رواية كاملة قوية الفصول من السادس عشر للواحد والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل السادس عشر
فى صباح اليوم التالى .. استيقظ يوسف من نومه وأخذ حماما باردا.. أصبح الصداع يحتل رأسه كعادته فى صباح كل يوم.. تجاهله وامسك هاتفه ثم اتصل على عم حسن ليأتى.. انتقى من خزانة ملابسه سروال كحلى اللون وقميص أبيض.. شمر أكمامه وفتح الأزرار العلوية.. وارتدى عليهما كوتشى رياضى أبيض وساعة يد كحلية.. مشط شعره للوراء ووضع عطر Dior.. لم يسمع صوتا يأتى من الغرف فعلم أنهما لازالا نائمين فقد كانت الساعة تدق العاشرة ويبدو أن عليهما محاضرات فى وقت متأخر.. هبط الى الأسفل.. فوجد عم حسن أمامه يقف بجانب سيارته.. ابتسم له وحياه ثم جلس عم حسن بكرسى السائق ويوسف بجانبه.. قال يوسف بهدوء هنسافر دمياط ان شاء الله يا عم حسن ثم اكمل مازحا عارف الطريق ولا هنتوه ضحك عم حسن قائلا لا عارفه متقلقش بادله الابتسامة.. ثم انطلق حسن الى دمياط بسرعة فوق المتوسطة..

أما ياسين فكان قد استيقظ بالفعل وسمع صوت أقدام يوسف.. تصنع النوم حتى ذهب أخيه.. ثم قام وارتدى ملابسه المكونة من سروال جينز أسود وتي شيرت احمر.. أخذ كشكول محاضراته وكل شئ يحتاجه ثم وضعهم بحقيبته وذهب للكلية بعد ذهاب يوسف بنصف ساعة..
أما ياسمين فكانت محاضرتها بكلية الهندسة الساعة 12 ظهرا.. فاستيقظت وتحممت.. ثم ارتدت فستان أسود به حزام أبيض أسفل الصدر.. وعليه خمار أبيض وكوتشى أبيض ثم أخذت حقيبتها وهبطت للأسفل.. لم تجد ياسين فعلمت أنه ذهب.. فتناولت فطور بسيط من الخبز والجبن مع كوب من عصير البرتقال وذهبت لكليتها برفقة حنين..
بسيارة يوسف.. بعد مرور 45 دقيقة.. كان الصداع قد بدأ يزداد بسرعة كبيرة.. كما شعر بالاعياء يعاوده.. قال لحسن بسرعة اقف هنا اوقف حسن السيارة.. فترجل يوسف منها بسرعة وتقيأ كل ما فى جوفه بجانب الطريق.. ذهب اليه حسن مسرعا وقال بقلق انت كويس يا ابنى اعتدل يوسف وقال لحسن بوهن انا كويس.. يلا عشان نلحق نخلص على طول أومأ حسن موافقا ثم ركبا السيارة مرة أخرى.. سار بسرعة متوسطة تلك المرة خائڤا ان يصاب يوسف بالاعياء ثانية.. بعد مرور ساعة ونصف كانا قد وصلا لبوابة المدينة.. دلفا لها وذهب حسن لمكان محلات الموبيليا.. ظل حسن بالسيارة وترجل يوسف منها ثم بدأ بالسير بين المحلات.. دخل الكثير ولكن لم يعجبه شىء الا البعض فقط فأخذ الكتالوجات من المحلات التى أعجبه بها شىء ما.. كانت قد مرت ساعتان.. بدأت الحرارة ترتفع بجسد يوسف.. كما أن رؤيته أصبحت ضبابية.. جلس على اقرب كرسى أمامه.. ظل هكذا مدة ليست بالقليلة.. عندما تمالك نفسه.. قام وذهب للسيارة ثم جلس بكرسيه فطالعه حسن بدهشة قائلا انت لحقت يابنى رد يوسف پألم حاول إخفاءه ارجع القاهرة يا عم حسن ظل يطالعه بنظرات الدهشة ولكنه نفذ ما طلبه.. عادا أدراجهما مرة أخرى.. حاول يوسف النوم ولكن الصداع برأسه أبى أن ينفذ له رغبته.. وصلا لكافيتريا صغيرة فقال يوسف بتواضع لو سمحت يا عم حسن.. هات كوبايتين قهوة سادة من الكافتيريا دى ابتسم حسن وذهب.. بينما يوسف قد اغلق نوافذ السيارة ثم امسك رأسه وظل ېصرخ من الألم.. لم يرد أن يراه حسن ضعيفا فطلب منه الذهاب ليستطيع الصړاخ بقدر حاجته.. أصبحت عينيه شديدة الاحمرار كما ان لون بشرته تحول للأصفر.. بعد عشر دقائق عاد حسن فوجد يوسف شاردا ظل يناديه عدة مرات حتى أفاق يوسف على صوته.. أعطاه كوب القهوة الخاص به فنظر له يوسف بتساؤل اية دى رد حسن بدهشة القهوة يا بشمهندس تدارك نفسه وقال مبتسما بزيف اة معلش مكنتش مركز بادله حسن الابتسامة.. أخذ يوسف الكوب وبدأ حسن بالسير مرة أخرى..
