس عندما كانوا يتسوقون.. ولم تراه يدلف الى محلات الملابس أبدا.. متى اشتراهم.. زادت دقات قلبها وظلت تفكر بهذا اليوسف.. ان افعاله متناقضة.. لا تستطيع فهمه او معرفة ما يفكر به.. يعاملها بغموض.. أفاقت من شروده على صوته يناديها.. خرجت من الغرفة وذهبت الى المطبخ.. نظرت له بشرود فابتسم بمكر.. علم ما تفكر فيه الآن.. بالتأكيد رأت الملابس بخزانتها.. حمحم لتنتبه له.. فقالت بتساؤل نعم أشار لخزانة المطبخ قائلا كدة كويس نظرت لما يشير إليه.. تطلعت بإعجاب لترتيب الاطباق.. الا يوجد شئ لا تستطيع فعله يا زوجى.. لقد