رواية كاملة قوية الفصول من السادس عشر للواحد والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بخفة.. ثم دق الجرس.. انتبهت ياسمين وخرجت.. فتحت له الباب فدخل حاملا بعض أكياس الطعام.. كان قد تركها بجانب الباب.. كأنه لم يقم بفعل أى شئ.. نادى على مريم قائلا روما تعالى اتغدى انتى مكلتيش أتت على صوته ورائحة الطعام الشهية.. كانت تريد الرفض.. ولكن معدتها تخرج بعض الأصوات دلالة على جوعها.. فبدأت تأكل ببطئ.. كان يوسف يعلم أنها تتمنى لو تلتهم الطعام بأكمله.. فهى تعشق جميع المأكولات منذ طفولتها وهو يعلم ذلك.. كان قد أحضر ثلاث علب من البيتزا بأطعمة مختلفة.. بداخلها كانت تتمنى لو كانت تلك العلب لها وحدها.. انتهوا من تناول الطعام فقال يوسف يلا عشان نكمل.. هساعدكم خلع بلوزته وشمر أكمام القميص وفتح ازراره العلوية.. وبدأ بتحريك الأثاث كل فى مكانه.. وساعدت ياسمين فى ذلك بدرجة كبيرة فهى مهندسة ديكور.. كانت مريم ټخطف بعض الأنظار ليوسف.. فقد احتل تفكيرها بوسامته الشديدة ومعاملته الحنونة.. لكنها أبت أن تعترف بذلك.. لن يستطيع كسر كبرياءها لمجرد أنه وسيم.. ظلت تقنع نفسها بتلك الكلمات ولم تنتبه ليوسف حينما غمز لياسمين بالذهاب.. فابتسمت بخبث وتركت المكان لهما.. بينما اتجه يوسف إليها بخطوات خفيفة وكانت هى شاردة.. قال بهدوء سرحانة فى اية اتنفضت على صوته ثم قالت ببرود ولا حاجة تجاهل ردها قائلا ادخلى اوضة النوم نظرت له بريبة ولكن فضولها ېقتلها.. هو يعلم أنها لن تصمت.. بل ستأكل نفسها حتى ټقتل فضولها وتدخل الغرفة.. يعلم أنها فضولية جدا.. ولن تنال الراحة حتى تعلم ما بداخل الغرفة.. تظاهرت بعدم الاهتمام ولم تدخل.. فقال هو ليستفزها براحتك.. هتروح عليكى الهدية أكمل ترتيب الأثاث بينما هى ظلت تنظر له بغيظ شديد.. ثم دخلت الغرفة.. اندهشت من وجود علبة بيتزا على الفراش وتفوح منها رائحة زكية.. وهناك ورقة موضوعة بجانبها وعليها شيكولاتة كابرى من الحجم الكبير.. أمسكت الورقة وقرأت ما بداخها عارف إنك لسة جعانة.. كلى براحتك يا روما.. والشيكولاتة هدية مني ليكى بس سيبى لى حتة ضحكت بخفوت ولكن ما لبثت ان تحولت ملامحها الى الجدية المزيفة.. حاولت الخروج وترك البيتزا.. لكنها لم تستطع فجلست تلتهمها بنهم شديد.. عندما انتهت منها.. فتحت الشيكولاتة وتناولتها بأكملها.. خرجت فلم تجد يوسف.. بحثت عن ياسمين فوجدتها ترتب المطبخ.. قالت بخفوت أمال هو راح فين ردت ياسمين بمكر شوفيه فى الحمام او أوضة الضيوف هزت رأسها ولم ترد ثم خرجت الى الصالون.. كان يوسف ينتظرها أن تخرج ليعلن انتصاره عليها.. لكنه شعر ببعض الإعياء.. تجاهله وتابع ترتيب الأثاث.. لكنه بدأ يزداد فذهب للحمام مسرعا واخرج كل ما فى جوفه.. لم تشعر به ياسمين.. حمد الله على ذلك.. فتح ازرار قميصه بأكملها وبلل نصفه العلوى كله بالماء.. عندما خرج كاد يغلق ازرار قميصه لكنه وجد أمامه مريم تنظر له پصدمة.. فغير ملامح الإعياء حتى لا تعلم ما به.. بينما مريم تفكر.. يا إلهي إن عضلاته أكبر بكثير مما رأيتها عندما كان يسبح.. أخاف أن أغضبه فيكسر عظمى او يصفعنى صڤعة تودى بحياتى.. شردت به ولم تنتبه لنظرات يوسف المركزة عليها وابتسامته الخبيثة.. اقترب منها دون أن يغلق أزرار قميصه.. وكانت هى لازالت شاردة.. انتفضت على صوته يقول بخبث معجبة ولا اية نظرت له باحتقار مزيف تغلف به اعجابها الشديد وقالت باستفزاز اعجب بيك انت أكملت بقسۏة انت آخر واحد ممكن أفكر فيه يبقى جوزى او حتى حبيبى.. انا بكرهك.. والشويتين اللى بتعملهم دول مش هيخلونى اموت فى دباديبك خليك عارف كدة ثم أكملت بسخرية فاهم يا بشمهندس رد ببرود مستفز البشمهندس اللى ادامك دة.. عارفك وحافظك صم.. عارف انتى بتفكرى فى اية وعارف حاسة بإية دلوقتى وعارف كنت سرحانة فى اية.. عارف بتعملى وهتعملى اية.. متفكريش انتى انك بالكلمتين اللى قولتيهم دول هتخلينى ابطل اقرب منك واخليكى تحبينى زى الاول وتتقبلينى زوج ليكى.. رضيتى او لا دة بقى امر واقع ثم اكمل بنفس سخريتها فاهمة يا قطة تركها وذهب ليكمل عمله.. بينما هى ظلت تدبدب بقدميها فى الأرض بغيظ شديد.. لم لا تستطيع اغضابه ولو لعدة دقائق انه عبارة عن ثلاجة تسير على الأرض من بروده الشديد.. ولا تعلم أنه يكون بارد هكذا معها فقط ليستطيع تحمل كلماتها القاسېة التى ترميه بها كلما رأته.. اوووف قالتها فى نفسها بحنق ثم ذهبت الى المطبخ لتساعد ياسمين...
