الرد ويوسف يقول السلام عليكم.. خلصتوا يا ياسمين ردت الأخيرة بهدوء وعليكم السلام الحمد لله أنجزنا كتير.. لسة الصالون والمطبخ بس ثم اكملت بصوت منخفض وهى تبتعد عن حمزة تعالى خدنى يا يوسف معلش.. بتصل بياسين ومبيردش.. والباشمهندس حمزة قاعد معايا على اما حد ييجى ياخدنى.. ومحروجة منه رد يوسف مسرعا خلاص انا جاى حالا.. 10 دقايق وابقى عندك أغلق الخط وأخذ مفاتيحه وهاتفه ثم ذهب للسيارة.. استقلها واتجه للشقة.. وصل بعد 10 دقائق كما قال.. فقام باتصال صغير لياسمين.. علمت منه أنه بالأسفل فقالت لحمزة بخجل يوسف تحت هز رأسه بإيجاب وأشار بيده لها بالخروج... أغلقت باب الشقة ثم ركبت المصعد وحدها وحمزة هبط على الدرج.. وصلا أمام السيارة فقال يوسف لحمزة معاك عربيتك أومأ حمزة برأسه موافقا.. ثم ركب سيارته وذهب.. بينما يوسف شغل سيارته وبدأ بالتحرك قاصدا الفيلا.. فى أثناء الطريق.. أصبحت رؤيته ضبابية والصداع يغزو رأسه كالمطارق من شدته.. تمالك نفسه بصعوبة حتى يصلا بسلام.. بعد مرور ربع ساعة وصلا للفيلا.. فترجل الاثنان من السيارة وصعدت ياسمين لغرفة ياسين فوجدته نائم والهاتف بجانبه.. خرجت ثم دلفت لغرفتها أبدلت ملابسها بمنامة منزلية ثم نامت من شدة ارهاقها.. أما يوسف فقد أبدل ملابسه بأخرى رياضية مكونة من سروال قطنى باللون الأسود.. وتى شيرت بحمالات سوداء.. وكوتشى رياضى أسود ثم خرج من الفيلا متجها إلى مكان يبعد قليلا عنها.. كانت هناك غرفتين ملاصقتين لبعضهما.. احداهما للأجهزة الرياضية مجهزة بأفضل الألعاب.. والأخرى سنعلم ما بداخلها بعد ذلك.. دلف يوسف للغرفة الرياضية.. وبدأ باللعب.. وقف على الجهاز المسمى بالمشاية.. وضبطها على أعلى سرعة.. كان يجرى بسرعة كبيرة.. وبدأ العرق بالظهور على عضلات جسده البارزة.. كان يريد اخراج كل الطاقة السلبية من جسمه وعقله.. كما كان يريد اقناع نفسه بأنه ليس ضعيفا وقويا كفاية ليتغلب على المړض.. انتهى وبدأ بحمل بعض الأثقال العملاقة.. مرت ثلاث ساعات وهو يلعب على الكثير من الأجهزة المختلفة.. بدل ملابسه بملابس السباحة المكونة من شورت أبيض فقط.. وألقى بجسده فى حوض السباحة بمهارة.. كان حوض السباحة عميق جدا.. فغطس الى اعمق مكان كاتما أنفاسه.. كان يريد اصفاء ذهنه.. لا يفكر بشئ سوى تمضية وقته بأى نشاط يمنعه من التفكير بمرضه وحاله.. وأيضا صغيرته روما..
بالأعلى كانت ياسمين قد استيقظت لقيام الليل.. فذهبت للأسفل ثم شربت كوبا من الماء وتوضأت عندما سمعت صوتا من الخارج.. فذهبت لباب الفيلا وقد ظهر جزء صغير من جسدها حتى لا يراها أحد فوجدت يوسف يسبح بكل قوته.. لم تراه كذلك من قبل.. اندهشت من استيقاظه من الأساس.. فقد كان متعبا ويبدو عليه أنه يريد النوم والراحة.. ولكنه بدل ملابسه وظل يلعب الرياضة.. ذهبت له لتجعله يرتاح قليلا.. ظلت تنادى عليه كثيرا ولكنه كان بعالم آخر.. لا يريد أى شئ يعكر صفو ذهنه.. عندما شعر بانقطاع أنفاسه فقد مضى أكثر من عشر دقائق بالأسفل.. صعد لسطح المياه يلهث بشدة.. فوجد ياسمين واقفة تطالعه بنظرات مندهشة.. عندما رأته ياسمين عاريا من الأعلى فالټفت بجسدها واعطته ظهرها.. قالت بخجل شديد وهى لازالت على حالها اية اللى مصحيك لحد دلوقتى كدة يا يوسف.. قوم صلى ونام لم يرد عليها بل خرج من الحوض وارتدى تى شيرت موضوعا على كرسى الحديقة.. ثم صعد لغرفته تحت نظرات ياسمين التى تغزوها الحيرة من أفعاله الغير مفهومة..
