رواية كاملة قوية الفصول من السادس عشر للواحد والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
للأعلى تحت نظرات فريدة الغاضبة.. فقد كانت تجلس بالصالون وتستمع الى حديثهم...
بالأعلى وقف يوسف أمام الغرفة.. تنفس بعمق ثم دق الباب.. بعد قليل رأى مريم تقف أمامه بشورت جينز من اللون الثلجى وبلوزة حمالات قصيرة بيضاء.. وشعرها منسدل على ظهرها يصل الى ركبتيها.. ويفوح منها رائحة الفراولة.. اشتعلت الغيرة بقلبه.. أيراها أخيها ووالدها والخدم أيضا بهذا الشكل.. تحكم فى نفسه ثم قال بهدوء عاملة اية عندما فتحت الباب تفاجأت من الواقف أمامها.. عندما وجه حديثه إليها ظلت عدة لحظات غير مستوعبة ما يقوله.. ثم قالت بدهشة كويسة حاول بشتى الطرق أن لا ينجذب إليها من شدة جمالها وقد نجح فى ذلك قائلا ببرود انا كنت جاى أسألك اية اللى عجبك فى الموديلات عشان هسافر اجيبها دلفت للداخل دون أن ترد ثم انحنت بجسدها لتأخذ الكتالوجات من على الأرض فقد كانت نائمة على بطنها قبل أن يدق الباب وتتصفح بها.. أشاح بنظره عنها عندما انحنت.. الټفت واعطته الكتالوجات بنظرات غاضبة.. أخذها منها ثم ذهب دون أن يتحدث.. فاشټعل ڠضبها أكثر.. لم يراها أحد من الرجال الا وظل يتطلع لها بنظرات الاعجاب.. الجميع يتهافت عليها ليحصل على نظرة فقط.. وهذا اليوسف قد وقف أمام جمالى بكل شموخ دون أن يرمش له جفن.. لو تعلم اهتزاز أوتار قلبه فور رؤيتها لما قالت ذلك الحديث.. لقد كادت تذوب من شدة وسامته.. لكنها كتمت ذلك كما فعل هو.. أغلقت الباب پغضب فسمعه هو.. ابتسم بمكر.. فقد فهم لماذا ڠضبت منه.. سلم على عمه وخالد ثم ذهب لسيارته وقاد الى دمياط.. لم يرد احضار حسن ليقود.. حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى.. سمى الله فى سره وقال دعاء السفر ثم تحرك بطريقه.. بعد ساعتان ونصف من القيادة وصل أخيرا الى بوابة المدينة.. اتجه الى محلات الموبيليا.. فتح أحد الكتالوجات ورأى التصاميم التى اعجبتها فاتفق مع أصحاب المحلات التى بها تلك التصاميم.. ظل يخرج من محل ويدخل الى الآخر لإحضار ما أعجبها.. دقت الساعة الثامنة.. فخرج من المدينة ووراءه سيارة من النقل الثقيل بها الأثاث.. كان يتحرك بالسيارة وهو يشعر بالاعياء الشديد.. اصبحت عينيه شديدة الاحمرار وتحولت بشرته الى اللون الأصفر.. كما أن رؤيته أصبحت ضبابية.. حاول التحكم فى نفسه حتى لا يتقيأ لكن أصبح الأمر أكبر من مقدوره على التحمل.. أوقف سيارته فجأة حتى كادت سيارة النقل أن تصدمه من الخلف.. ترجل من السيارة وتقيأ كل ما فى جوفه.. يشعر بأن هناك خناجر تقطع معدته.. وقع على ركبتيه من شدة الألم.. وجد من يربت على كتفه ويتحدث.. لكنه لم يسمعه.. كان سائق سيارة النقل التى بها ثلاث رجال.. تقيأ مرة أخرى من شدة إعيائه.. أحضر له السائق زجاجة مياه.. فأخذها وسكبها كاملة على رأسه لعله يفيق.. ظل هكذا حوالى الربع ساعة.. عندما استطاع حمل نفسه.. وقف وسار بصعوبة الى سيارته.. شكر الرجل بصوت منخفض.. ثم اكمل طريقه ولازال الاعياء يلازمه.. حاول بمعجزة أن لا يقوم بحاډث.. وصل بعد مرور ثلاث ساعات لأنه كان يسير ببطئ.. وصل الى الشقة أخيرا فأعطى المفتاح لأحد العمال وطلب منه أن يحمل الأثاث للأعلى بمساعدة الرجال.. وظل هو بسيارته يتنفس بصعوبة.. تابع العمال بأنظاره وهم يحملون الأثاث الى الشقة.. انتهى العمال عندما سمع صوت أذان الفجر يصدح فى الانحاء.. فأخذ المفتاح من العامل بعدما أغلق الشقة.. ثم ذهب الى مسجد قريب.. توضأ وصلى الفجر داعيا ربه أن يخلصه من ذلك المړض.. انتهى ثم عاد الى الفيلا.. كانت ياسمين وياسين نائمين بالطبع.. فدلف الى غرفته وارتمى على فراشه.. فتح الدرج الذى بجانبه.. أخذ منه علبة الدواء.. نظر لها مطولا.. ان الصداع يكاد يفجر رأسه.. يتمنى الراحة ولا يجدها.. حسم أمره وتناول حبة مع كوب من الماء.. بعد دقائق قليلة كان الألم قد هدأ كثيرا عن ذى قبل.. كان الدواء به مادة منومة.. فغط فى نوم عميق بعد عدة لحظات...
متابعة القراءة