بكلية صيدلة.. كان ياسين يجلس مع محمد فى الكافيتريا منتظرا موعد محاضرته القادمة.. قال محمد باهتمام بقالك كام يوم متغير ممكن أعرف مالك تنهد ياسين بحزن ثم قال ولا حاجة ثم أكمل مغيرا الموضوع عامل اية مع مى.. لسة زى ما انت هز محمد رأسه بضيق فقال ياسين بحنق يابنى اتقدم لها واخلص.. على الاقل هتعرف انك بتفكر فيها وعايزها.. لكن طول مانت سلبى كدة مفيش حاجة هتحصل.. هى مش هتيجى لك تقول لك تعالى اتقدم لى تنهد محمد بضيق قائلا افرض مبتحبنيش يبقى خسرتها كحبيبة وصديقة كمان زفر ياسين أنفاسه بغيظ وقال يا بنى افهم.. انت لو معرفتهاش انك بتحبها هييجى حد تانى يخطفها منك وتبقى خسرتها للأبد.. مش عايزك تبقى زيى كدة قطب محمد حاجبيه متسائلا زيك ازاى رد ياسين بشرود متاخدش فى بالك يا صاحبى.. متاخدش فى بالك ...
بالشقة.. كان ثلاثتهم قد أنهوا ترتيب المنزل بأكمله.. دقت الساعة الثامنة مساء.. ارتدى يوسف البلوفر وهندم ملابسه ثم خرجوا من الشقة وأغلق يوسف الباب ثم ذهبوا الى السيارة اندفعت مريم الى الباب الخلفى ففتحته وجلست على الأريكة بينما ياسمين جلست بالأمام.. وتظاهر يوسف بأنه لا يبالى بجلوسها بجانبه.. فاغتاظت هى.. عاد الى الفيلا فترجلت ياسمين من السيارة ودلفت للداخل بينما مريم كادت تذهب لفيلا والدها ولكنها توقفت عندما قال لها يوسف باستفزاز اتمنى البيتزا والشيكولاتة يكونوا عجبوكى الټفت له ورمقته بغيظ شديد ثم ذهبت للداخل وهى تكاد تشق الأرض من شدة غيظها.. أما يوسف فوقف يضحك عليها.. ثم دلف للفيلا.. صعد الى غرفته وبدل ملابسه بشورت كحلى فقط ثم ارتمى على فراشه من شدة ارهاقه.. وسرعان ما غط فى نوم عميق...
الفصل العشرين
فى صباح اليوم التالي.. استيقظت مريم من نومها على صوت هاتفها يبعث رسالة.. أمسكته وفتحته بعيون ناعسة.. ما لبثت أن فتحت عينيها صدمة من ما رأته.. حاولت مهاتفة هشام لكنه لم يرد.. ألقت الهاتف من يدها پغضب.. ثم جلست تفكر بتوتر شديد...
أما يوسف فقد استيقظ بإنهاك.. تحمم وارتدى سروال جينز كحلى وبلوزة جملية برسمة سبعة من الصدر.. تحتها قميص كحلى.. على حذاء كلاسيكى باللون الجملى.. شمر أكمام البلوزة.. ثم وضع نظارة شمسية بفتحة الصدر.. مشط شعره ورش عطره ثم صلى الظهر واتصل بعمه واستأذنه بذهاب مريم معه لإحضار مستلزماتها.. ذهب لغرفة ياسمين وجدها مستيقظة وتقف على سجادة الصلاة.. كادت ترفع يديها وتكبر.. لكنها وجدت يوسف أمامها.. فنظرت له متسائلة.. قال لها بهدوء صباح
تم نسخ الرابط