أما مريم كانت تجلس بغرفتها تشعر بالملل الشديد.. فقامت ووقفت أمام نافذتها.. تطلعت بأنظارها الى فيلا يوسف عندما سمعت صوتا من هناك.. فالفيلتان متجاورتين.. وجدته يسبح بمهارة شديدة.. ظلت تنظر له بإعجاب خفى وعندما أتت ياسمين وتحدثت معه.. خرج من الحوض ففتحت فمها دهشة وعيون متسعة.. متى أصبح بتلك القوة.. إن جسده ملئ بالعضلات والعروق البارزة.. رشاقة جسده الملحوظة.. كيف لم تلاحظ ذلك.. إننى سأذوب من شدة وسامته.. يا إلهى أهذا زوجى.. إذا وقف هشام أمامه بجسده الهزيل فسيبدو كالقط أمام ذلك الۏحش الكاسر.. عندما دخل الى الفيلا أفاقت من شرودها به ثم جلست على فراشها.. وقد احتل يوسف تفكيرها بدرجة كبيرة.. أغمضت عينيها وحاولت النوم.. وقد زارها يوسف فى أحلامها أيضا....
فى صباح اليوم التالى.. استيقظ يوسف شاعرا بصداع شديد يكاد يفجر رأسه.. لقد أرهق نفسه ليلا بشدة.. تحمم سريعا ثم توضأ.. ارتدى سروال جينز بيچ وقميص باللون السماوى.. وكوتشى رياضى أبيض.. ارتدى ساعة بيضاء ورش عطر Suvaj ثم مشط شعره وصلى الظهر ثم خرج من غرفته.. وجد ياسين أمامه.. فابتسم واحتضنه بحنان أبوى.. ابتعد عنه وقال مبتسما صباح الخير.. عليك محاضرة ولا اية أبعد ياسين نظراته عنه وقال بارتباك صباح النور.. اة خارج بعد شوية نظر له يوسف بتركيز قائلا مالك فهو يشعر أن أخيه ليس بخير.. يشعر بهم بمجرد النظرة والكلمة الأولى.. هو من قام بتربيتهما وظل معهما سنوات عدة يغرز فيهما الأخلاق.. هو من رعاهما فى مرضهما.. هو من يستمع لشكواهم وحكاياتهم عن يومهم بالمدرسة ثم الكلية.. يعلم سكناتهما قبل حركاتهما كيف لا يشعر بحال أخيه.. حاول ياسين أن ينظر له لكنه لم يستطع يشعر بأنه يخون والده وأخيه وصديقه الوحيد.. فرد بتلعثم لا أبدا مفيش حاجة.. انا كدة هتأخر سلام ثم تركه وذهب مسرعا دون انتظار رد يوسف.. بينما هو ظل واقفا مكانه يفكر بحال أخيه.. أفاق بعد قليل.. لم يسمع صوتا لياسمين فذهب لغرفتها وجدها لازالت نائمة.. قبلها من جبينها ثم خرج لسيارته.. استقلها واتجه الى قاعات الزفاف.. انتقى منها واحدة.. كبيرة جدا وراقية أيضا وبسيطة فى نفس الوقت.. حجز ليوم الجمعة.. واتفق معهم على نظام الزفاف وما يريده به.. ثم ذهب لشقته فوجد العمال جالسون على السلم أمام الشقة.. فاعتذر منهم على تأخيره وفتح لهما الشقة بمفتاحه.. دلف العمال وبدأوا بعملهم.. وقف معهم يوسف يتابعهم.. بعد عدة دقائق.. شعر بالصداع يزداد بشدة... واصابه الإعياء فاتجه للحمام الذى كان العمال قد أنهوا تحضيره.. أخرج كل ما فى جوفه بالحوض.. لم يستطع تمالك نفسه فجلس على طرف حوض الاستحمام.. أغمض عينيه بشدة محاولا تحمل الألم الذي احتل جسده بأكمله.. حاول الوقوف والسير الى الخارج.. لكنه سقط على الأرض مغشيا عليه.. سمع أحد العمال وقوع شئ على الارض فاتبع الصوت.. وجد يوسف على حالته تلك فنادى على بقية العمال ليساعدوه فى حمله.. حاولوا افاقته بالعطر وسكب المياه على وجهه.. بعد قليل أفاق يوسف وفتح عيناه فكانت ضبابية.. ولازال الصداع يحتل رأسه.. اعتدل فى جلسته وشكر العمال بصعوبة.. طلب منهم اكمال عملهم.. بينما هو أرجع رأسه للوراء.. ظل يذكر الله فى نفسه.. دعا ربه كثيرا ليزول ذلك الألم.. بعد مرور نصف ساعة.. بدأ الصداع يقل تدريجيا وعادت رؤيته كما كانت.. فقام وذهب للعمال.. لم يتحدث بل ظل يتابعهم بعينيه فقط حتى مرت الساعات وذهب العمال بعدما أنهوا ديكور الشقة بأكمله.. ذهب لسيارته.. استقلها