بفيلا يوسف الراوى.. عادت ياسمين من محاضراتها الساعة الرابعة فدلفت للفيلا.. سمعت صوت التلفاز.. ذهبت للصالون فرأت ياسين نائم على الأرض وقدميه على الأريكة والمشروبات الغازية على الطاولة الصغيرة.. وطبق صغير به بوشار مقلوبا على الأرضية.. نظرت بتقزز للمكان وقالت فى نفسها الواحد يرجع من محاضراته ينام ويصحى بالليل يذاكر.. لكن البنى آدم دة يرجع يفضل قاعد على التليفزيون لحد ما ينام قدامه وميذاكرش اخرجت هاتفها والتقطت له الكثير من الصور ثم ذهبت الى المطبخ وأتت بكوب من الماء.. ثم سكبته على ياسين.. انتفض فزعا وهو يقول الحقونى بغرق أفاق عندما وجد ياسمين تجلس على الأرض وتضحك بشدة على شكله حتى ظهرت غمازتيها قائلة شكلك مسخرة وانت قايم مڤزوع كدة نظر لها بغيظ شديد ثم ضربها على رأسها بقوة قائلا ابقى اعمليها تانى عشان انسى انك بنت واضربك زى ما بضړب صحابى ابتلعت ريقها پخوف قائلة خلاص يا سوسو قلبك أبيض مش هعملها تانى افلتت من يديه وجرت بسرعة من أمامه فظل يجرى ورائها يحاول الامساك بها قائلا سوسو دى تبقى خالتك يا جذمة كانت ضحكاتها تملأ المكان.. صعدت السلالم مسرعة وقالت من الأعلى وهى تخرج له لسانها معنديش خالة على فكرة ثم قفزت لغرفتها عندما وجدته يحمل حذاءه وكاد يرميها به....
بسيارة يوسف.. بعد مرور ساعة ونصف.. وصلا للفيلا.. فشكر يوسف عم حسن بامتنان.. ذهب حسن لمنزله بينما أخذ يوسف الكتالوجات من السيارة و دلف للفيلا بصعوبة شديدة.. فقد بدأ بعدم الشعور بقدميه ويديه.. كانت الساعة تدق السادسة.. فصعد لغرفته والقى بجسده على الفراش بتعب شديد وغط فى نوم عميق دون أن يشعر...
كانت ياسمين تجلس بغرفتها عندما سمعت صوت سيارة يوسف.. فانتظرت مرور ربع ساعة حتى يبدل ملابسه ويرتاح ثم ذهبت له.. دقت الباب فلم يصلها أى رد.. فتحته ودخلت.. وجدت أخيها نائما على الفراش بملابسه وحذاءه.. نظرت له بحنان ثم ذهبت له وحاولت افاقته بهدوء.. انتفض من نومه على هزة يدها لجسده فقالت ياسمين مازحة اية يا عم حد ينام كدة.. غير هدومك وصلى وبعدين نام براحتك نظر لها بحدة وقال پغضب هادر انتى اية اللى جابك اوضتى.. امشى من هنا نظرت له پصدمة والتمعت الدموع بعينيها ثم الټفت وخرجت من الغرفة.. أما يوسف.. فقد لعڼ تغير مزاجه تلك الفترة الذى يؤذى المقربين منه ويحبونه.. تحمم وخرج لافا منشفة حول خصره.. نظر لنفسه فى المرآة بهدوء.. كان يمرر عينيه على قسمات وجهه المتغيرة.. بشرته صفراء.. أصبحت عينيه بارزة وشديدة الاحمرار.. نظر لجسده فوجد الهزل والضعف قد بدأ يظهر عليه.. تنهد بضيق ودعا الله فى سره أن يشفيه من ذلك المړض القاټل.. ذهب لخزانة ملابسه وانتقى سروال رمادى به خطين من اللون الأسود من الجانبين وبلوزة صيفية سوداء ثم صلى المغرب.. كان يصلى بخشوع ودموع تسيل على وجنتيه.. لم يخش أن يبكى فهو بين يدى ربه.. لا يراه أحد الآن سواه فقط.. عندما انتهى أحس براحة شديدة وكأن همومه قد سقطت من كتفه.. خرج من غرفته واتجه لغرفة ياسمين.. فوجدها تجلس على طرف الفراش وتبكى بصمت وهى ټدفن وجهها بالوسادة.. تضايق من نفسه لأنه أبكاها..
تم نسخ الرابط