رواية جديدة قوية الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
خرجت مسرعة من المنزل بعدما ودعت عائلتها دون أن تنظر إليهم فلا وقت لديها والأهم لا رغبة لها في الحديث مع احد
بعد اكثر من نصف ساعة دخلت الى الجامعة لتسير نحو قاعة الامتحان وهي تقابل كل شخص تعرفه بملامح واجمة مستاءة دون أن تحييه حتى
وقفت أمام القاعة وهي تحمل هاتفها وتراجع بعض القوانين المهمة والأشياء التي تحتاجها في الامتحان قبل أن يدق الجرس معلنا عن ضرورة دخول الطلبة الى القاعات فالإمتحان سيبدأ بعد عشر دقائق
بعد اكثر من ثلاث ساعات خرجت شمس من القاعة بملامح شديدة الكآبة
خرجت من بناية الجامعة لتجد صديقتيها المقربتين تتقدمان نحوها فتسألها إحداهما بقلق _
أومأت برأسها نفيا والحزن يخيم عليها لتهتف الأخرى بمرح محاولة إخراجها من هذا الوضع _
حسنا لا تتضايقي حتى لو تكوني الثانية على الدفعة كالعام الماضي ستكونين الثالثة او الرابعة
ردت الأخرى ممازحة _
لا تحزني يا شمس المرتبة الثالثة او الرابعة ليست سيئة ايضا
اطمئني لا ثالثة ولا رابعة ولا عاشرة حتى
هل تقولين هذا كي لا نحسدك يا فتاة !
سألتها الثانية بعبث لترد شمس بإيجاز _
انا الآن لا أرجو من الله شيئا سوى النجاح وإن حدث هذا فسوف أدعوكما على وجبة طعام ضخمة في أشهر مطاعم البلاد
أنهت كلامها ثم تحركت بعيدا عنهما تاركة إياهما يتابعنها بدهشة شديدة
اتجهت نحو الشارع العام حينما سمعت رنين هاتفها فتمنت للمرة الأولى أن يكون هو كي تفرغ ڠضبها فيه
ماذا تريد يا مفسد حياتي ومدمر مستقبلي ومخرب كل لحظاتي السعيدة !
أنا فعلت كل هذا !
قالها قيصر بصوت بدا لها مسترخيا لتضغط على أعصابها من رده الهادئ وهي التي كانت تتوقع منه ثورة معتادة على حديثها لتكمل بغيظ _
سمعته يقول بهدوء _
يبدو إنك لم تحلي جيدا في الإمتحان وتصبين غضبك فوق رأسي
صاحت پغضب _
نعم هذا ما حدث وبسببك أنت بسببك لم أستطع إكمال نصف المادة ولم أستطع أن أجيب نصف الأسئلة حتى
أكملت بحسرة _
كنت أطمح للحصول على المرتبة الأولى هذه السنة لكن بسببك سوف أقيم الأفراح اذا لم أجد إسمي في ذيل القائمة
ألهذه الدرجة يهمك أن تكوني من الاوائل على دفعتك ! ظننتك حزينة لإنك سترسبين
هدرت به _
بعيد الشړ رسوب مرة واحدة بالطبع سأنجح لكنني لا اريد نجاح فقط انا اريد أن أكون الأولى على دفعتي فهذا سوف يساعدني بعد التخرج
رد بهدوء _
لم أكن أعلم إنك طموحة الى هذا الحد يا صغيرة على العموم لا تقلقي من اي شيء بعد التخرج سوف تجدين جميع الأبواب مفتوحة لك حتى لو نجحت بمعدل مقبول وقرار خمسة درجات مساعدة لك
قال كلماته الآخيرة ساخرا ثم اكمل _
أنت ستصبحين زوجتي وكافة شركاتي متاحة لك
تمنت لو تلكمه على وجهه في هذه اللحظة لكنها ضغطت على اعصابها وهي ترد _
ومن قال إنني سأقبل بهذا ! انا أحب أن أعتمد على نفسي في تحقيق ذاتي كما إنني لا أطمح الى الوظيفة فقط بل اريد ان أصبح معيدة في الجامعة يا باشا
رد ببساطة _
وهذه أيضا سهلة للغاية لدي أسهم في أكثر من جامعة بإمكانك أن تصبحي معيدة بها وحتى لو أردت جامعة معينة لا أمتلك أسهم بها فأستطيع أيضا أن أجعلك معيدة فيها
قالت تعانده _
اريد جامعة حكومية وليست خاصة
ضغط على اعصابه من طفولتها المغيظة في حديثها ورد بثقة وهدوء _
أتحدث عن الجامعات عموما خاصة وعامة أنت فقط إختاري وأنا سأحل كل شيء بسهولة
هتفت ساخرة _
ماشاءالله قيصر عمران هو المصباح السحري لتحقيق امنياتي
تجاهل سخريتها وقال بصدق _
عندما تتزوجين بي ستصبحين إمرأتي تخصيني يعني كل طلباتك مجابة وكل ما تريدنه تجدينه عندك بكل سهولة
هل تظن إنك تغريني بهذه الطريقة ! هل تظن إنني سأنظر الى الأمور من هذه الطريقة ! سوف أفكر بما سأجنيه من زواجي منك !
رد ببرود _
لا تدعي المثالية يا شمس لا يوجد احد لا يتمنى أن يمتلك المركز والسلطة التي تجعله يحصل على ما يريد بزواجك مني سوف تحققين كل شيء بسهولة شديدة سوف تعيشين حياة مختلفة تماما أنت حتى سوف تقدمين حياة مختلفة لأخوانك من خلال كونك زوجتي فهما سيصبحان بمثابة أقربائي وسوف ينالان من مركزي وسلطتي الكثير ما يطمحان إليه وأكثر مهما حدث لا تنكري ما سوف تكسبينه من تلك الزيجة
صمتت ولم ترد بشكل جعله يدرك إن حديثه ترك أثرا بها من الممكن أن يكون جيدا او سيئا المهم إنه ترك أثرا مهما
قال اخيرا _
سأنتظرك في مطعم سوف أرسل لك عنوانه حالا سوف أكون هناك خلال ساعة وقبل أن تعترضي أخذت الإذن من والدك كي أقابلك وأتحدث معك
انهى حديثه وأغلق الهاتف في وجهها لتغمغم بسخرية _
يا لك من رجل محترم يعرف الأصول
ثم زمت شفتيها وهي تفكر إن عليها مقابلته بعد قليل للأسف الشديد
في احد أرقى المطاعم في العاصمة
كانت شمس تنتظر قيصر بملل وهي تفكر إنه ما زال هناك ثلث ساعة قبل إنتهاء الساعة التي أخبرها عنها
شعرت بالنعاس الشديد فوضعت رأسها على الطاولة مغمضة عينيها محاولة الإسترخاء قليلا
بعد لحظات دلف قيصر الى المكان ليتجمد مكانه من منظرها هذا فيهز رأسه بإستنكار من وضعيتها تلك الغير لائقة على الإطلاق
جلس أمامه وهو ينظر حوله بضيق من أن ينتبه إليهما أحد وتحديدا إليها ليهتف بصوت هادئ _
شمس
رفعت شمس عينيها الناعستين نحوه فهي لم تغف بعد وهذا من حسن حظه
نظرت إليه بإمتعاض ثم بدأت تفرك عينيها بطفولية وبلا وعي جعله يغتاظ أكثر ليهتف بها وهو يميل قليلا نحوها _
اعتدلي في جلستك وانتبهي على تصرفاتك يا شمس
توقفت عما تفعله وأخذت تنظر اليه بعدم استيعاب قبل أن تكفهر ملامحها كليا وصوتها يصدح بضيق _
ما بها تصرفاتي ! تصرفت هكذا بسبب
متابعة القراءة